النفط في 2020.. سياسات بن سلمان أودت به إلى الهاوية
تلقت أسعار النفط في 2020 خسائر متعاقبة بسبب حرب الأسعار التي أشعلها ولي العهد محمد بن سلمان وأزمة كورونا.
ورغم تحسن أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة، لكنها لم تعوض سوى جزءا بسيطا من خسائر غير مسبوقة.
وبلغت خسائر النفط ما يزيد عن 21 بالمئة تكبدها الخام طوال عام 2020.
وأغلق برنت تعاملات العام 2020 أقل بنحو 14.5 دولارا أو بنسبة 21.5 بالمئة عنه قبل عام حين أغلق تعاملات 2019 على 66.1 دولارا للبرميل.
وفقد الخام الأمريكي حوالي 12.5 دولارا أو بنسبة 20.5 بالمئة بنهاية 2020 إلى 48.44 دولارا، منخفضا من 61 دولارا للبرميل مقارنة مع نهاية 2019.
ودخل الخام العام 2020 بأداء مستقر مع ميل لانخفاضات محدودة، نتيجة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
لكن اتفاقا لمجموعة “أوبك+” في أواخر 2019 على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، حد من الأثر السلبي لنزاع واشنطن وبكين.
لكن الخام سرعان ما بدأ انحدارا سريعا بدءا من مارس/آذار، مع تفشي فيروس كورونا دفع معظم دول العالم إلى فرض قيود صارمة على الحركة.
وشملت الإجراءات حظرا للتجوال وإغلاق الحدود وتعطيل حركة الطيران، وأدت إلى انخفاض كبير في الطلب على الوقود.
ووصل انحدار الأسعار ذروته في الثلث الأخير من أبريل/ نيسان بنزول خام برنت إلى أقل من 16 دولارا للبرميل لأول مرة منذ عام 1999.
وانهار الخام الأمريكي لتتداول عقوده بأقل من الصفر لأول مرة في التاريخ، وانحدرت إلى سالب 40 دولارا للبرميل.
حرب أسعار
وسرع بانهيار أسعار الخام، حرب أسعار شنتها المملكة، العضو الأثقل في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، ضد روسيا.
وعلى مدى شهر ونصف خلال مارس/آذار وأبريل/ نيسان 2020، أغرق بن سلمان الأسواق العالمية بكميات ضخمة من الخام بأسعار رخيصة.
وتسبب ذلك بإلحاق ضررا بالغا بمصالح الدول المنتجة، بما فيها السعودية نفسها.
وتحت وطأة تداعيات جائحة كورونا وحرب الأسعار، عاد تحالف “أوبك+”، بقيادة السعودية وروسيا، إلى طاولة المفاوضات.
وتوصل الأعضاء في أبريل/ نيسان إلى اتفاق على تخفيضات غير مسبوقة في الإنتاج.
وقضى الاتفاق بخفض الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، تشكل 10 بالمئة من الإمدادات العالمية، اعتبارا مطلع مايو/أيار حتى نهاية يوليو/تموز.
تم تخفيف التخفيضات إلى 7.7 ملايين برميل اعتبارا من مطلع أغسطس/آب حتى نهاية 2020.
وأسهم الاتفاق، إضافة إلى تخفيف القيود بعد انحسار الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا، بتصحيح سريع في أسعار الخام.
لتقفز بأكثر من 20 بالمئة خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران.
كورونا الثانية
وفقا لاتفاق أبريل، كان يفترض تخفيف تخفيضات إنتاج دول “أوبك+” مرة أخرى إلى 5.8 ملايين برميل يوميا.
اعتبارا من مطلع يناير/كانون الثاني 2021 حتى نهاية أبريل عام 2022.
لكن انتكاسة الطلب على الخام، وتاليا الأسعار، مع بدء تفشي سريع لموجة ثانية من فيروس كورونا.
وعودة العديد من دول العالم إلى فرض قيود على الحركة، دفع تحالف “اوبك+” إلى العدول عن متابعة تنفيذ اتفاق أبريل.
خسائر عميقة
وقال موقع Oil Price الدولي إن المملكة السعودية ستعاني لسنوات من تداعيات حرب أسعار النفط الفاشلة.
وأكد أن جميع مشاريع شركة أرامكو في دول العالم الساعية نحو زيادة الأرباح تخضع الآن للمراجعة أو التعليق التام.
وأضاف الموقع الدولي أنه بعد تسعة أشهر من تداعيات حرب أسعار النفط الكبرى الثانية في المملكة خلال السنوات الخمس الماضية، تظهر المزيد من العواقب السلبية.
وعدد هذه العواقب: كالعلاقة الجوهرية التي تضررت بشكل لا رجعة فيه بين المملكة والولايات المتحدة.
وانعدام الثقة الدائمة في المستثمرين الدوليين، والمزيد من العزلة للعديد من زملائها الأعضاء في منظمة أوبك.
واستدرك: الآن بدأت المملكة باكتشاف العمق الحقيقي واتساع الضرر الذي ألحقته بالاقتصاد الخاص ، والذي سيستمر لسنوات عديدة قادمة.
وأظهرت الأرقام الصادرة نهاية سبتمبر أن اقتصاد المملكة انكمش بنسبة 7 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2020، وأظهر القطاع الخاص في المملكة معدل نمو سلبيًا قدره 10.1 في المائة.