أدلة دولية جديدة على ارتكاب آل سعود جرائم حرب في اليمن
ظهرت أدلة دولية جديدة تدين ارتكاب نظام آل سعود جرائم حرب متعمدة بحق المدنيين في اليمن في إطار الحرب الإجرامية المستمرة على البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام.
وكشف باحثون في موقع “بيلينغكات” للصحافة الاستقصائية، أنّ نظام آل سعود وحلفائه ربما نفذوا ضربات جوية مزدوجة في اليمن.
ويقوم هذا التكتيك على إطلاق صواريخ، ثمّ إطلاق أخرى عندما يهرع عمّال الإغاثة لإنقاذ المصابين، ما يرفع بشكل كبير عدد القتلى المدنيين، ويعرّض المنقذين للخطر، وفق ما أفادت به صحيفة “ذي اندبندنت” البريطانية.
وأفاد الباحثون بالعثور على أدلة، تشير إلى أنّ الأهداف المدنية في اليمن تعرّضت لضربات جوية مزدوجة، كما قاموا بفحص صور ومقاطع فيديو، مفتوحة المصدر، لهجمات نفذها التحالف الذي تقوده السعودية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ التقرير الذي اطلعت عليه يأتي في وقت تستعدّ فيه الحكومة البريطانية لاستئناف حكم محكمة الاستئناف الذي أجبرها على تجميد مبيعات الأسلحة للسعودية، بينما تعيد النظر في إمكان استخدامها لانتهاك القانون الدولي الإنساني.
وقال الباحثون الذين أعدّوا التقرير، إنّ الضربات التي يُحتمل أنّها تنتهك القانون الإنساني لم تتوقف، ما يشير إلى خطر واضح بأنّ الأسلحة التي تبيعها المملكة المتحدة قد تُستخدم في الانتهاكات.
ووجد الباحثون بعد فحص صور الأقمار الصناعية لآثار الغارات الجوية، ستّ حالات على الأقل تعرّضت فيها مناطق مدنية لضربات مزدوجة، وشملت هذه الأهداف قاعة جنازة، وسوقَين، ومطعماً، ومسجداً، ومنطقة سكنيّة.
ويبدو، وفق التقرير، أنّ الهجمات على هذه المواقع تسبّبت بقتل وجرح عدد كبير من المدنيين، أكثر من تحقيقها ميزات عسكرية محتملة. كما يبدو أنّ مثل هذا الأذى المدني الفظيع متوقع تماماً، ما يوحي بأنّ أعضاء التحالف قادوا عمداً هجمات عشوائيّة أو غير متناسبة.
ويذكّر التقرير هنا بحادثة وقعت في 6 يوليو/ تموز 2015، قُتل فيها 40 شخصاً بضربتين جويتين استهدفتا سوقاً في محافظة لحج الجنوبية، وقد تبيّن بعد دراسة الصور ومقاطع الفيديو، وجود حفرتين كبيرتين في موقع الحادثة، وخلص التقرير إلى أنّ الأدلة تشير إلى ضربة مزدوجة.
وتشير الصحيفة البريطانية أيضاً إلى هجوم استهدف قاعة جنازة في صنعاء في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 مدنياً.
وفي هذا السياق، تقول روان شايف، التي ترأس الفريق اليمني في “بيلينغكات” لـ”ذي اندبندنت”، إنّه “عندما يضرب التحالف السوق مرتين، فهذا يظهر نقصاً في الإرادة للتقليل من الخسائر المدنية أو الأضرار المباشرة. الناس سيأتون بعد الضربة الأولى، ومن الواضح أنك ستضرب أولاً المستجيبين والمدنيين”.
وتتابع: “حتى لو كان هناك هدف عسكري في هذه المواقع، فإنّ الأدلة تشير إلى أنهم كانوا يستهدفون الأفراد، لا مستودعات الأسلحة بسبب عدم وجود انفجارات ثانوية”، معتبره أن العودة من أجل تنفيذ ضربة ثانية للتأكد من أنّ الشخص قُتل وتحقيق أضرار مباشرة، تهوّر.