فضائح السعودية

فساد محمد بن سلمان يحول السعودية إلى “غرزة” لتعاطي المخدرات

أدى نهج ولي العهد محمد بن سلمان القائم على نشر الإفساد والانحلال إلى تحويل السعودية إلى غرزة لتعاطي المخدرات بكافة أنواعها من كبتاغون وكوكايين، وهيرويين.

ولم تكن المشاهد التي وثقتها الفيديوهات من موسم الرياض، وخصوصا مهرجان “ميدل ليست” إلا مؤشرا على جرى التحذير منه كثيرا، أن الانفتاح غير المدروس وغير المرشَّد الذي يقوده بن سلمان للمجتمع سيولّد وضعا كارثيا لجهة الانفتاح على الانحراف بكل صوره، الأمر الذي سيؤدي إلى تدمير هذا المجتمع على نحو لن يمكن معه معالجته بعد ذلك.

وظهر شباب المملكة بشكل غير مسبوق يتعاطون أشكالا من المخدرات بكل جرأة وثقة، وكأن الأمر جزء من الطقوس المطلوبة لقضاء أيام وليالي الميدل بيست.

وأكد تقرير دولي أن تلك المشاهد إنما هي جزء ظاهر لما يجري في الخفاء من ممارسات وجدت لها متنفسا في هذا الانفتاح.

لم ينفتح النظام السعودي على تلك الحقوق التي صادرها طويل ولا يزال على المجتمع السعودي، لكنه اخذ المنحى الخاطئ فتصور أن تمكين الشباب من تفريغ كبته بتلك السلوكيات التي يعدّونها دالات على الحرية، سيجعله –النظام- أقرب إلى المجتمع وأنه سيولد له العلاقة التي تحميه من خصوم افتراضيين.

يخسر النظام السعودي المليارات في معالجات خاطئة في مجملها، ليتحول إلى وحش لا تظهر مخالبة الا على المستضعفين من المسلمين، ولا يستثنيه في ذلك حتى شعبه ليدمره بهذه الغفلة.

تظهر الإحصائيات أنه في الشهر الواحد، يجري ضبط عشرات العمليات لتهريب انواع من المخدرات إلى الداخل السعودي، فضلا عن ما ينجح في الدخول والصواريخ الى جمهور المستهلك لهذه المخدرات.

وحين يحدث ذلك فإنه مؤشرا على اتساع رقعة الاستهلاك لهذه المواد القاتلة في مجتمع الشباب السعودي.

ومؤخرا صنفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية السعودية كعاصمة للمخدرات في الشرق الاوسط، وما هو إلا عار عظيم، وجبي على النظام ان يعيد ترشيد سلوكه الانفتاحي ومعالجة ما أمكن من هذه الظاهرة التي استفحلت واستحكمت حلقاتها على المجتمع.

وقالت المجلة إن ثلاث عمليات ضبط متتالية للمخدرات خلال الشهر الماضي كشفت عن حجم مشكلة المخدرات في المملكة.

وأشارت المجلة إلى أن الحكومة السورية صادرت، في بادرة تعاون نادرة، أكثر من 500 كيلوغرام من الأمفيتامينات المسببة للإدمان المعروفة باسم الكبتاغون، والتي كانت مخبأة في شحنة معكرونة متجهة إلى العاصمة السعودية، الرياض.

بعد أيام قليلة، صادرت السلطات السعودية أكثر من 30 مليون حبة من المواد المخدرة مخبأة في الهيل المستورد.. ثم، في منتصف كانون الأول / ديسمبر الجاري، أحبطت قوى الأمن الداخلي اللبنانية محاولة تهريب أربعة ملايين حبة كبتاغون إلى الرياض عبر الأردن، كانت مخبأة في أكياس القهوة.

وهذه الكميات من المخدرات وخاصة “الكبتاجون” يتم إنتاجها بكميات كبيرة في المنطقة لتلبية الطلب السعودي حيث أصبحت المملكة سوقاً مربحة لتجار المخدرات وظهرت كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة.

يؤكد مكتب الأمم المتحدة (UNODC) المعني بالمخدرات والجريمة، بإن أكثر من نصف جميع كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2019، كان في السعودية.

وبحسب مجلة “فورين بوليسي” الأميركية يعتقد الخبراء أن السعوديين قلقون بشأن تأثير هذه العقاقير التي تسبب الإدمان على أجيالهم الشابة.

إذ ينتمي غالبية متعاطي المخدرات السعوديين إلى الفئة العمرية من 12 إلى 22 عاماً، ويستخدم 40 في المائة من مدمني المخدرات السعوديين الكبتاغون.

مثّل الانفتاح الذي يقود المجتمع السعودي اليوم انقلاب عنيف على كل القيم والمبادئ التي يؤمن بها هذا المجتمع المحافظ، ولذلك اثارت فعاليات الـ”ميدل ليست” ضمن موسم الرياض، تلك الموجة الكبيرة من النقد والرفض لما يجري، من اختلاط بين الشباب من الجنسين بصورة هي الأولى من نوعها بكل المقاييس في المنطقة الغربية، رافقها تحرشات ورقص خليع وهي أمور وثقتها فيديوهات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

و”موسم الرياض” الذي تتبناه المملكة، هو مهرجان ترفيهي يقام في العاصمة السعودية الرياض ويهدف الى تحويلها لواجهة ترفيهية سياحية عالمية، وفقا لأهداف برنامج “جودة الحياة” أحد برامج “رؤية السعودية 2030″، وقد انطلق “الموسم” للمرة الأولى في 2019 واستقطب أكثر من 10 ملايين زائر، وانطلق موسمه الثاني في 20 أكتوبر 2021 بعد توقفه عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.

ولعله من المثير في الموضوع أيضا، أن يتم نشر هذه المادة بمساعدة أعضاء في أسرة الحكم السعودي، ولا تزال حادثة “زينيا” ماثلة لمن يريد الاستشهاد بشيء من هذا الطرح.

وهي حادثة القاء الشرطة اللبنانية القبض على امير سعودي اثناء محاولته ركوب طائرته الخاصة في طريقه إلى السعودية، وكان برفقته 4 أشخاص، ومعهم 24 طردا و8حقائب سفر كبيرة، تراوح وزن كل منها بين 40 كيلوجراما و60 كيلوجراما.

طرود الامير السعودي ثُبِّتَت عليها ملصقات تعريفية تحمل عبارة “خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود”، ووضعت حبوب “الكبتاغون”، المضبوطة في 40 حقيبة على متن الطائرة التي كانت ستقلع إلى السعودية، في وقت وصفت فيه الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية هذه العملية بأنها “أكبر عملية تهريب يتم إحباطها في مطار بيروت الدولي”.

وأوضحت مصادر صحفية اعلامية لبنانية في حينه إن أمن مطار “رفيق الحريري” طلب تفتيش الطرود، بيد أن كبير مرافقي الأمير رفض قائلا “ألا ترى المكتوب عليها؟ هذه أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش”، الا ان الامن اللبناني أصرّ على تفتيش الطرود فكانت المفاجأة “نحو طنين من حبوب الكبتاجون في أكياس أفرغ منها الهواء وحملت شعار موحّد لنوع خاص من هذه الحبوب المخدرة معروف باسم “زينيا”، وهو أجود الأنواع”، وفقا لصحيفة السفير اللبنانية.

فيما نقلت الأخبار اللبنانية عن المحققين قولهم إن قيمة الطرود تزيد عن 110 ملايين دولار، وقد اقر الأمير السعودي بتعاطي المخدرات ولم ينف قبل القبض عليه، ملكيته للطرود.

وفي العام 2009، كشفت ندوة نظمتها جامعة نجران ، أن تجارة المخدرات في المملكة قدرت خلال عام 2008 بنحو 23 مليار ريال، أي ما يساوي 6.1 مليار دولار.

فيما “كشفت دراسة أجرتها وزارة العدل، أن 28 في المائة من النساء السعوديات متورطات في قضايا مخدرات.”

وقد سجلت إحصاءات موقع الصحة العالمية للعام 2018، أن تعاطي المخدرات في السعودية، تسبب بموت 311 شخصا خلال ذلك العام. في ذاك العام 2018، زعمت وزارة الداخلية السعودية أن عدد المدمنين في المملكة بلغ 200 ألف مواطن “فقط”، أي 0.7% من إجمالي عدد السكان (28 مليون نسمة).

وتشير التقديرات إلى أن أبرز أنواع المخدرات المنتشرة في السعودية: أقراص الكبتاغون، الكوكايين، الهيرويين ومنتصف هذا الشهر أعلنت السلطات السعودية، ضبط 1,200,712 قرص إمفيتامين، وكيلوغرام من مادة الحشيش المخدر، و50 قرصا خاضعا لتنظيم التداول الطبي وممنوعات، داخل منزل بأحد أحياء الرياض.

ويؤكد الخبراء ان عوامل مثل الإغراءات، المخدرات فرصة للهروب قصير الأمد، الارتياح ومداواة الذات، مشكلة القبول، التمرد، الفضول، تعمل على فع الشباب الى تعاطي المخدرات، وهي في الإجمال تعكس حالة غير طبيعية يعيشها الشباب.

ولما كان حراك هذه المواد السامة كبير في السعودي، فان الامر يؤكد على ان ثمة اوضاعا غير سليمة وغير صحية يعيشها الشباب هناك تدفعهم الى هذا الطريق.

فيما يشك الكثيرون في أن بن سلمان نفسه يمكن أن يكون من يتعاطون نوعا مكن هذه المخدرات.

وبهذا الصدد الكاتب الأمريكي الشهير مايكل وولف، صاحب كتاب “النار والغضب”، يذكر في كتابه “الحصار: ترامب تحت النار”، “ان وليّ العهد السعودي يعاني من مشكلة مزمنة: “تعاطي الكوكايين وألعاب الفيديو”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى