تأكيدات متتالية عن عزم إدارة بايدن رفع السرية عن تقرير قتل خاشقجي خلال أيام
توالت التأكيدات في وسائل الإعلام الغربية عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع السرية عن تقرير قتل الصحفي جمال خاشقجي خلال أيام.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن إدارة بايدن تعتزم رفع السرية عن تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية بشأن دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكبار المسؤولين السعوديين في قتل خاشقجي بداية الأسبوع المقبل.
ويوم أمس توقعت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن تزيح إدارة بايدن الستار عن تقرير قتل خاشقجي الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).
وقالت “الغارديان” إن إدارة الرئيس جوزيف بايدن ترغب بتهميش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأكدت أنها ستحجم من التواصل مع محمد بن سلمان وذلك في سياسة جديدة تختلف عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأفادت الصحيفة بأن هذه التطورات الجديدة تأتي وسط توقعات بنشر التقييم الذي يكشف عن دور محمد بن سلمان في جريمة مقتل صحافي “واشنطن بوست” بداية الأسبوع المقبل.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي هذا الأسبوع إن بايدن سيحدد الاتصالات مع الملك سلمان لا ولي العهد وذلك في إطار إعادة ضبط العلاقات مع السعودية.
رسالة للعائلة الحاكمة
وتعليقا على التصريحات الواردة من البيت الأبيض، قال المحلل السابق في المخابرات الأمريكية والزميل في معهد بروكينغز، بروس ريدل، إن بايدن يرسل رسالة واضحة.
وأكد ريدل أن الرسالة موجهة “للعائلة السعودية الحاكمة أنه طالما بقي بن سلمان وليا للعهد، فستتم معاملة السعودية كدولة منبوذة”.
وقال: “لا أعرف ما تفكر به الإدارة ولكن النتيجة الأفضل (للسعودية) هي إزاحته ويمكنه التقاعد في قصره بباريس”.
ويرى محللون آخرون أن الإدارة كانت تحاول تخفيض أو تخفيف علاقاتها مع السعودية.
وبدا هذا واضحا من أول خطاب للرئيس بايدن عن السياسة الخارجية عندما أعلن عن وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن، وعلق بيع الأسلحة الهجومية التي تستخدم في النزاع.
ويبدو أن مدخل إدارة بايدن للسعودية أثار قلقا لدى الدائرة المقربة من ولي العهد.
وكتب علي الشهابي في مجلة “بوليتكو” إن الملك سلمان لا يزال يعمل ولكنه عجوز، وهو “بمثابة رئيس مجلس إدارة ولا علاقة له بالعمل اليومي، وفي النهاية يحتاجون للحديث مباشرة مع محمد بن سلمان”.
وقال سيث بندر، الذي يعمل في برنامج الديمقراطية للشرق الأوسط إنه لا يعتقد أن إدارة بايدن لم تستهدف محمد بن سلمان بعينه.
ولم يتحدث الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا يوم الأربعاء.
وقال بندر: “ما يحاولون تقديمه هو أن محمد بن سلمان يظل فردا وليس كل البلد وخلافا لما يحاول بن سلمان تصويره على أنه كل السعودية، وفكرة كونه مصلحا يحاول نقل السعودية إلى العصر الجديد ليست صحيحة”.
وأضاف: “في الوقت الذي ستعمل فيه الولايات المتحدة مع الدول المستبدة إلا أنها تحتاج للتفريق بين الحكام والبلد نفسه، ويجب أن يقوم تواصلها مع السعودية بناء على هذا”.
وتعهد مسئولون كبار في إدارة بايدن عقب توليه السلطة بنشر تقرير جريمة قتل خاشقجي الأمر الذي يخشاه بن سلمان.