ذباب بن سلمان الالكتروني يحرض على قبائل الحويطات
إمعانا منه بالظلم والنيل من حقوقهم، لجأ الذباب الالكتروني التابع لمحمد بن سلمان إلى التحريض على قبائل الحويطات في مواجهة شكواهم من خطر تهجيرهم من أراضيهم المستهدفة ببناء مدينة “نيوم”.
وأطلق نشطاء، يعتقد أنهم من أبناء الحويطات، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم الانتقال من أراضيهم.
وتحت سلسة وسوم بعنوان “الحويطات ضد ترحيل نيوم”، شارك نشطاء مقاطع مصورة تظهر مجموعة من الرجال وهم يناشدون إلغاء قرار نقلهم من المنطقة.
وأكد هؤلاء دعمهم لرؤية المملكة 2030 ومشاريعها التطويرية قائلين إنهم “يرفضون فقط خطط ترحيلهم من أراضيهم، وترك ذكرياتهم خلفهم”.
ورغم أن نبرة الالتماس والرجاء طغت على كلام المتحدثين، إلا أن بعضهم استخدم لهجة حادة معلنا رفضه القاطع للتنازل عن منطقتهم.
وفي مواجهة حملة أبناء القبائل، لجأ الذباب الالكتروني لمحمد بن سلمان في التحريض على قبائل الحويطات والتشكيك بشكواهم خاصة بعد تعاطف آلاف المغردين معهم ودفاعهم عن حقهم في البقاء في أرض أجدادهم.
وتحدث المغردون عن ارتباطهم التاريخي الوثيق بالجزيرة العربية، ونوهوا بمشاركتهم في بناء الدولة السعودية وتضحياتهم للذود عنها.
في المقابل شكك الذباب الالكتروني في صحة المقاطع المتداولة، واتهموا من سموهم بـ”الأيادي الخارجية” بتلفيقها وبتأليب القبائل ضد الدولة.
وحاول الذباب الالكتروني الترويج لأهمية مشروع “نيوم” وهدفه في تحويل ديار الحويطات من أرض جرداء إلى منطقة عالمية تضاهي كبريات المدن الذكية في العالم متجاهلين خطر التهجير المتربص بأبناء القبائل.
وبحسب مقال سابق لصحيفة وول ستريت جورنال البريطانية، فإن سلطات آل سعود تسعى إلى نقل أكثر من 20 ألف شخص من المنطقة لبناء المدينة الجديدة.
وأفادت الصحيفة بأن سكان المنطقة يخشون الترحيل القسري، إذ يقول أحدهم إن “ذلك يعني تقطيع أوصال مجتمع بأكمله “.
ويعد الذباب الالكتروني وحد من أقوى أسلحة محمد بن سلمان لتمرير سياساته المشبوهة في المملكة.
ونشر موقع “ميدل إيست آي” في لندن مقالا لأستاذ الدراسات الشرق الأوسطية والإنسانيات الرقمية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة، البروفيسور مارك أوين جونز، يقول فيه إن جيش الذباب الإلكتروني السعودي ناشط على “تويتر”، مشيرا إلى أن الأخيرة فشلت في “تدجين الوحش”.
ويقول جونز في مقاله إن شبكة التضليل السعودية لا تزال ناشطة في نشر الدعاية المؤيدة لمحمد بن سلمان بما في ذلك نشر خطاب الكراهية ومعاداة السامية ونظريات المؤامرة.
ويقول جونز إن “كل ما تحتاجه هو البحث في (تويتر) للتعرف على هاشتاغ بلد في الشرق الأوسط لتعثر على هذه الحسابات، التي تقوم عادة بنسخ ولصق المحتوى ذاته ومقاطع الفيديو ذاتها، وتحمل لوغو (سعودي24) على الزاوية اليمني أسفل المادة”.
ويلفت جونز إلى أنه “تم تصميم الطريقة التي تنشر فيها هذه التغريدات لتبدو معقولة نوعا ما، التي تظهر صورا لأشخاص حقيقيين، وعلى الرغم من صعوبة استنتاج الأرقام الدقيقة، فإن تحليلي يشير إلى أن الشبكة تتكون على الأرجح من حوالي 3700 حساب آلي أو شبه آلي”.
ويقول إنه اعتمد في دراسته على عينتين وتم توليدهما من خلال تحميل 20 ألف تغريدة تحتوي على عبارة “محلل قناة 24″، التي عادة ما تستخدم في الشبكة، مشيرا إلى أن عوامل التشابه في تاريخ فتح الحساب والمنصة التي يستخدمها الحساب وعدد المتابعين، وأوجه التشابه في محتوى الحسابات، كلها تؤثر في تحديد فيما إن كان الحساب مشبوها أم لا.
ويوضح أنه “رغم عمليات الإغلاق التي تعرضت لها الشبكة إلا أنها لا تزال قوية، وتنشر المواد الدعائية المؤيدة للسعودية والتضليل، وعادة ما يزيد حجم الشبكة في الموضوعات المستخدمة بشكل واسع، خاصة عندما يتم الدفاع عن نظام آل سعود ضد ناقديها”.
ويجد جونز أنه “بالنظر إلى عملية إغلاق شركة (تويتر) حسابات عدة من (تويتر) عربي، التي تنشر مواد من الإمارات والسعودية، فإنه من المثير للدهشة استمرارها في العمل، ومن الصعب الكشف عن أثر الشبكة، إلا أن أشرطة الفيديو التي يتم التشارك فيها وبشكل منتظم على (تويتر) تحصل على مشاهدات بالآلاف”.
ويستدرك بأن “هذه الشبكة ليست مبرأة من عملية التلاعب في المنصة، وهو ما تعرفه شركة (تويتر) بأنه (استخدام تويتر لتضليل الآخرين وتشويش تجربتهم من خلال جرهم إلى نشاطات خادعة وقوية) ويشمل هذا استخدام الإعلانات والحسابات التخريبية والمزيفة”.
ويرى جونز أن “استمرار نشاط الشبكة يثير أسئلة حول موقف (تويتر) من استخدام السعودية لهذه المنصة سلاحا، وتم توجيه تهم للسعوديين الذين اخترقوا شركة (تويتر) بالتجسس لصالح الرياض”.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه حتى بعدما علمت “تويتر” عن الاختراق، فإن مديرها جاك دورسي قام بمقابلة ولي العهد محمد بن سلمان، في الوقت الذي لم تفسر فيه “تويتر” سبب إخفائها المواد الأرشيفية المتعلقة بالمستشار الملكي السابق سعود القحطاني، الذي أوقف حسابه على “تويتر”.