فضح ارتباط مشبوه لآل سعود بشبكة لوبي فاسدة في بريطانيا
في بريطانيا وتمويلهما عمليات تضليل ممنهجة عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
وأشار المجهر الأوروبي ـوهو مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروباـ إلى تحقيق نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية كشفت فيه أن شركة الضغط يديرها السير لينتون كروسبي أحد مديري حملات حزب المحافظين البريطاني وحليف بوريس جونسون.
وذكرت الصحيفة أن شركة كروسبي صممت سرا شبكة من صفحات “الأخبار” لا تحمل علامات تجارية على الفيسبوك لعشرات العملاء بينهم الحكومتين السعودية والإماراتية.
ويشار إلى أن كروسبي سبق أن فضحته الصحافة البريطانية بقيادته حملة مشبوهة لبث قصصًا سلبية ومزيفة ضد دولة قطر والضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لاختيار دولة أخرى لتنظيم مباريات كأس العالم عام 2022.
وفي التفاصيل الجديدة، ذكرت صحيفة “الجارديان” أن موظفين في شركة كروسبي قاموا برسم صورة لأعمال يبدو أنها احتلت معلومات مضللة عبر الإنترنت واتخذت سلسلة من العملاء المثيرين للجدل وواجهت حوادث تنميق كره النساء في مقرها.
وتورط الموظفون العاملون في الشركة في حملات التضليل على الإنترنت والتي عززت بشكل انتقائي وجهات نظر عملائها على صفحات فيسبوك مجهولة المصدر اتبعت صيغة مشتركة، واستخدموا الأحرف الأولى بدلاً من الأسماء الكاملة على الأنظمة الداخلية وكثيراً ما اعتمدوا على حسابات البريد الإلكتروني الشخصية لتجنب أن يتم تتبع عملهم مرة أخرى.
ومن المقرر أن تزيد الافصاحات من الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني كي ينأى بنفسه عن شركة كروسبي، مع تحذير الموظفين السابقين من أن الشركة قد تتمتع بنفوذ كبير في الإدارة الجديدة.
وتأتي الأخبار في أعقاب تقرير الجارديان الصادر في أبريل/ نيسان بأن شركة كروسبي كانت وراء سلسلة من مجموعات الفيسبوك المؤثرة بشكل كبير المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي أنفقت ما يصل إلى مليون جنيه إسترليني لبث فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي في صفقة لا تفكر فيها في أذهان الرأي العام البريطاني.
لكن الكشف الأخير يكشف أن الشركة اتبعت هذا النهج على نطاق أوسع ، في خدمة مصالح الشركات التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا والحكومات الأجنبية.
وهي تكشف عن ثغرة كبيرة في أدوات الشفافية السياسية على الفيسبوك والتي تتيح لشركة كروسبي – التي تفتخر على موقعها على الإنترنت – أنها تنشر “أحدث الأدوات في المشاركة الرقمية” – لاستخدام الشبكة الاجتماعية لتشغيل “أخبار” ذات مظهر احترافي الصفحات التي تصل إلى عشرات الملايين من الأشخاص حول موضوعات مثيرة للجدل.
يأتي ذلك فيما قالت شركة فيسبوك عملاق التواصل الاجتماعي أمس الخميس إن أشخاصا مرتبطين بحكومة السعودية أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيفة على فيسبوك للترويج لدعاية الدولة ومهاجمة الخصوم في المنطقة.
وذكرت فيسبوك أنها أغلقت أكثر من 350 حسابا وصفحة عليها جميعا نحو 1.4 مليون متابع في أحدث حملة ضمن جهود مستمرة لمحاربة “السلوك المزيف المنسق” على منصتها، وفي أول نشاط من نوعه تربطه بالحكومتين السعودية والإماراتية.
أكدت “فيسبوك” أن أشخاصا مرتبطين بالحكومة السعودية أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيفة للدعاية ومهاجمة الخصوم في المنطقة مثل قطر.
وأعلنت فيسبوك شن حملات على “السلوك المزيف” عدة مرات في الشهر لكن نادرا ما تربط البيانات مثل هذه الأنشطة مباشرة بحكومة.
وقال ناثانيال جليتشر مدير سياسة الأمن الإلكتروني في فيسبوك “بالنسبة لهذه العملية، استطاع محققونا التأكد من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها مرتبطون بالحكومة السعودية”.
وأضاف “في أي مرة تكون هناك صلة بين عملية معلومات وحكومة، يكون ذلك مهما وينبغي أن يعلم الناس”.
وقالت فيسبوك أيضا إنها أغلقت شبكة منفصلة تضم أكثر من 350 حسابا مرتبطا بمؤسسات تسويق في مصر والإمارات. لكنها لم تربط هذا النشاط مباشرة بحكومة في هذه الحالة.
وقال جليتشر إن الحملة السعودية كانت نشطة على موقعي فيسبوك وإنستغرام واستهدفت بشكل أساسي دولا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينها قطر والإمارات ومصر وفلسطين.
واستخدمت الحملة حسابات مزيفة تتظاهر بأنها من مواطني تلك الدول كما صممت صفحات لتبدو مثل مواقع إخبارية محلية. وقالت فيسبوك إن أكثر من 100 ألف دولار أنفقت على الإعلانات.
وقال جليتشر “عادة ما ينشرون بالعربية عن أخبار المنطقة والقضايا السياسية. ويتحدثون عن أمور مثل ولي العهد محمد بن سلمان وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ونجاحات القوات المسلحة السعودية ولا سيما في حرب اليمن”.
وتتعرض شركات التواصل الاجتماعي لضغوط متزايدة للمساعدة في وقف التأثير السياسي غير المشروع على الإنترنت. وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكية إن روسيا استخدمت فيسبوك وغيرها من المنصات للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 ويشعرون بالقلق من أنها ستفعل ذلك مرة أخرى في عام 2020. وتنفي موسكو مثل هذه المزاعم.
وقال بن نيمو من مختبر التحاليل الجنائية الرقمية التابع للمجلس الأطلسي والذي يعمل مع فيسبوك لتحليل حملات التأثير، إن عمليات المعلومات على الإنترنت أصبحت مرئية بشكل متزايد مع تبني مزيد من الحكومات والجماعات السياسية تلك الأساليب وتكثيف شركات وسائل التواصل الاجتماعي جهودها للتصدي لها.
وأعلنت فيسبوك عن 11 عملية للتصدي “للسلوك المزيف” من 13 دولة مختلفة حتى الآن هذا العام. وتضمن الإعلان الأخير في الأسبوع الماضي حسابات يديرها أشخاص في تايلاند وروسيا وأوكرانيا وهندوراس.
أعلنت فيسبوك شن حملات على “السلوك المزيف” عدة مرات في الشهر لكن نادرا ما تربط البيانات مثل هذه الأنشطة مباشرة بحكومة مثلما حدث اليوم مع السعودية.
وقالت فيسبوك إن الشبكة التي مقرها الإمارات ومصر والتي تم تفكيكها أيضا كانت منفصلة عن الحملة السعودية، رغم أنها استهدفت بعض الدول نفسها في الشرق الأوسط وأفريقيا برسائل تروج لدولة الإمارات.
وقال نيمو “هذا يدل على مدى تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة، ولا سيما في الخليج، حيث توجد خصومات إقليمية قوية وتقليد طويل من العمل من خلال الوكلاء”.