فضائح السعودية

حملات “بن سلمان” القمعية تهدد السعودية بعلاقتها مع الدول الغربية

حذر وزير بريطاني سابق من حملات القمع التعسفية والتهجير داخل المملكة وملاحقة المعارضين خارجها التي يشرف عليها ولى العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأكد الوزير السابق مالكوم ريفكيند أن هذه الحملات تهدد علاقات المملكة مع الغرب، ولا سيما خطوات ولى العهد ضد سلفه في المنصب، الأمير محمد بن نايف المعتقل منذ مارس/ آذار الماضي.

وسبق أن تولى ريفكيند مناصب رفيعة، أبرزها وزارتا الخارجية والدفاع، ورئاسة لجنة الاستخبارات والأمن بالبرلمان.

وذكر “ريفكيند”، في مقاله الذي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن المنطقة تشهد حراكا كثيفا نحو التغيير، بما في ذلك “الإصلاحات” التي أقدمت عليها الرياض قبيل مرحلة جائحة فيروس كورونا المستجد

وتحت عنوان “ولي عهد السعودية يهدد العلاقات مع حلفائها الغربيين”، أشار السياسي البريطاني: “رغم هذا التقدم، فجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 لا يزال أثرها يصدم العالم. وشعر حتى أصدقاء المملكة بالدهشة من وحشية هذه الجريمة الخرقاء”.

وأضاف: “اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمسؤوليته عن الجريمة باعتباره الحاكم الفعلي للبلد. وراقب الغرب عن كثب لمعرفة إن كانت انحرافا رهيبا أم أنها شكل من أشكال السلوك”.

وتابع: سلوك الأمير المتهور أصبح “سببا للقلق”، فولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف يخضع للإقامة الإجبارية فيما يعتقد بأنها تهم واهية.

وكان بن نايف مفيدا جدا في مواجهة تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 بحسب “ريفكيند”، الذي شدد على أهمية “الدور التحويلي” الذي لعبه في تحديث المخابرات السعودية وتزويد حلفائها بقدرات مهمة.

وأخذ ولي العهد السابق على عاتقه مسؤولية مواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، “الذي كان يعد من أشرس فروع التنظيم.. ولا تزال آثار المواجهة معه قائمة، وقد حاول مفجر انتحاري اغتياله”.

وأشار الوزير البريطاني السابق إلى حالة “سعد الجبري”، التي تعد من تجليات ممارسات ابن سلمان، فالرجل كان مقربا من محمد بن نايف والمخابرات الغربية ويعيش الآن بالمنفى في كندا، حيث يقول إنه ملاحق ولديه ابنان معتقلان تستخدمهما السلطات كورقة ضغط لإجباره على العودة.

وقام الذباب الإلكتروني السعودي بسلسلة حملات تشويه سمعة كل من بن نايف والجبري، وهناك شائعات في الإعلام عن اتهامات ستوجه إلى الأمير نهاية هذا العام.

ويؤكد ريفكيند أن تلك الممارسات “جعلت الكثيرين في واشنطن ولندن يشعرون بالغضب والتوتر”.

ويضغط أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوريين على الرئيس دونالد ترامب للتحرك، فيما أصدرت وزارة الخارجية توبيخا نادرا حول ملاحقة الجبري. ويقوم قادة “سي آي إيه” السابقون بتحركات سرية بشأن بن نايف.

وفي لندن، شعر النواب والوزراء والمسؤولون بالرعب، و”هناك مخاطر بأن يجد أصدقاء المملكة هذه التصرفات غير محتملة.. لقد تحولت الخيبة إلى غضب وإحباط”.

ولفت السياسي البريطاني إلى حساسية وأهمية السعودية لدى الغرب، وضرورة تشجيع المملكة على التعاون ضد “التطرف وإيران”، لكن قضايا حقوق الإنسان تحرج حلفاء المملكة في المقابل.

وتابع: “علينا الاعتراف بالتقدم الذي حدث، فقد حصل الكثير خلال العقد الماضي وهناك ما هو قادم. والسؤال هو فيما إذا هدد ولي العهد كل هذا التقدم بنوباته المتهورة وسلوكه الشرس أحيانا”.

وختم الوزير البريطاني السابق قائلا: إن معاملته للأمير محمد بن نايف ورفيقه الجبري ستكون بمثابة امتحان لعزيمة الكثير من أصدقاء السعودية، ويأمل كل من يثمن تلك العلاقة بأن يتصرف ولي العهد في المقابل كرجل دولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى