بن سلمان يستجدى إدارة بايدن لزيارة الرياض وتحسين العلاقات
بعدما تأخر نظام آل سعود بتهنئة الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين بمناسبة فوزه برئاسة البيت الأبيض، يستنجد حاليا الإدارة الجديدة لزيارة الرياض وتحسين العلاقات الثنائية.
وخلال الحملة الانتخابية للرئيس الجديد، هاجم بايدن السجل الحقوقي للنظام داخل المملكة وخارجها والحرب على اليمن، ووصف المملكة بـ”الدولة المنبوذة”
وأكد الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق والسفير الأسبق لدى واشنطن أن “السعودية عملت مع كل الإدارات الأمريكية، ديمقراطية وجمهورية”.
وقال الفيصل: “بينما كانت لدينا اختلافاتنا، حافظت الدولتان على التحالف الاستراتيجي الذي يربطنا نحو هدف مشترك وهو السلام والرخاء في الشرق الأوسط والسلام العالمي وما فيه الأفضل للإنسانية”.
وشدد على العلاقات القوية والتاريخية بين البلدين، وقال إن “العلاقات التي يبلغ عمرها 75 عاما أكبر من الشخصيات التي قامت ببنائها واستثمرت فيها لصالح الدولتين على مدار تلك السنوات”.
ووجه الفيصل حديثه لبايدن قائلا: “آمل ألا يتخذ أعضاء مجالسك التشريعية إجراءات تضر هذه العلاقة”. وأضاف: “ندعو لزيارة الرياض ويروا بأنفسهم التقدم الذي حققناه في المملكة على كل الأصعدة سواء كانت حقوق المرأة أو الحرب ضد التطرف أو أي قضايا أخرى”.
وحول حقوق الإنسان، قال الفيصل: “نعترف أن لدينا قضايا لتحسينها ونحن نعمل على ذلك، إنه عمل قيد التطوير، ولكن مع الاحترام، دولتكم أيضا لديها قضايا حقوق إنسان تحتاج إلى تحسين”، مشيرا إلى الاضطرابات بعد الانتخابات وحوادث إطلاق النار من قبل الشرطة ضد المواطنين السود.
وتابع: “نحن لم نخترع (أسلوب تعذيب) الإيهام بالغرق، قضاياكم أيضا ما زالت قيد التحسين، وأثق أنه يمكن لكل منا التعلم من تجاربنا، انتخاباتكم مذهلة يمكننا التعلم منها لكن فيها أيضا عناصر لن نتعلمها”.
واستغاث الوزير السابق بإدارة ترامب: “قلوبنا وأبوابنا مفتوحة لكم، من فضلكم تعالوا وشاهدوا”.
ونوه إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتحمل مسؤولية في قيادة المنطقة نحو أجواء مختلفة.
وأشار الفيصل إلى تصريحات بايدن بأنه سيعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني إذا التزمت طهران بالاتفاق.
واستدرك: “بينما نطمح في أن تعود إيران كدولة مسالمة ضمن المجتمع الدولي، تجربة السنوات الأربعين الماضين مع النظام الإيراني ليست مشجعة”.
وتابع: “لذلك، إعادة الانضمام إلى الاتفاق، كما هو، لن تخدم الاستقرار في منطقتنا، إعادة الانضمام ثم التفاوض حول القضايا المهمة الأخرى سيُسقط الدبلوماسية في فخ ويجعلها عرضة للابتزاز الإيراني … التفاوض حول الاتفاق النووي استغرق سنوات بينما كانت إيران تعمل على برنامجها النووي”.
ووجه الفيصل حديثه إلى بايدن، قائلا: “لا تكرر أخطاء وعيوب الاتفاق الماضي، أي اتفاق غير شامل لن يحقق السلام الدائم والأمن في منطقتنا، الاتفاق النووي لم يعرقل سلوك إيران المدمر في منطقتنا، في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وكذلك السعودية بالهجوم المباشر وغير المباشر على المنشآت النفطية، وهو تهديد مماثل لخطورة برنامجها النووي” وفق تعبيره.
وأضاف: “لذلك، هناك حاجة إلى اتفاق جديد يشمل كل القضايا العالقة مع إيران”.
وناشد السفير السعودي السابق، الرئيس الجديد: “لا تتجاهل المخاوف الشرعية لأصدقائك وحلفائك في المنطقة، ويجب أن يكونوا طرفا في التفاوض على خطة شاملة لضمان وضع مصالحهم الاستراتيجية في الاعتبار”.
وحذر الأمير تركي الفيصل، بايدن، من تكرار أخطاء الماضي مع إيران، كما وجه إليه رسالة بشأن حقوق الإنسان في السعودية والولايات المتحدة.
وقال إن “الكثير من الناس في منطقتنا تابعوا الانتخابات الأمريكية كما لو كانت انتخاباتهم، ولكن يرى الكثيرون أن توقعاتهم العالية أُحبطت بسبب سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه القضايا التي تهمهم، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأتمنى ألا تخيب آمالهم هذه المرة”.