أرامكو تحمل ضربة أخرى لخطط محمد بن سلمان
تستعد شركة “أرامكو” النفطية الحكومية للإعلان رسمياً عن الطرح الأولى لأسهمها خلال الشهر الجاري وهو ما سيحمل ضربة جديدة قوية لخطط محمد بن سلمان.
ويواجه بن سلمان أزمات متتالية في خطته الهادفة إلى بيع حصة من “أرامكو”، أكبر شركة نفط في العالم، وكان آخرها تضارب التقديرات حول القيمة السوقية للشركة، ولاسيما عقب الهجمات الأخيرة على منشآتها التي كبّدتها خسائر باهظة وعطّلت إمداداتها، ما دفع الرياض إلى استيراد النفط لأول مرة من أجل الإيفاء بالتعاقدات التصديرية.
ورغم محاولات المسؤولين طمأنة الأسواق بأن الشركة عادت إلى طبيعتها بشكل كامل وأنه تم إصلاح ما دمرته الهجمات الأخيرة، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، مما ينعكس سلبا على خطة الحكومة للإسراع في عملية طرح 5% من أسهم الشركة للاكتتاب العام بقيمة جيدة، حسب مراقبين.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرغ” الأمريكية نقلا عن مصادر لم تسمهم، أن الطرح سيكون بحلول 20 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وغير مستبعدة إتمام الإدراج في سوق الأسهم السعودية، الشهر المقبل.
وصرح رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو “ياسر الرميان”، إن إعلان أرامكو عن نية الطرح الأولي “قريب جدا جدا”.
وتستهدف “أرامكو”، عملاق النفط السعودي، طرح 5% من أسهمها للاكتتاب العام الأولي، في عملية يتوقع أن تكون أكبر طرح للأسهم في العالم؛ حيث تقدر الحكومة السعودية قيمة الشركة بتريليوني دولار.
وتنتشر الإثارة في جميع أنحاء المملكة وفي وسائل التواصل الاجتماعي حول الاكتتاب العام، وذلك بسبب الأهمية الكبيرة للعملية بالنسبة للسعوديين.
وفي الواقع، يوجد في المملكة خط رفيع بين الاستثمار الذكي والواجب الوطني عندما يعتمد زعيم المملكة الفعلي أن مستقبله السياسي على نجاح ذلك الاستثمار.
وتعد “أرامكو” الركيزة الرئيسية في خطة “بن سلمان” للإصلاح الاقتصادي، التي دخلت الآن عامها الرابع.
وقد انتهى الأمر ببعض منتقدي عملية البيع إلى السجن، على الرغم من عدم الكشف عن التهم الموجة لهم.
ويتم التعامل مع التشكيك في تقييم الشركة الضخم، البالغ 2 تريليون دولار، على أنه معارضة لبن سلمان، الذي كرر الرقم في المقابلات لأعوام. ويتم تشجيع الجميع على الاستثمار في أهم أصول المملكة.
ويرى الكثير من السعوديين أن المشاركة في الاكتتاب العام الأولي دليل على الولاء في ظل تصاعد التوتر في الخليج. ويأتي ذلك بعد أسابيع من هجوم جوي مدمر على منشآت نفطية ألقت الحكومة باللوم فيه على إيران.
ويوم الجمعة، تعرضت سفينة نفط إيرانية للإصابة بصواريخ في البحر الأحمر، ووجهت شركة ناقلات الجمهورية الإسلامية أصابع الاتهام إلى المملكة، قبل سحب الادعاء.
وتواجه المملكة ضغوطا أيضا من قبل حلفائها بعد الإدانة الدولية الواسعة لمقتل الصحفي “جمال خاشقجي”، فضلا عن سجن ناشطات حقوق المرأة.
وقالت “مشاعل”، وهي من سكان الرياض، وتبلغ من العمر 28 عاما: “إنها شركة سعودية، لذا فأنا أشعر بواجب وطني للاستثمار فيها”.
وبالنسبة لولي العهد، يتعلق الأمر كله بانتقال المملكة إلى الرأسمالية على النمط الغربي.
والمرحلة التالية هي تحويل الناس إلى مساهمين، مثلما حدث خلال الثمانينيات عندما أصبحت سوق الأوراق المالية هواية وطنية للأمريكيين، أو حين باعت بريطانيا مرافقها للجمهور.
ويطرح السعوديون الآن أسئلة على موقع “تويتر” حول الأمر، باستخدام وسم “#الاكتتاب_العام”.
ويسعى البعض للحصول على المشورة بشأن ما إذا كان يجب وضع كل مدخراتهم فيه، وماذا يفعلون إذا كان هناك تأخير آخر. ويقدم المحللون أفكارهم، ويحثون السعوديين على الاستثمار.
وقد ظهرت حتى عمليات الاحتيال المعتادة فقد حذر كاتب عمود في صحيفة “الاقتصادية” السعودية المستثمرين المحتملين في تغريدة من المجموعات التي تعرض أسهم “أرامكو” بسعر مخفض.