آل سعود يرفضون وساطات تسوية الأزمة الخليجية
على مدار التاريخ، لم يتجرأ آل سعود رفض أي طلب للإدارة الأميركية حينما يتعلق الأمر بالنفط أو المال أو السلاح، بل ينفذون صاغرين طلبات وأوامر أسيادهم، لكن ثمة رفض واحد يتجرؤون على قوله “حينما يتعلق الأمر بالعرب” بما في ذلك تسويه الأزمة الخليجية.
ومجددا، رفض آل سعود طلبا أمريكيا بتسوية الخلافات القائمة مع دولة قطر، التي تقول إنها لم تتأثر من تداعيات الحصار العربي الذي تتزعمه المملكة منذ 2017م.
ويوافق غدا، 5 يونيو/ حزيران 2017م الذكرى الثالثة للأزمة الخليجية، وهي الأسوأ منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981.
وقال مسؤولون أمريكيون وخليجيون إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارست ضغوطا على السعودية والإمارات، مؤخرا، لإنهاء الحظر الذي تفرضانه على رحلات الطيران المدنية القطرية في أجواء الدولتين، بحسب ما نقلت وكالة “بلومبرج” الأمريكية.
ونقل موقع “داو جونز” الإخباري عن مسؤولين أن المحاولات الأمريكية باءت بالفشل، بعد الاصطدام – هذه المرة – برفض من سلطات آل سعود.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن واشنطن تركز، هذه الأيام، على محاولة إيجاد حل لإعادة فتح المجال الجوي للمملكة والإمارات والبحرين أمام الخطوط القطرية، بعدما شعرت بالانزعاج من أن تحركات الخطوط القطرية البديلة تستخدم المجال الجوي الإيراني مرغمة، بسبب غلق تلك المجالات أمامها.
وبحسب الصحيفة فإن استخدام المجال الجوي الإيراني يعد مصدرا لتجديد الموارد المالية لطهران، والتي تريد واشنطن التضيق عليها تماما.
وقالت إن إدارة ترامب – ولهذا السبب -وضعت جانبا جهود الوساطة الشاملة لإنهاء جميع مظاهر الخلاف جراء الانتكاسات الدبلوماسية المتكررة، وباتت تركز -بدلا من ذلك- على حل عنصر واحد وهو قضية المجال الجوي.
وأعلنت المملكة والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، قطع علاقاتها مع قطر، وأوقفت الدول الأربع الحركة البحرية والبرية والجوية، كإجراءات عقابية بذريعة “دعمها للإرهاب” والتدخل في شؤون دول المنطقة، وهو ما تنفيه الدوحة، معتبرة أنها تواجه مؤامرة تستهدف سيادتها الوطنية وقرارها السياسي.
ودعت الولايات المتحدة، أكثر من مرة، خلال الفترة الأخيرة إلى توحيد الصف الخليجي للتركيز على مواجهة “التهديد الإيراني” وتحديات أخرى، لكن يبدو أن الهوة بين دول الحصار وقطر تزداد.
وطفت على السطح، خلال الأيام الماضية، محاولة جديدة للوساطة قادتها سلطنة عمان والكويت، لمحاولة إنهاء الأزمة، تمثلت في زيارات ورسائل متبادلة بين أمراء قطر والكويت وسلطان عمان، والعاهل السعودي.
ولم تسفر المحاولات الدبلوماسية السابقة عن نتيجة مشجعة، وبدلا من ذلك، شن الذباب الإلكتروني السعودي حملات شرسة على عمان ووزير خارجيتها “يوسف بن علوي”، الذي لعب دورا مكوكيا في الحراك الأخير.
وتزامنت هذه التحركات مع أنباء عن توجه قطري للخروج من مجلس التعاون الخليجي، كخطوة احتجاجية من الدوحة على سلبية المجلس من أكبر أزمة تعاني منها منطقة الخليج حاليا، وترددت أنباء أخرى عن محاولات كويتية لثني الدوحة عن هذا الأمر، بالإضافة إلى تدخل أمريكي للحيلولة دون حدوثه.
وقال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إنه يأسف لدخول الأزمة الخليجية عامها الرابع، لكنه شدد على أن المحاولات ما زالت مستمرة للتوفيق بين أطراف الأزمة.
وأضاف في لقاء مع رؤساء تحرير عدد من الصحف الكويتية، أن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مهتم بأن تكون الكويت دائما جامعة للأطراف المختلفة، على أسس تحقق الطمأنينة لأي اتفاق مقبل.
وبحسب مراقبون فإن ولى عهد أبو ظبي – هو من دفع نظيره في المملكة محمد بن سلمان– لإعلان الحصار على قطر، لكن الإمارات غدرت في المملكة بعدما تراجعت سلطات الموانئ الإماراتية عن قرارات كانت تقضي بحظر الاستيراد من دولة قطر والتصدير إليها.
وسمحت هذه السلطات للسفن بالتوجه إلى قطر من الموانئ الإماراتية مباشرة شرط ألا ترفع العلم القطري، ونقلت الوكالة عن مصدر في قطاع التجارة البحرية أن التعميم يشمل كل موانئ الإمارات.
وفي فبراير/ شباط 2020م استأنفت الإمارات خدمة البريد مع قطر بعد نحو ثلاث سنوات من تعليقها.