ترامب يبتز آل سعود مجددا في أزمة هجمات الحوثيين
كعادته منذ وصوله إلى البيت الأبيض، لجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى محاولة ابتزاز آل سعود لاستغلال عجزهم أمام هجمات جماعة أنصار الله اليمنية “الحوثيون” عقب الهجوم الأخير على أرامكو.
وصرح ترامب أن بلاده مستعدة لمساعدة المملكة مقابل المال ولكن عليها أن تدافع عن نفسها.
وقال ترامب إن المسؤولين الأميركيين يتحققون من الجهة المسؤولة عن شن الهجمات على منشأتي شركة أرامكو، مضيفا أنه يبدو أن إيران هي المسؤولة إلا أنه يرغب “بكل تأكيد” في تجنب الحرب معها مع أن بلاده تملك “أقوى جيش في العالم”، معتبرا أن الدبلوماسية لا تستنفد أبدا عندما يتعلق الأمر بإيران.
وأضاف ترامب “أعتقد أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا للسعودية فإنه يقع على عاتقها أيضا أن تدفع قدرا كبيرا من المال، أعتقد أيضا أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيدا”.
وخلال كلمة أمام مؤيديه في ولاية نيومكسيكو، قال ترامب إن بلاده أصبحت الأولى عالميا في إنتاج النفط والغاز، فلم تعد بحاجة إلى إرسال الكثير من الناقلات إلى الشرق الأوسط، مضيفا “لو لم أكن رئيسكم كان يمكن أن نكون في حالة هلع” كما كان يحدث في الماضي.
في الأثناء، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي أن محققين عسكريين أميركيين وصلوا إلى موقع الهجوم في منشأة بقيق، وأنهم يجمعون معلومات عن الأسلحة المستخدمة هناك.
وأضافت أن المحققين يعملون على أساس الافتراض أن الضربات لم تنطلق من اليمن، وأنهم لا يعتقدون أنها جاءت من العراق.
وأوردت الصحيفة أن تقييما أوليا وجد أن 15 مبنى في بقيق تعرضت لأضرار على الجانبين الغربي والشمالي الغربي، وليس على الواجهات الجنوبية كما هو متوقع إذا كان الهجوم قد جاء من اليمن.
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو “غير مسبوقة”، وإن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للدفاع عن النظام العالمي الذي تقوضه إيران.
وقال إسبر على تويتر إنه عاد إلى وزارة الدفاع بعد اجتماع في البيت الأبيض أطلعت فيه قيادة الوزارة ومسؤولون آخرون الرئيس ترامب على الوضع.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (واس) إن إسبر أبلغ الرياض بأن واشنطن تدرس كل الخيارات المتاحة للتصدي للهجمات على السعودية.
بدورها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إن المعلومات المتوافرة لدى واشنطن تشير إلى مسؤولية إيران عن الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.
وأضافت كرافت خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن اليمن أنه لا تتوافر أي أدلة على أن الهجمات انطلقت من اليمن رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عنها.
وفي سياق التعليقات الأميركية أيضا، هاجم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جيم ريش الحكومة الإيرانية بعد هجمات أرامكو، قائلا إن الهجوم يؤكد “مساعي إيران لبث عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وحذر ريش في بيان من أي هجوم محتمل على القوات الأميركية، وقال إن “على إيران ألا تقلل من إصرار الولايات المتحدة، أي هجوم على جنود أميركيين في الخارج سيقابل برد ساحق، لن تُستبعد أي أهداف”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد ذكرت في وقت سابق أمس الاثنين نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة أبلغت السعودية بأن إيران هي مصدر الهجوم الأخير على معملي أرامكو.
وفي الرياض، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة ستدعو خبراء دوليين -بعضهم من الأمم المتحدة- للمشاركة في التحقيق بشأن الهجوم على منشأتي أرامكو، كما دعت العالم لإدانة المسؤولين عنه.
وأفاد بيان للوزارة بأن التحقيقات الأولية أظهرت استخدام أسلحة إيرانية في الهجوم الذي تسبب في وقف أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط وألحق أضرارا بأكبر معمل تكرير في العالم.
وأضاف البيان أن “المملكة تؤكد بشدة أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات”.
وذكرت الوزارة أن الهجوم استهدف في المقام الأول إمدادات النفط العالمية، ووصفته بأنه امتداد “للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو السعودية باستخدام أسلحة إيرانية” في مايو/أيار الماضي.