أصدقاء خاشقجي يطلقون منظمة “الديمقراطية للعالم العربي الآن”
قرر أصدقاء الصحفي والكاتب الراحل جمال خاشقجي وزملاؤه، إطلاق منظمة “الديمقراطية للعالم العربي الآن” التي تُعرف اختصاراً بـ DAWN بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودي، نقلاً عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وكان خاشقجي يخطط في الأشهر التي سبقت مقتله على يد عملاء سعوديين عام 2018، لتحقيق حلمه بتأسيس منظمة في واشنطن لتعزيز الديمقراطية في العالم العربي.
منظمة DAWN هي منظمة حقوقية مقرها واشنطن وتخطط للتركيز على الانتهاكات التي يرتكبها أقرب الحلفاء العرب للولايات المتحدة ونشر مقالات يكتبها المنفيون السياسيون من الشرق الأوسط للحفاظ على إرث خاشقجي ومتابعته.
فيما يقول مؤسسو المنظمة إنهم يأملون أن تواصل المنظمة العمل برؤية خاشقجي.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة سارة ليا ويتسن، إن “المبدأ الأساسي القائل بأن الديمقراطية وحقوق الإنسان هي الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن والكرامة في الشرق الأوسط هو رؤية جمال بنسبة 100%. وهذا ما أراد أن تقوم هذه المنظمة عليه”.
يذكر أن منظمة DAWN سُجلت في الولايات المتحدة أوائل عام 2018 لكنها لم تتمكن من الانطلاق قبل مقتل خاشقجي.
وأوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” أن جمال خاشقجي جاءته فكرة إنشاء منظمة “داون” بعدما فر من المملكة العربية السعودية بسبب المخاوف من اعتقاله صيف 2017، ليستقر بواشنطن. وواظب الإعلامي السعودي على كتابة مقالات رأي بصحيفة “واشنطن بوست” وجه من خلالها انتقادات لخطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للإصلاح، وكذا سلسلة الاعتقالات بحق رجال الدين، والأكاديميين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبعد اغتياله جمع مقربون من خاشقجي الأموال ووضعوا خططاً لإطلاق المنظمة، وفقاً لسارة ويتسن، التي كانت سابقاً مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش.
ووَصفت المنظمة بأنها مزيج من مؤسسة فكرية ومنظمة لمراقبة حقوق الإنسان من المقرر أن تركز عملها، في البداية على الأقل، على الدول الاستبدادية التي لها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة مثل مصر والإمارات والسعودية.
ويتمثل أحد أهدافها في التصدي لفكرة أن الولايات المتحدة طرف فاعل للخير في الشرق الأوسط.
وقالت سارة: “دعونا من فعل الخير. توقفوا عن فعل الشر، توقفوا عن التسليح، توقفوا عن مساعدة هذه الحكومات المسيئة، لأن هذا يسيء للأمريكيين”.
كما قالت إن المنظمة ستركز على تسمية وفضح المسؤولين غير المباشرين الذين يتورطون في انتهاكات حقوق الإنسان، لكنهم عادة ما يفلتون من المحاسبة.
وذكرت فدوى مساط، مديرة الإعلام العربي في منظمة DAWN: “تردد هذه الحكومات على الدوام أن الملك أو ولي العهد أو وزير الداخلية ليسوا المسؤولين عن الانتهاكات بل الناس من حولهم. نريد الحصول على أسماء هؤلاء الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الانتهاكات”.
وستطلق المنظمة أيضاً “مؤشر خاشقجي” لتتبع أدوار الحكومات الأجنبية في تعزيز أو إعاقة الديمقراطية والحقوق في الشرق الأوسط وستنشر مقالات باللغتين الإنجليزية والعربية يكتبها منفيون سياسيون وخبراء وناشطون.
كما قالت سارة ويتسن إن هيئة العاملين المبدئية في المنظمة تتكون من 10 أشخاص ويمولها “أشخاص في الولايات المتحدة كانوا أصدقاء لجمال”.
وقالت وسائل إعلام تركية إن النيابة العامة في مدينة إسطنبول أعدت، الاثنين، مذكرة ادعاء ثانية بحق 6 من منفذي جريمة قتل خاشقجي، موضحة أنها تضمنت لائحة الاتهام لشخصين بالضلوع في القتل العمد بشكل وحشي، والمطالبة بالحكم عليهما بالسجن المؤبد المضاعف، فيما طالبت بسجن بقية المتهمين.
وفي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018، قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بعد مراجعته لها لاستصدار أوراق تتعلق بإتمام معاملة زواج. وبعد إنكار السلطات السعودية احتجازه، اعترفت الرياض بمقتله داخل القنصلية وتقطيع جثته من دون الكشف عن مكان الجثة، حتى اليوم.
وتسببت الجريمة في أزمة كبيرة في العلاقات التركية السعودية، بعدما أشارت تقارير استخباراتية أميركية إلى ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ارتكابها.