عكف الناشط عبد الرحمان السدحان على تدوين تغريدات إنسانية عبر موقع “تويتر” قهرا على حال بلاده وأبناء شعبه.
وداوم السدحان على كتابة تغريدات تدعو لإنقاذ المملكة من أزماتها: الفقر، البطالة وغيرها.
لكن هذه التغريدات لم تعجب سلطات آل سعود التي اختراق حساب السدحان “الوهمي” عبر جواسيسها في “تويتر”.
وكشف التجسس الداخلي في شركة “تويتر” لصالح السعوديّة عن بيانات استخدمتها المملكة لاحقًا لمضايقة أو اعتقال الأشخاص الذين ينتقدون الحكومة.
وعام 2015، تمكن اثنين من موظفي “تويتر” من الوصول إلى أكثر من 6000 حساب أثناء عملهم كجواسيس لحكومة السعودية.
كان عبد الرحمن السدحان يعمل في مكتبه في الرياض في 12 مارس/آذار 2018 عندما ظهرت الشرطة السرية السعودية وأخذته، وفقًا لشقيقته أريج السدحان.
لم تره أسرته منذ ذلك الحين، وإلى أن سُمح له بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة مع أحد أقاربه في فبراير/شباط 2020، كانوا قلقين من أنه ربما يكون قد قُتل.
السدحان، البالغ من العمر 36 عامًا، موظفًا في حركة الهلال الأحمر الإنسانية، معلقًا منتظمًا على قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في السعودية.
وعبر عن آرائه عبر حساب مجهول على تويتر حصل على آلاف المتابعين، بحسب شقيقته.
ونجح جواسيس السعودية في “تويتر” تحديد 6 مواطنين سعوديين كانوا يديرون حسابات “تويتر” مجهولة أو بأسماء مستعارة تنتقد الحكومة، تم اعتقالهم
ومن بين هؤلاء عبد الرحمن السدحان وتركي بن عبد العزيز الجاسر
في خمس من تلك الحالات على الأقل، يشير توقيت الاعتقالات وخرق “تويتر” إلى أن الأمرين متصلان، بحسب جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
ثلاثة من السعوديين الخمسة الذين تم اعتقالهم منذ عام 2015 استخدموا حسابات “تويتر” @sama7ti, @coluche_ar, و @mahwe13، بحسب الشبكة العربية.
وحددت مجموعة سجناء الرأي الحقوقية حالة سادسة، وقالت إن رجلاً سعودياً نشر تعليقاً سياسياً على تويتر تحت اسم @ albna5y اعتقل في سبتمبر/ أيلول 2017.
وقال عيد “أعتقد أن جميعهم اعتقلوا نتيجة اختراق تويتر” الذي نفذه الجواسيس داخل الشركة.
وهذا الأسبوع، حكمت محكمة سعودية بشكل تعسفي على الناشط السدحان بالسجن 20 عاما.
وذكرت المصادر أن قرار المحكمة الجزائية المتخصصة تضمن كذلك منع السدحان من السفر 20 عاما إضافية.
وقالت مؤسسة القسط لحقوق الإنسان إن القرار ضد السدحان صدر في محاكمة تفتقر لشروط المحاكمات العادلة.
وأشارت إلى أن السدحان العامل في الهلال الأحمر، حوكم بموجب مواد قانون الإرهاب وقانون الجرائم الإلكترونية، التي تحوي مواد فضفاضة تقوض حق حرية التعبير.
ودعت مؤسسة القسط السلطات السعودية إلى الإفراج عن عبدالرحمن السدحان وإسقاط جميع الأحكام الصادرة بحقه.
وقبل أيام أكد مركز الخليج لحقوق الإنسان على ضرورة احترام سلطات آل سعود للحريات العامة ومنها حرية التعبير على الإنترنت وخارجه.
وشدد مركز الخليج على ضرورة ضمان أن يكون جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة قادرين في جميع الظروف على القيام بأنشطتهم المشروعة
في مجال حقوق الإنسان دون خوف من الانتقام وبدون أي قيود بما في ذلك المضايقة القضائية.
وأدان المركز المحاكمة التعسفية لمحاكمة للناشط عبدالرحمن السدحان على تهم ٍ تتعلق بنشاطاته السلمية على “تويتر”.
ويبلغ السدحان 37 سنة من العمر وهو خريج قسم إدارة الأعمال بجامعة نوتردام في كاليفورنيا.
أكمل دراسته نهاية سنة 2013 وعاد إلى بلاده في السنة التالية حسب أسرته، لحبه لوطنه ورغبته في المساهمة في بناء المستقبل الزاهر للجميع كأحد أبناء الوطن.
وجدد مركز الخليج لحقوق الإنسان دعوته لسلطات آل سعود بضرورة الإفراج عن السدحان بعد إسقاط كافة التهم الموجهة ضده
وكذلك الإفراج عن جميع المعتقلين من مدافعي حقوق الإنسان وبقية الناشطين وسجناء الرأي ودون أي شروط.