محمد بن سلمان رئيسا للوزراء.. البحث عن الحصانة وتعزيز استلام السلطة
أجمع مراقبون على أن الخطوة المفاجئة بتعيين ولي العهد محمد بن سلمان رئيسا للوزراء وهو المنصب الذي يشغله الملك حصرا بموجب النظام السعودي، يستهدف تمكينه من الحصانة القضائية وتعزيز استلام السلطة بقوة أكبر.
ورأى المراقبون أن إعلان محمد بن سلمان رئيسا للوزراء يمثل هروبا إلى الأمام، للحصول على الحصانة السيادية في القضايا التي يواجهها ولي العهد خارج المملكة.
وبحسب المراقبين ليست صدفة أن يُستثنى محمد بن سلمان من النظام ويُعين رئيساً للوزراء، قبل أقل من أسبوع من موعد قرار الإدارة الأمريكية عن ما إذا كان يستحق الحصانة السيادية في قضية اغتيال الصحفي خاشقجي، والتي لا تمنح إلا للملوك ورؤساء الوزراء.
كما أن تعيين محمد بن سلمان رئيساً للوزراء؛ هو دور جديد يمثل دفعة أخرى للحاكم الفعلي للمملكة، مما سيمدد من قبضته المشددة على السلطة، حيث إنه يشرف بالفعل على أكثر الحقائب الوزارية حساسية في البلاد.
وبهذا الصدد أوردت صحيفة الغارديان البريطانية أن تعيين محمد بن سلمان رئيسًا للوزراء خطوة قال الخبراء إنها ستحمي على الأرجح ولي العهد من دعوى قضائية تهدده في ملف جريمة قتل خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن سايمون هندرسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بأنه لا يتوقع أي تغيير في العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن سيتمتع محمد بن سلمان كرئيس للوزراء الآن بحصانة سيادية عند السفر إلى الخارج.
وذكر هندرسون أن الإعلان المفاجئ عن تعيين محمد بن سلمان رئيسا للوزراء يجعل السلطة السياسية الواقعية التي احتفظ بها ولي العهد منذ سنوات أمرًا قانونيًا فعليًا.
فيما رأت وكالة Bloomberg الأمريكية أن تعيين الملك سلمان نجله محمد ليحل محله كرئيس للوزراء هي مواصلة لعملية نقل السلطة تدريجياً في السعودية.
وأشارت الوكالة إلى أن قرار التعيين خطوة تضفي الطابع الرسمي على محمد بن سلمان كزعيم لحكومة المملكة، علماً أن المرسوم الملكي لم يذكر أي سبب لهذه الخطوة.
وقد علّق Jon Alterman مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز CSIS الأمريكي، إن هذه الخطوة تقنن الوضع الراهن الذي يقود فيه محمد بن سلمان أجندات مجلس الوزراء، وقد يكون لها أيضاً جانب دولي في جعله رئيساً للحكومة بشكل رسمي، بدلاً من رئيس دولة في وضع الانتظار.
وأشارت الوكالة إلى أنه منذ أن أطاح محمد بن سلمان بابن عمه الأكبر سناً محمد بن نايف في 2017؛ ركز السلطة بين يديه بشكل كبير، واحتجز المعارضين المحتملين، وقلب التقليد المستمر منذ عقود في موازنة السلطة بين فروع العائلة المالكة.
أما صحيفة New York Times الأمريكية فأبرزت سعى السلطات السعودية منذ سنوات إلى تهدئة التكهنات بشأن صحة الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاماً، والذي تم إدخاله إلى المستشفى مرتين هذا العام، كان آخرهما إقامة لمدة أسبوع.
فيما نبهت صحيفة Washington Post الأمريكية إلى أن السعودية لم تشهد في تاريخها تركز القوة في يد رجل واحد منذ عهد مؤسس البلاد عبد العزيز آل سعود؛ كما تتركز الآن في يد محمد بن سلمان، والذي لم يصبح ملكاً بعد.
وذكرت الصحيفة أن تحت قيادة محمد بن سلمان تم اعتقال ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيق الملك الأمير أحمد بن عبد العزيز، واتهمامهما بتقويض الدولة.
كما تم قمع المعارضة المحلية، وسجن رجال الأعمال ورجال الدين والنشطاء والكتاب والعلماء من مختلف الأطياف السياسية في عهد محمد بن سلمان بحسب الصحيفة.
ولفتت إلى أنه الآن حل محمد بن سلمان محل والده كرئيس للوزراء، وقفز جيلًا من أعمامه وأبناء عمومته الأكبر سناً ليصبح وريثاً على العرش، في واحدة من آخر الممالك المطلقة المتبقية في العالم، ومع زيادة القمع السياسي والقبضة الحديدية؛ يؤكد منتقدوه بأنه دكتاتوري متعطش للسلطة ومتهور.