فضائح السعودية

النظام السعودي يهدم منازل المواطنين ويبنى مدينة رياضية إسبانية

منذ عدة شهور، لم تتوقف جرافات آل سعود على هدم مئات منازل المواطنين والمنشآت التجارية داخل محافظات المملكة، تحت ذرائع البناء غير القانوني.

وتزايدت نسبة الفقر والبطالة بين السعوديين الذين أرهقهم النظام الملكي بالضرائب والفواتير الحكومية؛ بحجة مواجهة تداعيات أزمة النفط وفيروس كورونا.

لكن الأمر الغريب في ظل الأزمة الاقتصادية السعودية الحادة، هو استحداث نظام آل سعود بناء ملعب مدينة ونادي ألميريا الأسباني.

ويقول نشطاء سعوديون إن المشاريع المتعثرة والعائلات المشردة دون مأوي في أرجاء المملكة – هي أولى بأموال الدولة – بدلا من صرفها على الرياضة الأوروبية.

ونادي ألميريا الإسباني امتلكه مؤخرا رئيس هيئة الترفيه السعودي “تركي آل الشيخ” الذى وعد بشييد أكاديمية ناشئين للنادي تُضاهي أكاديمية برشلونة المسماه بـ “المزرعة” أو “لاماسيا”.

وأجرى تركي آل الشيخ ندوة صحفية في ملعب نادي ألميريا المُسمى بالبحر المتوسط (مديترنيانو) لتوضيح بعضًا من أهدافه المستقبلية لوسائل الإعلام المحلية.

وقال تركي آل الشيخ “تحدثت مع المدير الفني (بيدرو إيمانويل) عن فكرة تكوين فريق يستطيع الصعود إلى الدرجة الأولى (لا ليجا) في ظرف 3 أعوام، لكن الفكرة الآن تغيرت”.

وأبدى رغبة كبيرة في بناء ملعب جديد غير ملعب مديترنيانو الصغير، بالإضافة إلى مدينة رياضية جديدة للنادي، مؤكدًا أنه سيبدأ العمل على ذلك قريبًا.

وأكد المالك السابق لنادي بيراميدز المصري، أن الموعد المحدد لبناء أكاديمية ألميريا المقتبسة من فكرة لاماسيا الخاصة بنادي برشلونة، بدأت منذ شهر أبريل 2020، وستضم في المرحلة الأولى مباني بمساحة 38 ألف متر مربع.

وآل الشيخ من المستشارين المقربين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشهد انقلاب الأخير على ابن عمه الأمير محمد بن نايف المعتقل حاليا.

ويستغل نظام آل سعود الرياضة والترفيه وإلهاء المجتمع السعودي عن انتهاكاته الممنهجة بشأن حقوق الانسان داخل المملكة.

ويحاول نظام آل سعود حرف النظر عن الانتهاكات بالاهتمام النسبي بالرياضة وتقديم عروض الترفيه.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن نظام آل سعود يحاول تبيض الرياضة من خلال الاهتمام بها ويعتبر هذا بمثابة تكتيك لاستغلال قوتها الناعمة عن الانتهاكات المستمر في مجال حقوق الانسان.

وقالت الصحيفة إن معلومات نشرت الشهر الماضي عن نشاط اللوبي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2018، كشفت جهود الرياض القوية في مجال استراتيجية التبييض الرياضي.

وأضافت أن تلك الجهود السعودية شملت إجراء مقابلات مع مفوضي كبرى فرق كرة القدم، واتحاد كرة السلة الوطنية “إن بي إي” وكبرى فرق البيسبول “إم إل بي”، بالإضافة إلى مسؤولين من الترفيه العالمي للمصارعة “دبليو دبليو إي”، ولجنة لوس أنجلوس الأولمبية.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوات من جانب الرياض تطرح عددا من الأسئلة المهمة حول الاهتمام المفاجئ بالرياضة، وإذا ما كان نوعا من القوة الناعمة؛ لحرف النظر عن انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان، والحملة التي يقودها نظام آل سعود ضد الحوثيين في اليمن.

ونوهت إلى أن “الخطوات الأخيرة للرياض في مجال العلاقات العامة المتركزة على الرياضة، نبعت من الحاجة الماسة لإعادة تأهيل نفسها، وتبييض صورتها بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول العام الماضي”.

وأفادت بأنه في ضوء الجدل الأخير فإن المملكة ضاعفت من جهودها في مجال العلاقات العامة، التي ضمت بناء على الوثائق المنشورة لقاءات واتصالات مع المفوضيات الرياضية في الولايات المتحدة كلها.

وكشفت صحيفة “ذا أتلاتيك” مؤخرا أن الدوري الإنجليزي الممتاز (بريميرليج) رفض رسميا العرض السعودي للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد.

وقال النادي، في بيان، إن الدوري الإنجليزي الممتاز توصل إلى قراره رغم ما قدمه النادي “من أدلة طاغية أظهرت أن أهداف هيئة الاستثمار العام السعودية مستقلة عن الحكومة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن العرض أثار تغطية سلبية بسبب سجل السعودية الصارخ في مجال حقوق الإنسان. ولكن ما قاد للرفض هو موضوع القرصنة وإدارة النادي.

وفشلت صفقة استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نيوكاسل، بعدما طالبت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بضرورة الكشف عن التسلسل الهرمي للملكية، وصناع القرار الرئيسيين في الفريق بعد التمكن من شرائه، بعد القرار الذي نشرته منظمة التجارة العالمية في يونيو/حزيران الماضي، ومطالبة الكثير من المنظمات العالمية بضرورة إعادة النظر في الصفقة.

وأكد قرار منظمة التجارة العالمية تورط السعودية بانتهاكات القانون الدولي، بعد وقوفها خلف عملية قرصنة قناة “بي إن سبورت”، التي تمثل جريمة في المملكة المتحدة، وقامت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بتأكيد ذلك لملاك نيوكاسل يونايتد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى