لا شك أن الخلاف بين نظام آل سعود وجماعة الإخوان المسلمين ليس جديدا، لكن صدور بيان رسمي من هيئة كبار العلماء في المملكة حول الجماعة، أعاد الخلاف للواجهة وأثار تساؤلات عبر مواقع التواصل حول توقيته.
ونشرت هيئة كبار العلماء الأربعاء الماضي، بيانا اعتبرت فيه الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية لا تمثل نهج الإسلام” مضيفة أن “الجماعة تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لتعاليم الدين”.
#عاجل#هيئة_كبار_العلماء: #جماعة_الإخوان_المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.#واس_عام pic.twitter.com/MWJw0cMU4O
— واس العام (@SPAregions) November 10, 2020
وردت جماعة الإخوان المسلمين ببيان نفت فيه “الاتهامات التي وجهتها لها هيئة كبار العلماء” مضيفة أن “الجماعة بعيدة تماماً عن العنف والإرهاب، وكانت دوماً ضحية لعنف وإرهاب النظم الديكتاتورية”.
? #عاجل
مراجعة العلماء لبيان هيئة كبار العلماء بالسعودية بشأن نسبة جماعة الإخوان المسلمين إلى الإرهابhttps://t.co/cwCohRWbRC#الإخوان_المسلمين #كبار_العلماء_تجرم_الإخوان #كبار_العلماء #الإخوان pic.twitter.com/LukkEFjUUf
— رابطة علماء المسلمين (@muslimsc) November 12, 2020
وفي تغريدة جديدة، دعا وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة حول بيان هيئة كبار العلماء، الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”.
إخواني أصحاب الفضيلة الأئمة والخطباء في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة آمل منكم جميعاً يوم غد في خطبة الجمعة قراءة البيان الصادر من هيئة كبار العلماء الموقرة بشأن التحذير من جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وحزبهم،وحذروا من هذه الجماعة المخالفة للكتاب والسنة وبينوا مخالفاتهم الشرعية.
— د.عبداللطيف آل الشيخ (@Dr_Abdullatif_a) November 12, 2020
وأثارت تغريدة الوزير السعودي ومن قبلها بيان هيئة كبار العلماء ردود فعل متباينة لا تزال أصداها تردد لحد اللحظة عبر تويتر.
وانقسمت آراء المغردين العرب بين مؤيد ومعارض لبيان الهيئة، وأفردوا عدة وسوم للحديث عن الموضوع كان أكثرها انتشارا: #كبارالعلماءتجرم_الاخوان .
وتضمن الهاشتاغ مشاركة لافتة من النخب الدينيّة وشخصيات معروفة في السعودية.
وانتقد المدافعون عن جماعة الإخوان دعوة الوزير السعودي إلى “تخصيص الخطبة لجماعة الإخوان بدل التركيز على قضايا ذات أولوية للمواطن السعودي”.
واستشهد البعض الآخر بأقوال لعلماء سعوديين بارزين أشادوا فيما مضى بجماعة الإخوان، مثل عبد العزيز بن باز، وبن جبرين.
ووصف سياسيون ومغردون البيان الأخير لهيئة كبار العلماء، بالتملق”، قائلين: “إن تغيرت توجهات القيادة العليا في المملكة (في المستقبل) فستصدر نفس هذه الهيئة بيانا تشيد فيه بالجماعة التي كانت لها ارتباط وثيق بالسعودية في السبعينيات”.
وقالوا إنها “فتوى سياسية تتماشى مع التغيرات الإقليمية والدولية خاصة بعد فوز جو بايدن في سباق الانتخابات الأمريكية”.
وسبق أن تعهد بايدن بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية، وانتقد ما اعتبره “تساهلاً وتغاضياً من قبل ترامب عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة”.
ويرى معلقون أن بيان هيئة كبار العلماء جاء للرد على “الحماس الذي أبداه بعض المتعاطفين مع الإخوان المسلمين لفوز بايدن وحديث البعض عن تأثيره السلبي المحتمل على العلاقات السعودية الأمريكية”، وفق قولهم.
تجريم جماعة الإخوان ووضعها ضمن قوائم الإرهاب ، يضع أمريكا (بايدن) على المحك بأنه ليس من مصلحتها إعادة دعم أجندة الإخوان بمنطقة الشرق الأوسط لكي تُبقي على مصالحها في هذه المنطقة الحيوية ، وحتى لا تخسر حلفائها .
— فهد ديباجي (@fahddeepaji1) November 12, 2020
ويعتبر الكثير بيان كبار العلماء بمثابة إبراء ذمة تسعى من خلاله السعودية “الترويج لنموذج مختلف من التدين”.
وأعاد نشطاء نشر صور لكتب من طبع وزارة المعارف السعودية منها كتاب “الجهاد في سبيل الله، تأليف أبو الأعلى المودودي، حسن البنا، وسيد قطب”. (حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وسيد قطب منظر إسلامي وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين).
أيضًا أعاد نشطاء نشر تصريح للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود قال فيه: “الإخوان أبطال جاهدوا في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم” عقب حرب نكبة فلسطين عام 1948 عندما كان وزيرًا للخارجية السعودية آنذاك.
وتساءل النشطاء عبر مواقع التواصل عن توقيت صدور هذا الهجوم من هيئة كبار العلماء في السعودية ومناسبته، واصفين البيان بـ “العنيف والغريب”.
وقاد صحفيون ومغردون سعوديون في السنوات الماضية حملات إلكترونية ضد المنتمين للتيارات الإسلامية في المنطقة.
ويعتقد مطلقو تلك الحملات أن “جماعة الإخوان، ومن يدعمها، هي العدو الرئيسي لمسار الإصلاح الذي يتبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
ويستدل هؤلاء بمقاطع من خطاب ألقاه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وقدم بن سلمان في كلمته، الخميس الماضي، مقارنة لظاهرة التطرف في السابق، وما وصل إليه الحال.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه مرحبون بتصريحات بن سلمان عن “نجاح المملكة في إعادة صورة الإسلام المعتدل بعد اجتثاث أفكار الجماعة الإسلامية من أمثال الصحوة والإخوان”.
#جدة #مصر #الاخوان_المسلمين #السعودیة #محمد_بن_سلمان #داعش #قرن_الشیطان #هيئة_كبار_العلماء https://t.co/E1qyiRBoyF
— السلام علی المهدي کلما ضعفت أمریکا (@antizionism2021) November 12, 2020
وقلل آخرون من أهميتها ويعدونها محاولة “للنيل من تيارات الإسلام السياسي، الذي مثل بديلا لمشروع طالما احتكرته السلطة السعودية، وهي فكرة تمثيل الإسلام”، وفق تعبيرهم.
وكتب محمد المختار الشنقيطي: “ما يريده المستبدون وظهيرُهم الدولي ليس إسلاما معتدلا، بل إسلاما منزوع الدسم، لا ينصر مظلوما، ولا يزعج ظالما .. وقد وجدوا في #عمائم_السوء وفقراء الضمائر ما يريدونه”.
إلى هيئة كبار المطبلين ل بن سلمان وملمعي أحذيته: الإخوان في السعودية مكافحين في سبيل الحرية ونظام الطاغية بن سلمان قامع لحريات الجميع ،الاخوان وغير الاخوان ، تمتلئ سجونه بكل من قال" لا "بل وبكل من يتوقع انه سيقول "لا" ، وبسقوطه سيتنفس الجميع الحرية وذلك اليوم قادم لا ريب فيه
— Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) November 10, 2020
قبل التحديث الأخير ?? pic.twitter.com/YJbd1XItmu
— دبلوماسي قديم ✪ (@d_iplo) November 10, 2020
عملاء الحصالات!يحلمون أن احداً ًسيأخذ منهم فتوى أو تشريع، حينما كان الإسرائيلي يدنس مسجد نبي الله صمتم صمت القبور!وقد جاء بدعوى من قيادتكم المسلمة التي تحارب الإخوان!!ألا فتيقنوا قد كفر بعلمكم، وتقواكم، وفتواكم،كل ذوو فطرة سليمة ،وكل صاحب عقل!
#كبار_العلماء_تجرم_الاخوان pic.twitter.com/2nu209Gxof— علياء أبوتايه الحويطي (@Alya_Alhwaiti) November 11, 2020