تكريس لعجز آل سعود.. المملكة في مرمى هجمات يومية للحوثيين
أعلنت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين اليمنية إن سلاح الجو نفذ صباح اليوم هجوما على مطار أبها وقاعدة الملك خالد جنوبي المملكة التي أصبحت في مرمى هجمات يومية للحوثيين.
وقالت قناة المسيرة -نقلا عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع- إن طائرات مسيرة من نوع “قاصف كي2” هاجمت برج المراقبة في مطار أبها الدولي (جنوب غربي السعودية)، ويبعد مئتي كيلومتر عن الحدود مع اليمن.
وأضاف العميد سريع -في صفحته بفيسبوك- أن القصف تسبب في إصابة مباشرة لبرج المراقبة، وأدى إلى تعطيل الملاحة الجوية في المطار.
وقال الحوثيون صباح اليوم أيضا إن قواتهم نفذت هجوما واسعا بطائرات مسيرة على برج المراقبة في قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط (جنوبي السعودية)، التي تبعد مئتي كيلومتر عن الحدود اليمنية.
وأضاف المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن الهجوم على القاعدة السعودية حقق هدفه بدقة. وأعلن التحالف اليوم إسقاط طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه خميس مشيط.
وكان الحوثيون كشفوا أمس -في مؤتمر صحفي- عن تطوير أربع منظومات دفاع جوي جديدة، نصفها دخل خط المواجهة مع التحالف السعودي الإماراتي.
وقال الحوثيون إنهم شنوا هجوما واسعا بطائرات مسيرة على قاعد الملك خالد، مستهدفين مرابض الطائرات الحربية ومدارج الإقلاع والهبوط، إلا أن وكالة الأنباء السعودية (واس) ذكرت أن قوات التحالف أسقطت طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة.
كما سبق أن تعرضت القاعدة نفسها لقصف حوثي الخميس الماضي، وكذلك تعرض مطار أبها لقصف من الجماعة في الفترة الأخيرة عدة مرات.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي إن “قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه المليشيا الإرهابية لتحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية”.
وفي سياق متصل، كشفت جماعة الحوثي أمس في مؤتمر صحفي في صنعاء عن تطوير أربع منظومات دفاع جوية، دخلت اثنتان منها خط المواجهة، وإسقاط 17 مروحية للتحالف السعودي الإماراتي منذ عام 2017.
وأضاف المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن المنظومة الأولى تسمى “فاطر”، ودخلت المعركة عام 2017، وأما المنظومة الثانية فتسمى “ثاقب1″، ودخلت المعركة في العام نفسه.
وأشار العميد سريع إلى أن منظومتي دفاع جوي ثالثة ورابعة سيكشف عنهما في المرحلة المقبلة، موضحا أن منظومات الدفاع الجوي “نجحت في تحييد عدد من أنواع الطائرات الاستطلاعية المعادية، ومروحيات الأباتشي، وكذلك التصدي لعدد من الطائرات الحربية المعادية”، في إشارة إلى طائرات التحالف بقيادة السعودية.
وبيّن المتحدث نفسه أن الدفاعات الجوية للجماعة نفذت 49 عملية استهداف لمروحيات أباتشي في مختلف الجبهات، أدت إلى إسقاط 17 مروحية تابعة للتحالف، كما تحدث عن تنفيذ 72 عملية دفاع جوي استهدفت طيران الاستطلاع، أسفرت عن إسقاط عشرات منها.
يشار إلى أن التحالف بقيادة آل سعود تدخل عسكريا في حرب اليمن منذ 26 مارس/آذار 2015 تحت مبرر إعادة الشرعية في البلاد، عقب سيطرة الحوثيين على السلطة في العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من البلاد.
يظهر من العمليات العسكرية التي شنّها الحوثيون خلال الشهرين الأخيرين بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية أن الأضرار التي لحقت بالسعودية اقتصاديا وعسكريا ذات كلفة كبيرة ومتصاعدة، ولا سيما أن القصف طاول مؤسساتٍ اقتصاديةً وخدميةً كبيرة، مثل المنشآت البترولية والمطارات والقواعد العسكرية.
ولكن المسألة الجديرة بالاهتمام، وتستحق التوقف أمامها، أن ميزان القوى بدأ يميل لصالح الحوثيين، على الرغم من التفوق الجوي السعودي، والدعم العسكري والسياسي الذي وفرته الولايات المتحدة وأطراف غربية للرياض.
وفي حين تتكتم الرياض على خسائرها داخل أراضيها، أصابت الضربات الحوثية داخل اليمن أهدافها وألحقت أضرارا كبيرة، ومنها قصف قوات الحزام الأمني في عدن الذي خلف 40 قتيلا، بينهم القائد العسكري للقوات “أبو اليمامة”.
وعلى الرغم من المكابرة العلنية، هناك ما يؤكد أن المملكة أجرت محادثاتٍ سرية مع الحوثيين، منها ما هو مباشر، وما هو عن طريق الأمم المتحدة, ولعب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، دورا في هذه المساعي.
وبعد تقدم وجيز، تعثّرت الجولة الأخيرة بسبب شروط حوثية، وتدخلات إيرانية لجر الرياض إلى مباحثات علنية مع طهران، على غرار أبوظبي، وهو ما لم يعارضه ولي العهد ، محمد بن سلمان، الذي يبحث عن حوارٍ ينتهي إلى تسويةٍ بلا ضرر ولا ضرار، وهذا يعني إسقاط المسؤولية السعودية عن الحرب، وتحمل كلفة النتائج الكارثية التي ترتبت عليها، وهذا لا يروق الحوثيين وإيران، فالطرف الحوثي يطمح إلى تعويضاتٍ كبيرة عن الدمار الذي ألحقته الحرب بالبنى التحتية اليمنية والاقتصاد والعمران، وكذلك تعويض الضحايا عما أصاب الشعب اليمني مما يوصف بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وبدورها تضع إيران نصب عينيها إرغام المملكة على تحمل نتائج التصعيد ضدها طوال الأعوام الأخيرة، بما في ذلك العمليات التي تتهم طهران الرياض بالتخطيط لها.
والملاحظ هنا أن المملكة باتت في وضعٍ حرج، بعدما قرّرت الإمارات سحب قواتها من اليمن، وبدأت خطوات تقارب مع طهران.