شكاوى من معتمرين تدين سلطات آل سعود بالتقصير
أعلنت “الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين” عن تلقيها شكاوى من مواطنين من جنسيات عربية متعددة تدين السلطات السعودية بالتقصير وسوء المعاملة خلال أداء مناسك العمرة.
وقالت الهيئة الدولية في بيان لها، إن الشكاوى تشمل فرض إجراءات وتعقيدات على رحلات المعتمرين ودخولهم إلى المملكة وخروجهم منها وفرض ضرائب إضافية فضلا عن سوء نظافة الفنادق ومناطق الإقامة.
واشتكى معتمرون أردنيون من بطيء شديد في إنهاء معاملاتهم من قبل السلطات السعودية ما أجبرهم على الانتظار لأكثر من 15 ساعة وأحيانا 20 ساعة للعودة إلى بلادهم على دفعات نهاية الشهر الماضي وهذا الشهر.
وقال المعتمرون إن الطواقم السعودي العاملة على المنفذ السعودي مع الأردن يعملون بإجراءات تعقيد بالغة وبعدد قليل من الطواقم وأجبرهم على الانتظار في العراء لساعات طويلة رغم أن غالبيتهم من كبار السن.
كما اشتكى معتمرون أردنيون من المعاناة التي يتحملوها عند اعتزامهم أداء مناسك العمرة، وخاصة في ظلّ اجبارهم على التعامل مع شركة تسهيل (تابعة لسلطات آل سعود) التي تعتبر أولى خطوات الطريق إلى العمرة من أجل أخذ بصمة العين التي تعتبر جزءا أساسيا من اجراءات العمرة.
وقال هؤلاء إنهم يضطرون للانتظار ساعات طويلة على الأرصفة وأبواب الشركة من أجل أخذ بصمة العين مقابل (7) دنانير، ما يخلق مشكلة ويزيد من معاناة كبار السن والمرضى، وفي حال رغب المواطن بخدمة “VIP” فإنه يدفع 15 دينارا ما يرتب عليهم أعباء مالية إضافية.
فيما اشتكى معتمرون من سوء خدمات المكتب السعودي المنظم لرحلتهم للديار المقدسة وجمع العشرات منهم على متن حافلة واحدة أقلتهم ذهابا وإيابا فضلا عن انتقادهم عدم نظافة الفندق الذي تمت اقامتهم فيه بالمدينة المنورة.
وأشار معتمرون إلى بعد المسافة بين الفندق الذي تمت اقامتهم فيه في المدينة المنورة عن المسجد النبوي الشريف وعدم الالتزام بالمسافة المتفق عليها بعقد رحلة العمرة من قبل السلطات السعودية.
كذلك انتقد معتمرون من دول المغرب العربي سوء حالة حافلات نقلهم من أماكن إقامتهم إلى مناطق أداء الشعائر الدينية وغياب التنظيم لحركات المرور ما يجبرهم على الانتظار وتحمل مشقة مضاعفة أثناء التنقل.
وأشاروا كذلك إلى أن علامات حدود الحرم باتت أقل طولًا من جسر الشرائع الجديد، لافتين إلى ضرورة معالجة وضع هذه العلامات؛ حتى لا تتسبب بإشكاليات، خاصة في مواسم العمرة.
واشتكى معتمرون مصريون من زيادة في أسعار تكاليف العمرة، بحيث تبدأ من 15 ألفًا وحتى 27 ألف جنيه لمدة تتراوح من 10 إلى 15 يومًا وهو ما يشكل عبئا ماليا كبيرا عليهم.
كما اشتكى معتمرون من إجراءات توقيف لعدد من المعتمرين خلال إنهاء إجراءات السفر على إثر دخولهم بمشادات مع عناصر أمن سعودية لدى محاولتهم الاحتجاج على سوء المعاملة وطول ساعات الانتظار قبل السفر.
ونقطة الالتقاء الرئيسية من شكاوى المعتمرين عرب وإسلامية التي تلقتها الهيئة الدولية تتعلق بسوء المعاملة وغياب مشرفين سعوديين لتنظيم رحلات المعتمرين إلى جانب القلق المستمر من كثرة الحوادث المرورية.
ويعتبر الحادث الذي وقع في تشرين أول/أكتوبر الماضي آخر أكثر الحوادث المرورية في السعودية بشاعة، إذ لقي 35 مقيماً مصرعهم، وأصيب 4 آخرون؛ على أثر حادث مروع بين مركبة وحافلة معتمرين على طريق المدينة المنورة – مكة المكرمة.
وجددت “الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين” دعوتها لضمان قيام السعودية بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة سليمة صحيحة تحافظ على ماضي الإسلام وحاضره، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة للرياض عبر مجلس نصح إسلامي، وإشراك الدول المسلمين في إدارة المشاعر المقدسة.
يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
وتقول الهيئة إن عمقها تمثله كل الدول الإسلامية، وأنها تحرص على ضمان عدم إضرار السعودية بالأماكن المقدسة، سواء تعلق الأمر بالإدارة غير الكفؤة أو أي نوع من الإدارة المبنية على سياسات مرتبطة بأفراد أو أشخاص متنفذين.
وتهدف الهيئة الدولية للعمل على ضمان قيام السعودية بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة سليمة صحيحة تحافظ على ماضي الإسلام وحاضره، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة للرياض عبر مجلس نصح إسلامي، وإشراك الدول المسلمين في إدارة المشاعر المقدسة، ووقف أشغال طمس الهوية الإسلامية في مكة والمدينة “والذي تقوم به السعودية بصورة محمومة من خلال التوسع العمراني الغير المحدود والذي قضى على الكثير من تلك المواقع، ومسح الوجود الإسلامي فيها”, ومنع استفراد السعودية بإدارة المشاعر المقدسة بما قد يؤثر على سلامة الحجاج والمعتمرين.
وايضاً تهدف للعمل على عدم إغلاق المشاعر “لأسباب غير مقنعة” مثل زيارة الشخصيات البارزة أو المشاهير أو ضيوف السعودية ورصد أي انتهاك تتورط فيه السعودية بحق أي حاج أو معتمر لدى زيارته للمشاعر المقدسة. واخيراً الحرص على توزيع حصص الحج والعمرة على الدول المسلمة بشكل عادل لا محاباة فيه ولا وساطة.