فضائح مشينة تلاحق مرتزقة محمد بن سلمان
تلاحق الفضائح المشينة مرتزقة ولي العهد محمد بن سلمان ممن يعرفون بالدائرة الضيقة له والمجموعة التي يحكم من خلالها وينفذ ما يحيكه من مؤامرات مشبوهة.
وتتسع سجلات فضائح مرتزقة بن سلمان بالقيام بكل ما يؤمروا به من انتهاكات وقتل وعمليات تجسس لصالح ولي العهد، على رأسهم سعود القحطاني صاحب الدور الرئيسي في قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي وتعذيب معتقلي ومعتقلات الرأي.
ويزيد انكشاف تورط الرياض وبن سلمان خصوصاً في جرائم وشبهات داخل وخارج المملكة وتجنيد شركات عالمية للتجسس على المواطنين السعوديين.
ويعد بدر العساكر مدير مكتب محمد بن سلمان هو اليد الخفية وراء علميات التجسس وهو حلقة الوصل بينه وبين الشبكة الخاصة بالتجسس, وتجنيد الافراد للتجسس على معارضين ولي العهد خارج المملكة.
ويبدو أن الشبكة المقربة من محمد بن سلمان على علاقة مباشرة بأغلب تلك الشبهات والاتهامات، حيث أُعطيت لهم صلاحيات واسعة لبسط النفوذ، وتحقيق مطالب وليّ العهد بتثبيت الحكم له بأي شكل كان ولو على حساب سمعة المملكة وتاريخها.
فقد كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن وزارة العدل الأمريكية اتهمت اثنين من الموظفين السابقين لدى شركة “تويتر” بالتجسس لحساب الرياض على حسابات منتقدين لسياساتها.
وقالت الصحيفة: إن “توجيه التهم جاء بعد يوم من اعتقال المواطن الأمريكي أحمد أبو عمو، الموظف السابق في تويتر، وهو المتهم الأول، في حين أن المتهم الثاني مواطن سعودي يدعى عليّ الزبارة، وقد اتُّهم بالوصول إلى المعلومات الشخصية لأكثر من ستة آلاف حساب على تويتر عام 2015”.
وأضافت نقلاً عن وزارة العدل، أن “المتهمَين عملا معاً لحساب حكومة آل سعود والعائلة المالكة، من أجل كشف هويات أصحاب حسابات معارضة على تويتر”.
وقال ممثلو الادعاء: إن “مواطناً سعودياً ثانياً يُدعى أحمد المطيري، كان وسيطاً بين المسؤولين السعوديين وموظفي تويتر”، بحسب الصحيفة.
بدوره قال النائب العام الأمريكي ديفيد أندرسون: إن “الشكوى الجنائية التي كُشف عنها اليوم تتهم سعوديَّين بالعبث بالأنظمة الداخلية لـ (تويتر)، من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين وآلاف من مستخدمي المنصة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الحسابات التي استُهدفت حساب المعارض السعودي المقيم بكندا عمر عبد العزيز، الذي كان مقرباً من الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.
ولفتت إلى أن “الأشخاص الثلاثة متَّهمون بالعمل مع مسؤول سعودي هو بدر العساكر، الذي يقود منظمة (مسك) الخيرية التابعة لمحمد بن سلمان”، مبينة أن “كلاً من عليّ الزبارة وأحمد المطيري يُعتقد أنهما موجودان الآن في المملكة”.
وأورد الصحفي المختص بالشأن الأمريكي زيد بنيامين، على حسابه بموقع “تويتر”، مقطعاً مصوراً يُظهر العلاقة القوية بين بدر العساكر والمطيري، حيث حضر حفل زفافه عام 2017، وكان حلقة الوصل المباشرة بين أحمد أبو عمو وعليّ الزبارة، كما أنه أدار حسابات الديوان الملكي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها حساب وليّ العهد.
وبعد شهر واحد من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول بالثاني من أكتوبر 2018، ظهر تورط مدير مكتب محمد بن سلمان، بدر العساكر، كأحد العناصر الأساسية في إدارة عملية الاغتيال منذ بدايتها وحتى اللحظات الأخيرة منها.
“العساكر”، الذي لا يظهر كثيراً بوسائل الإعلام ضمن فريق بن سلمان، ولم يكن له أي صيت داخل المملكة أو خارجها، كان حلقة الوصل بين فريق الاغتيال السعودي الذي كان موجوداً داخل القنصلية خلال تحقيقهم مع خاشقجي، وبن سلمان، حيث كانت تصدر الأوامر، وفق التسريبات التركية.
وكان “العساكر”، الذي عُيِّن مديراً لمكتب ولي العهد بمرتبة وزير، بعد مرسوم ملكي، في يوليو 2017، قد تلقّى عدة اتصالات من العقيد ماهر مطرب، قائد الفريق الذي نفّذ عملية اغتيال خاشقجي، وكان بدوره ينقلها لمحمد بن سلمان، بحسب صحيفة “يني شفق” التركية.
وأدّى “العساكر” دوراً مهماً خلال عملية الاغتيال، ولكن لم يكن اسمه بارزاً في وسائل الإعلام كأحد المسؤولين عن الاغتيال، كما لم تُقدِّمه قيادة آل سعود كبش فداء، واكتفت بإعفاء سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي، من منصبه، والذي يُعتبر بالنسبة إلى ولي العهد عينيه وأذنيه، لقربه منه، وإقالة نائب رئيس الاستخبارات السعودية أحمد عسيري، بالإضافة إلى متهمين آخرين لا توجد تفاصيل عنهم.
ويبدو أن ولي العهد يعتمد على “العساكر” بشكل كبير في كل تحركاته، ويُعدّ كاتم أسراره، رغم أنه ليس أحد أعضاء حكومة آل سعود، لذا لم يستغنِ عنه أو يُذكر اسمه في التحقيقات، التي زعمت السلطات إجراءها بعد اغتيال خاشقجي.
وعُرف عن “العساكر” أنه كُلّف من ولي العهد، منذ الأيام الأولى لتعيينه مديراً لمكتبه، التواصل مع المؤسسات الدولية في مختلف أرجاء العالم بهدف تشكيل صورة مميزة للأمير، وإبراز أنه الشاب المنفتح الذي سيغيّر المملكة بعدة قرارات؛ كالسماح للمرأة بقيادة السيارة.
وفي البحث عن السيرة الذاتية لمدير مكتب بن سلمان أنه من عائلة ثرية، تعمل في بيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية منذ عام 1980، من خلال عدة محلات تجارية في الرياض.
ويشغل “العساكر”، الذي تخرّج في جامعة الملك سعود بالرياض مثل ولي العهد، منصب الأمين العام لمؤسسة بن سلمان الخيرية “مسك”، إضافة إلى إدارة مكتب بن سلمان، وإدارة جدول أعماله اليومية، وتوزيع الوقت على عمله السياسي، واستثماراته الشخصية، وأنشطته الترفيهية.
ويقدّم “العساكر” نفسه بصفته خبيراً في التاريخ، حيث كان يظهر على الفضائيات السعودية والعربية للحديث عن الوقائع التاريخية.
وشغل “العساكر” منصب الأمين العام لـ”جائزة الملك سلمان لشباب الأعمال”، وعضوية مجلس إدارة “مركز الملك سلمان للشباب”، وعضوية مجلس الغرف السعودية، كما يشغل عضوية لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض، وعضوية مجلس إدارة مدارس الرياض، وعمل سابقاً نائباً للرئيس التنفيذي لاتحاد الصالحية للتمور والحلوى.
ومن خلال هذه المناصب العديدة التي تقلّدها “العساكر”، يتضح أن بن سلمان يعتمد عليه بشكل رئيس في المهام الخارجية، التي كان من ضمنها توكيله مهمة التواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزيارته في باريس لتحسين العلاقات السعودية-الفرنسية، التي توصف بالباردة.
ولم تحظَ زيارة “العساكر” ولقاؤه ماكرون -وهي الزيارة التي لم يُكشف عنها- بأي اهتمام أو ظهور إعلامي، وهو ما يعطي مؤشراً على أنه رجل المهام السرية لولي العهد، والتي قد تكون من ضمنها مهمة اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
ومما يعزز الدور الكبير الذي أداه “العساكر” في اغتيال خاشقجي، كشف النائب البريطاني السابق، جورج غالاوي، أن مدير مكتب بن سلمان هو مَن أمر فرقة الاغتيال داخل القنصلية عبر “سكايب” بإحضار “رأس الكلب” بعد رفضه الاستجابة للأوامر والعودة إلى الرياض.