فضائح السعودية

غضب وسخط شعبي من قرارات نظام آل سعود التقشفية

تسود حالة من السخط الشعبي داخل المملكة إزاء سلسلة قرارات حكومية أقرها آل سعود، ووصفها وزير المالية بـ “المؤلمة” لمواجهة تداعيات أزمة “كورونا” وانهيار أسعار النفط العام.

وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في سلسلة تغريدات عبر موقع “تويتر” عن غضبهم من القرارات الحكومية الجديدة والسياسات القائمة في المملكة.

وتحت ذريعة “إنقاذ موازنة البلاد من العجز”، أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، حزمة جديدة من الإجراءات لإنقاذ موازنة البلاد من العجز، في مقدمتها زيادة ضريبة القيمة المضافة ووقف صرف بدل غلاء المعيشة.

وقال الجدعان إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى توفير نحو ثلاثين مليار دولار.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (واس) أنه “تقرر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءا من شهر يونيو/حزيران المقبل وكذلك رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15% بدءا من الأول من شهر يوليو/تموز لعام 2020”.

وعقب قرارات الجدعان، نشر رواد نشطاء سعوديون في المملكة مقطع فيديو من مقابلة مع ولي العهد محمد بن سلمان أجريت عام 2016 إبان إطلاق “رؤية 2030” يقول فيها إنه بحلول عام 2020 ستكون السعودية قادرة على العيش بدون نفط.

وقارن عبد العزيز الحضيف الناشط السعودي المقيم في كندا بين قيمة الضريبة المضافة في السعودية وكندا، فكتب “والله ما بي أقولك إن ضرائب السعودية تعدت ضريبة كندا في أغلب المقاطعات إلا مقاطعة كيبيك أكثر من ٢%، وبالعكس أنا أتمنى أن كل حقوقي وكل ما أتمتع به حاليًا أن يحصل عليه جميع شعبي، والتغريدة واضحة أني أقصد الذباب والوطنجية يحطون اللوم على اللي ذكرتهم في أي شيء”.

ورأى الناشط السعودي محمد العتيبي أن الرياض قد استعدت لمثل هذه الأحداث بإنشاء مراكز لما يسمى “الذباب الإلكتروني”، فقال “لم ينشئ محمد بن سلمان مركز اعتدال، الذباب الإلكتروني، قروبات الوطنجية، إلا لمثل هذه الأوقات ليصنعوا من فشل المستبدين نجاحا ومن سكوت المستضعفين حب وطن”.

وعرف الأكاديمي عبد الله العودة دور ما يسمى الوطنجية فغرد “وظيفة الوطنجي والمطبل هو أن يقول لك إنه إذا كان هناك خير ونعمة فهو من الحاكم الفرد المستبد الأعظم، وإذا كانت هناك مصيبة وبلاء فهي عالمية أو من الشعب أو من القدر المحض”.

وتساءل الناشط السعودي علي عسيري عن مصير الأموال التي تم جمعها في فندق ريتز كارلتون، فكتب “محمد بن سلمان خرج في مقابلة تلفزيونية وذكر بالحرف: إن إجمالي المبلغ المستخلص من جماعة فندق الريتز أكثر من ١٠٠ مليار دولار (٣٧٥ مليار ريال) ولما خرجت مسودة ميزانية الدولة ذلك العام، لا يوجد هذا المبلغ في الميزانية نهائياً، دعك من القصر، واليخت، واللوحة فيه ١٠٠ مليار دولار وينها؟”.

وعدد الإعلامي سلمان الدوسري أسباب هذه الإجراءات، فكتب “لماذا إلغاء بدل المعيشة وتعديل القيمة المضافة؟ أسوأ أزمة اقتصادية يعيشها العالم، انهيار أسعار النفط، الدولة بدأت بنفسها وخفضت نفقاتها، الإجراءات تعتبر في حدها الأدنى مقارنة بالعجز المتوقع، الدولة رصدت 177 مليارا لكورونا، المواطن شريك بلاده في العسر واليسر”.

وبرر وزير المالية السعودي، القرارات السابقة، قائلا إن “الإجراءات التي تم اتخاذها اليوم وإن كان فيها ألم، إلا أنها ضرورية للمحافظة على الاستقرار المالي والاقتصادي من منظور شامل وعلى المديين المتوسط والطويل.. وتجاوز أزمة جائحة كورونا العالمية غير المسبوقة وتداعياتها المالية والاقتصادية بأقل الأضرار الممكنة”.

https://twitter.com/jaberalraithy/status/1259695699777728512

https://twitter.com/nitegsa/status/1259970634181902344

https://twitter.com/hukusfof/status/1259964247246811136

https://twitter.com/hukusfof/status/1259953564329353218

https://twitter.com/__moon201/status/1259666760128704513

وكانت قرارات حكومية أصدرت مؤخرا أتاحت لصاحب العمل إنهاء عقود الموظفين بعد 6 أشهر من “الظرف القاهر”، وأن القرارات تأتي في إطار ما يواجهه سوق العمل نتيجة إجراءات الإغلاق لمكافحة جائحة “كورونا”.

وبدأت بعض الشركات الكبرى في المملكة بتطبيق هذا القرار، وذلك بحسب ما تبين من رسائل إلكترونية تم إرسالها إلى موظفي شركات، مثل المراعي و”نسما”، فيما تعتمد بعض الأعمال التجارية على مساعدات الحكومة التي تفرض الأزمة عليها قطع التمويل عن خطط تحويل الاقتصاد بعيدا عن النفط.

وانهارت أسعار النفط أوائل مارس/آذار، بسبب حرب الأسعار التي شنها ولي العهد محمد بن سلمان مع روسيا، في الوقت الذي ضرب فيه فيروس “كورونا” الاقتصاد السعودي وتسبب في تراجع الطلب العالمي على النفط الخام.

ويتساءل مراقبون ماذا تبقى من رؤية 2030 لولي العهد محمد بن سلمان وماذا تبقى من الصورة الحالمة للمملكة واقتصادها بعد أن أصبحت أهم ركائز الرؤية وهي الاقتصاد تتداعى بشكل مريع بعد تهاوي أسعار النفط واستثمارات كبدت خسائر بمليارات الدولارات.

وقد كان شرط نجاح رؤية بن سلمان بلوغ أسعار النفط 100$ للبرميل وعلى هذا الأساس كان تقييم شركة (أرامكو) قبل طرحها المثير للجدل فيما يشكل سعره 80$ للبرميل شرطاً لبلوغ التوازن في الميزانية العامة للمملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى