ضابط استخبارات أمريكي: بن سلمان يسعى للتخلص من الجبري لتأمين العرش
يعتبر ضابط استخبارات أمريكي سابق إن ولي العهد محمد بن سلمان يسعى بكل الطرق للتخلص من المسؤول الكبير السابق بالاستخبارات السعودية المقيم في كندا سعد الجبري لتأمين وصوله إلى العرش.
وقال ضابط الاستخبارات الأميركي السابق غلين كارل إن بن سلمان يعتبر أن الجبري يشكل تهديدا بسبب علاقته الوثيقة بولي العهد السابق محمد بن نايف.
واعتبر ضابط الاستخبارات الأمريكي الصراع الذي يشعله بن سلمان ضد الجبري وأمراء المملكة دليلا على ضعف مكانة ولي العهد.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية كشفت في تحقيق أجرته عن استماتة عصية على التفسير، من جانب النظام السعودي، على استرداد المسؤول الكبير السابق في الاستخبارات السعودية، والموجود حاليا في كندا سعد الجبري.
وأكد التحقيق أن الرياض حاولت استدراج الجبري إلى تركيا، قبل إصدارها مذكرات توقيف بحقه بعد فشل هذه الخطوة، وسجنها اثنين من أبنائه في شهر مارس/آذار الماضي.
ويعتبر المحلل السياسي محمد مختار الشنقيطي، إن في السعودية فسادا ماليا ضخما، مشيرا إلى أن كلا من محمد بن سلمان وسعد الجبري ليسا زاهدين في المال، وأن لكل منهما أموالا، يختلط فيها ما هو قانوني بغير القانوني.
وأضاف الشنقيطي أنه إذا كان محمد بن سلمان -الذي اشترى يختا بنصف مليار دولار، وقصرا بثلث مليار دولار، ولوحة بنصف مليار دولار- هو الذي يتهم سعد الجبري بالفساد المالي، فلا بد من التساؤل عن المعايير القانونية لذلك.
وتساءل الشنقيطي أيضا عن المسار القانوني ومراحل التقاضي لعمليات استرداد الأموال من معتقلي الريتز كارلتون.
واعتبر أن المساءلة تتلخص في كونها ابتزازا سياسيا تحت عنوان فساد مالي، يقوم بها محمد بن سلمان لتصفية أحد خصومه الأساسيين وهو محمد بن نايف.
وأشار إلى أنه باعتبار سعد الجبري بمثابة الذراع اليمنى لمحمد بن نايف، فإن الاتهام مُوجه للأخير في المقام الأول.
ويقيم الجبري في كندا منذ فترة وبحوزته أسرار ومعلومات حساسة عن العائلة الحاكمة في المملكة مما جعله هدفا لحملة تشويه متواصلة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
ولأكثر من مرة حاول بن سلمان استدراج الجبري للعودة إلى السعودية، وعندما لم تنفع معه الإغراءات المادية بدأ الضغط عليه من خلال مضايقة أفراد عائلته في السعودية وفق شهادات وتقارير.
وخلال الساعات الأخيرة شنت حسابات موالية للسلطة في السعودية حملة على تويتر تضمنت اتهامات بالفساد لسعد الجبري.
ونشر عشرات المدونين تغريدات تهاجم الجبري عبر وسم “#فساد سعد الجبري” والذي تصدر قائمة التداول بالمملكة.
وشاركت في الحملة وسائل إعلام سعودية، بينها صحيفة عكاظ، و”سبق”، و”العربية” وغيرها.
واستشهدت الصحف بتقرير في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، والذي اتهم الجبري وأسرته بالاستيلاء على مليار دولار.
في المقابل، عبر معارضون سعوديون عن سخريتهم من الحملة، وقال الحقوقي المعارض عبد الله الجريوي “دولة بأكملها تعلن فساد أمير ومساعده، وحينما تحاول أن تفهم كيف اكتشفوا ذلك يظهر أنهم اكتشفوه عن طريق صحيفة أجنبية”.
وقال المعارض عبد العزيز الحضيف إن “محمد بن سلمان يحاول تشويه صورة الجبري بعد أن فشل في المحاكم الدولية”، مشيرا إلى أن نفس الصحيفة التي تستشهد الحملة بها هي نفسها التي نشرت فضائح لمحمد بن سلمان في قضية اللوحة ومقتل جمال خاشقجي.
وأضاف “لماذا لا نبدأ في محاكمة محمد بن سلمان (ما دامت) هي نفس الصحيفة التي قالت إن محمد بن سلمان فاسد وسرق من أموال الشعب؟”.
وفي وقت سابق، كشف تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن السعودية حاولت استدراج سعد الجبري للسفر إلى تركيا، قبل أن تصدر مذكرات توقيف بحقه وتسجن اثنين من أبنائه في مارس/آذار الماضي.
وقالت وول ستريت جورنال “إن عائلة الجبري تعتبر أن الرياض تريد إعادته لأنه يعرف أسرار العائلة المالكة، وإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لديه ثأر شخصي معه بسبب خلافات بشأن اليمن ونزاعات أخرى”.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن ولي العهد السعودي يستخدم تحقيقات الفساد لملاحقة معارضيه أو منافسيه المحتملين.