مطالب بضمان حرية أداء فريضة الحج دون قيود سياسية أو تمييزية

قالت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين إنها تتابع ببالغ القلق التصريح الأخير الصادر عن وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، الذي يتضمن أن “الحصول على التصريح يدخل ضمن شروط الاستطاعة التي يجب بها الحج؛ فلا تكلف نفسك فوق طاقتها”.
واعتبرت الهيئة أن هذا التصريح يشير إلى تداخل مفهوم الاستطاعة الشرعية مع القيود السياسية، وهو ما يعدّ انحرافًا خطيرًا عن مقاصد الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان.
من الجدير بالذكر أن الاستطاعة الشرعية، وفقًا للنصوص الدينية، تتعلق بالقدرة البدنية والمالية وأمن الطريق. لم تَرِد أي نصوص شرعية أو فتاوى موثوقة تشترط الحصول على تصريح حكومي كجزء من شروط وجوب الحج. وبالتالي، فإن ربط الاستطاعة بالتصريح الحكومي يعدّ خطوة لا مبرر لها من الناحية الدينية، وينذر بتقنين القيود السياسية التي لا علاقة لها بالعبادة.
وقالت الهيئة إن تحويل شروط الحج إلى أدوات لضبط سياسي وفرض قيود على السفر وفقًا للجنسية أو الخلفية السياسية أو الآراء يُعدُّ مساسًا مباشرًا بحقوق الإنسان. فالحج هو أحد أركان الإسلام التي يجب أن تُؤدى بتمام الحرية، ولا ينبغي أن يُستغل كوسيلة لتقييد هذه الحرية أو لإقصاء فئات معينة من المجتمع. لا يمكن بأي حال أن تصبح الاستطاعة الشرعية مرهونة بموافقة السلطات، في ظل غياب المعايير الشفافة والرقابة المستقلة، مما يفتح الباب أمام التمييز التعسفي.
وأضافت أن هذه الخطوات تؤثر سلبًا على جوهر فريضة الحج وتتناقض مع روحها، حيث أن الهدف من الحج هو العبادة والتقرب إلى الله بعيدًا عن أي تدخلات سياسية أو تمييزية.
وشددت على أن إقحام التصريحات الحكومية في هذه المسألة يعتبر انتهاكًا واضحًا للحقوق الإنسانية، ويمثل خرقًا للمواثيق الدولية التي تضمن حرية العبادة لجميع الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو الاجتماعية.
ودعت الهيئة السلطات السعودية إلى إعادة النظر في هذا التصريح وتوضيح سياساتها المتعلقة بالحج بشكل يضمن احترام الشروط الشرعية والحقوق الإنسانية، ويُعيد للمسلمين حرية أداء فريضة الحج دون قيود سياسية أو تمييزية.
يشار إلى أن الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مؤسسة أنشئت مع بداية عام 2018، هدفها ضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.