ترامب تباهى بـ”إنقاذه” محمد بن سلمان بعد اغتيال خاشقجي
كشف الصحافي الأمريكي الشهير بوب وودورد في كتابه الأخير الذي يصدر الثلاثاء المقبل بعنوان “غضب” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تباهى بأنه نجح في “إنقاذ” ولي العهد محمد بن سلمان بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وكشفت مقتطفات الكتاب أن ترامب تباهى في إحدى مقابلاتهما المسجلة، بأنه نجح في “إنقاذ” بن سلمان الذي حمله الكونغرس مسؤولية اغتيال خاشقجي.
وفي كتابه الجديد (“غضب”) والذي نشر موقع “بيزنس إينسايدر” الإخباري مقتطفات منه، يروي وودورد كيف أن ترامب قال له في مقابلة أجراها معه في 22 كانون الثاني/يناير الفائت “لقد أنقذته”، وذلك ردا على سؤال عن علاقة بن سلمان بجريمة قتل خاشقجي.
وبحسب الصحافي، فقد أوضح ترامب في المقابلة المسجلة أنه منع الكونغرس من ملاحقة بن سلمان. وقال ترامب وفقا لهذه المقتطفات: “لقد نجحت في جعل الكونغرس يتركه وشأنه، لقد نجحت في إيقافهم”.
وفي كتابه يقول وودورد إنه لما سأل رئيس الولايات المتحدة عن هذه الجريمة حاول الأخير التملص من الإجابة قائلا “نعم، لكن إيران تقتل 36 شخصا يوميا، لذلك…”.
وأضاف الصحافي المخضرم أنه عندما ضغط أكثر على محاوره قال له ترامب إن بن سلمان ينفي أي علاقة له بالجريمة.
ووفقا للمقتطفات فقد قال ترامب إن بن سلمان “سيقول دائما إنه لم يفعل ذلك. هو يقول ذلك للجميع، وبصراحة أنا سعيد بأنه قال ذلك”، مضيفا “هو لم يقل أبدا إنه فعل ذلك”.
وعندها سأل وودورد الملياردير الجمهوري “هل تعتقد أنه فعلها؟” فأجابه ترامب “كلا، هو يقول إنه لم يفعلها”.
لكن الصحافي تابع ضغطه على الرئيس قائلا: “أعلم، لكن هل تصدق ذلك حقا؟” فأجابه ترامب: “هو يقول بحزم شديد إنه لم يفعلها”، قبل أن يعود ويشرح لمحدثه كيف أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على شراء منتجات أمريكية وكيف أن من الأهمية بمكان للولايات المتحدة أن تحافظ على مثل هكذا حليف.
وقُتل خاشقجي في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بعدما دخلها للحصول على وثيقة. ولم يتمّ العثور على جثّته التي تم تقطيعها.
وخلصت وكالة الاستخبارات الأمريكية ومسؤولون أتراك إلى أن الصحافي قتل بأمر من الأمير محمد بن سلمان، وهو ما نفته الرياض بشدة.
وفي حينه أصدر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بمن فيهم حلفاء ترامب الجمهوريون، قرارا رسميا اعتبروا فيه ولي العهد السعودي “مسؤولا” عن جريمة قتل مواطنه الصحافي. غير أن الرئيس دونالد ترامب كان على الدوام يدافع عن الأمير محمد في هذه القضية.
ويوم الإثنين الماضي، أصدرت محكمة في الرياض أحكاماً نهائية في قضية مقتل خاشقجي قضت بسجن ثمانية مدانين لفترات تراوح بين سبع سنوات و20 سنة.