حزب معارض: الرياض وقعت بفخ الدروشة السياسية وابوظبي خانتها
اخفقت الرياض في حربها باليمن وزادت من معاناة اليمنيين, هذا ما قاله الأمين العام ل”حزب الأمة الإسلامي” السعودي المعارض, عبد الله السالم، ومعتبراً أن الإمارات “شريك خائن” للمملكة.
وقال السالم: “لا شك أن سلطات آل سعود أخفقت على جميع المستويات؛ في تدخلها غير المبرر وحربها على الشعب اليمني”.
وأردف أنّ “شعب اليمن قد وقع بين سندان (جماعة) الحوثي ومطرقة المملكة ولم ينجح أي منهما في رفع المعاناة عن الشعب اليمني”، لافتاً إلى أن سلطات آل سعود والتحالف العربي من خلفها لم يحققوا أي انتصار حقيقي في اليمن، وكل ما حدث هو زيادة آلام الشعب اليمني.
وأوضح أن “حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم تكن سوى حكومة كرتونية جعلت من اليمن مسرحاً مفتوحاً للرياض والإمارات؛ ما أسهم في قتلى وجرحى ومشردي اليمن، وأصبح أغلب اليمنيين تحت خط الفقر المدقع حسب تقارير الأمم المتحدة”.
ودعا الأمين العام لحزب “الأمة الإسلامي” سلطات آل سعود إلى الاعتراف بفشل عملياتها “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، ووقف الحرب فوراً والحفاظ على وحدة اليمن.
وأضاف أنّ نظام آل سعود لم يكن قادراً على الخروج من المستنقع اليمني خلال السنوات الماضية، لذلك فإن إيقاف الحرب أصبح ضرورة ملحة اليوم لحقن الدماء وعدم تفتيت اليمن.
وأشار إلى أن الرياض تزعمت الثورة المضادة وأصبحت عدواً لكل الشعوب الثائرة في دول الربيع العربي؛ ومن ثم عُزلت عن محيطها الإسلامي والعربي.
وعن الخلافات السعودية الإماراتية والتباين في سياستهما تجاه اليمن، قال المعارض السعودي: إنّ “الإمارات شريك خائن في ظل غباء سلطات آل سعود، والتي لا تستطيع قراءة الساحة السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مما جعلها أداة رخيصة في يد (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد”.
واعتبر أن تقارب الإمارات مع إيران ناتج عن تغير السياسة الأمريكية في الخليج العربي، والتهديد الإيراني لخطوط الملاحة البحرية، وقرب أبوظبي جغرافياً من إيران.
وأردف أنّ “التحالف العربي قام على أساس دعم مالي كبير من قبل المملكة يُقدم للدول المشاركة فيه، ولما كانت الظروف الاقتصادية للمملكة غير مواتية لاستمرارية الدعم المالي لدول التحالف المشاركة فإن التحالف العربي حُكم عليه بالفشل”.
وأكّد السالم أنه “لا يوجد شراكة حقيقية بين الرياض وأبوظبي، وإنما مصالح ضيقة جداً على حساب وحدة الشعب اليمني”، مستدركاً: “كذلك لا يوجد صراع بينهما سوى أن الرياض تقع دائماً في فخ الدروشة السياسية الذي ينصبه لها محمد بن زايد”.
وشدد على أنّ التباعد الإماراتي السعودي “يعتبر خطوة إيجابية، ولكنه للأسف جاء متأخراً جداً بعد أن أدركت الرياض أنها مجرد أداة في يد محمد بن زايد خلال الأعوام الماضية”.
وحول التقارب الذي تقوده الرياض مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بيّن “السالم” أنه “لا يخفى على أحد العلاقة الوطيدة بين الكيان الصهيوني وسلطات آل سعود, خصوصاً أنهما خرجا من رحم التاج البريطاني”.
وقال “من الملاحظ مؤخراً ظهور العلاقة بين الكيان الصهيوني والمملكة في العلن وبصورة غير مسبوقة، حيث كان التواصل واللقاءات المنتظمة في عدة دول في المنطقة سابقاً في إطار السرية، إلا أن العلاقة بينهما اليوم أصبحت مكشوفة ويمكن رصدها ومتابعتها إعلامياً”.
وأكّد أنّ “الشعب السعودي، ومن خلفه كل الشعوب العربية والإسلامية، ترفض رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
يشار إلى أنه منذ صعود ولي العهد، محمد بن سلمان، ازداد التقارب السعودي مع “إسرائيل”، وشهدت الأشهر الماضية الحديث عن لقاءات وزيارات تطبيعيّة بين الطرفين.
وتسارعت العلاقات الإسرائيلية والسعودية في الآونة الأخيرة، وتصاعدت التصريحات التي تؤكد أهمية العلاقات بين الطرفين في ظل المصالح المشتركة بينهما.
وبما يخص تقييم ما يجري في الداخل السعودي من أحوال المعتقلين وأحكام الإعدام المتوقعة، ومسيرة الانفتاح التي يقودها محمد بن سلمان، اعتبر السالم أنّه “لا يمكن التنبؤ بتصرفات النظام السعودي في ما يخص إطلاق سراح المعتقلين”؛ لأن ذلك “خاضع للحالة المزاجية للمدعو سلمان بن عبد العزيز وولده محمد”.
ويرى السالم، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً لمنفاه؛ لكون إقامته في المملكة مستحيلة، أن سلطات آل سعود لن تطلق سراح المعتقلين “حتى ينزل الشعب إلى الشارع مطالباً بذلك، خصوصاً أنّ عدد المعتقلين ظلماً بلغ الآلاف”، وفق تعبيره.
وحول الحكم بالإعدام على الداعية المعتقل سلمان العودة، قال: إن “الشيخ العودة عالم فاضل، ورمز من رموز المجتمع، وشخصية هامة مؤثرة في المملكة وخارجها، ولن تستطيع سلطات آل سعود إصدار حكم بالإعدام عليه؛ لأنه ببساطة لم يقدم على أي عمل يستوجب إعدامه، وإن فعلت فسيفتح النظام على نفسه باباً لن يستطيع إغلاقه”.
وفيما يخص انتهاء قضية اغتيال جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية في أكتوبر 2018، وعدم القصاص له حتى الآن، قال السالم: “رحم الله جمال خاشقجي قال كلمته ومشى”.
وحول مصير مشابه لخاشقجي ينتظر من يعارض محمد بن سلمان، ألمح المعارض السعودي: “نتوقع كل شيء من المملكة لأنها تدار بعقلية صبي (بن سلمان) لا يدرك الواقع من حوله”.
وأكّد أنه “في ظل حكم محمد بن سلمان ووالده فعلى الشعب الاستعداد لما هو أسوأ ما لم يتحرك ويقُلْ كلمته في رفض الظلم والعدوان ومصادرة الحقوق والحريات”.
وقال: إنّ “ما يحدث في المملكة اليوم ليس انفتاحاً بل هو انسلاخ من العادات والتقاليد جاءت بعد حرب شعواء على الإسلام والمسلمين والعلماء والمصلحين”.
وشدد على أنه “لم يكن الشعب في المملكة يبحث عن حفلات الرقص والغناء وجلب الراقصين والراقصات؛ بل يبحث عن العزة والكرامة وتعزيز الحقوق والحريات”.