فضائح السعودية

رويترز: محمد بن سلمان يتعمد تشويه صورة والده الملك

أبرزت وكالة رويترز العالمية للأنباء مؤشرا جديدا على تعمد ولي العهد محمد بن سلمان تشويه صورة والده الملك وإظهاره بموقف المريض العاجز للرأي العام تمهيدا للانقلاب عليه.

وأشارت الوكالة إلى أنه رغم تولي الملك سلمان رئاسة القمة الافتراضية التي عقدها زعماء مجموعة العشرين قبل أيام فقد انتشرت شائعات عن تدهور صحته منذ دخوله المستشفى خلال الصيف.

وظهر محمد بن سلمان في مقطع فيديو مسرب خلال قمة مجموعة العشرين وهو يصحح معلومة للملك الذي بدا عليه التشوش، فيما قالت مصادر إن تسريب هذا المقطع كان متعمدا لتشويه صورة الملك بحسب رويترز.

وأشارت رويترز نقلا عن مصدر سعودي ودبلوماسي إن بن سلمان لم يطلعه والده على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيوم واللقاء السري بينهما.

وكانت التعليقات محدودة على الاجتماع على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية على اللقاء السري بين نتنياهو وبن سلمان غير أن بعض الشخصيات المعارضة نددت بالزيارة. وقال محللون سياسيون إن النفي السعودي لانعقاد الاجتماع ربما كان وسيلة لاختبار الوضع في الداخل.

وقد خفف نظام آل سعود موقفها من إسرائيل في السنوات الأخيرة لكن الرياض أشارت إلى أنها غير مستعدة حتى الآن لإقامة علاقات طبيعية رسميا معها. ويقول محللون إن تلك خطوة صعبة بالنسبة للملك سلمان في غياب اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال نيل كويليام الباحث الزميل في تشاتام هاوس إن الاجتماع مع نتنياهو “استهدف تسليط الضوء على صورة محمد بن سلمان بأنه أكثر استعدادا من أبيه لأخذ خطوات في اتجاه التطبيع دون شرط التوصل أولا لحل الدولتين”.

وقال مصدر سعودي يتمتع بصلات قوية بذوي الشأن ودبلوماسي أجنبي في الرياض إنه ليس من المتوقع رغم ذلك أن يحدث التطبيع في حياة الملك سلمان.

وأضاف الدبلوماسي “التطبيع جزرة لصرف انتباه (بايدن) عن أمور أخرى لا سيما حقوق الإنسان” في السعودية.

وبحسب رويترز أطلق لقاء بن سلمان ونتنياهو رسالة قوية للحلفاء والأعداء على حد سواء مفادها أن البلدين لا يزالان ملتزمين بشدة باحتواء خصمهما المشترك إيران.

فقد نقل اللقاء السري، الذي عقد يوم الأحد الماضي في مدينة نيوم السعودية وأكده مسؤولون إسرائيليون رسالة مشتركة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خلاصتها أن حليفي واشنطن الرئيسيين في المنطقة يعملان على توحيد جهودهما.

وهذه أول زيارة مؤكدة علانية يقوم بها زعيم إسرائيلي للسعودية وتعد لقاء لم يكن ليخطر على بال أحد حتى عهد قريب في ضوء عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.

غير أنها تؤكد عمق مخاوف البلدين من إيران وتبرهن على أن التصدي لطهران يدفع إلى اصطفاف استراتيجي جديد لبلدان الشرق الأوسط.

وردا على سؤال عن الزيارة قال تساحي هنغبي عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي لراديو الجيش “إيران، إيران، إيران. من المهم جدا جدا إقامة محور لعزل إيران”.

وقد تمتع محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة ونتنياهو بدعم قوي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأيد الاثنان حملة “الضغوط القصوى” التي استهدف بها إيران.

ويخشى الاثنان أن يتبنى بايدن فيما يتعلق بإيران سياسات مماثلة للسياسات التي كانت سارية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وأدت إلى توتر العلاقات بين واشنطن وحلفائها التقليديين في المنطقة.

وقد قال بايدن إنه سينضم من جديد إلى الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران الذي انسحب منه ترامب في 2018 وسيعمل مع الحلفاء لتقوية أحكام هذا الاتفاق وذلك إذا عاودت إيران أولا الالتزام الحرفي به.

وفي الآونة الأخيرة عمدت إسرائيل والسعودية إلى تصعيد تصريحاتهما المناوئة لإيران التي تخوض عدة حروب بالوكالة مع الرياض في المنطقة.

وكانت طهران قد أقامت شبكة من الفصائل الشيعية المسلحة في أنحاء مختلفة من العالم العربي من العراق إلى سوريا ولبنان وحتى اليمن في الجنوب. وقد هاجم الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن منشآت نفطية سعودية الأسبوع الماضي في أحدث حلقة من سلسلة هجمات على أهداف سعودية.

وتشن إسرائيل حربا خفية على القوات الإيرانية، تتم في الغالب من خلال غارات جوية في سوريا على جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية وعلى الحرس الثوري الإيراني وعلى إمدادات الأسلحة أثناء نقلها عبر البلاد.

كما امتنع نتنياهو عن التعليق على الاجتماع. ولم يزر نتنياهو الإمارات أو البحرين منذ إقامة العلاقات الرسمية معهما بموافقة ضمنية من جانب السعودية.

وقال نتنياهو يوم الخميس إنه يتوقع أن تقيم دول أخرى علاقات طبيعية مع إسرائيل في الأشهر القليلة المقبلة.

وربما كان تسريب خبر اجتماع بن سلمان ونتنياهو مقصودا من جانب إسرائيل دون نشر صورة له.

فقد تم استخدام طائرة من طائرات رجال الأعمال في الرحلة المباشرة التي انطلقت من تل أبيب وسرعان ما رصدتها خدمات متابعة الرحلات الجوية ولم يبذل الرقباء الإسرائيليون أي جهد لمنع نشر التقارير عن الرحلة.

إذ منح تسريب النبأ نتنياهو فرصة لإحراج منافسه السياسي وزير الدفاع بيني جانتس الذي من المقرر أن يتولى رئاسة الوزراء بعد عام من الآن بموجب اتفاق لاقتسام السلطة.

وتضمن التسريب أن نتنياهو لم يبلغ جانتس بالرحلة فيما يعد إيعازا للناخبين الإسرائيليين أن جانتس لا يؤتمن على سر وذلك في أعقاب تكهنات بأن إجراء انتخابات مبكرة أمر وارد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى