لم تكن الأعوام الأخيرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، كغيرها من العقود السابقة في مختلف المجالات.
ولعل أبرز المتغيرات تمثلت بقدوم ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الطائش، وإقراره سلسلة تغيرات دينية واجتماعية في بلاد الحرمين.
ويعد تأسيس الهيئة العامة للترفيه 7 مايو 2016م، من أبرز المتغيرات التي شهدتها المملكة التي ظلت لقعود طويلة دولة دينية محافظة وملتزمة بتعاليم الشريعة الإسلامية.
فبدأت الهيئة العامة للترفيه بالترويج للحفلات الغنائية والمختلطة وتناول المشروبات الكحولية وصولا لجذب المغنيات الأجنبيات وحفلات الرقص والملاهي الليلية.
ولاقت هذه الاحتفالات والمهرجانات، ردود فعل غاضبة بين الدعاة والعلماء السعوديين، الذين زج بهم ولي العهد داخل سجونه.
ومن بين هؤلاء بحسب رصد “سعودي ليكس”:
إمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب الذي أقدمت الأجهزة الأمنية السعودية في أغسطس 2018 على اعتقاله، وذلك على خلفية خطبة ألقاها عن المنكرات ووجوب إنكارها على فاعلها.
وكان الشيخ آل طالب قد دعا في إحدى خطبه على من وصفهم بالطغاة الظالمين.
وفي سبتمبر 2019، أقدمت الأجهزة الأمنية السعودية على اعتقال الشيخ عمر المقبل الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة القصيم.
وجاء ذلك على خلفية مقطع فيديو يبدي فيه رأيه بما تمارسه هيئة الترفيه.
وكان الداعية المقبل قد انتقد هيئة الترفيه ونشاطاتها في السعودية، إذ قال في خطبة إن تلك النشاطات تسلخ المجتمع عن هويته، في إشارة إلى حفلات الغناء والرقص التي شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة.
وفي أكتوبر 2019م، عم غضب واسع المملكة بسبب اعتقال النظام السعودي شيخ قبيلة عتيبة فيصل بن سلطان بن جهجاه بن حميد على خلفية انتقاده انحلال وفساد هيئة الترفيه.
وانتقد الشيخ فيصل فساد هيئة الترفيه عبر رئيسها تركي آل الشيخ، ودعا فيها إلى أن يكون الترفيه بطريقة منطقية ومقبولة من دون المس بجوهر الدين والثوابت.
وأرغم الشيخ فيصل على حذف تغريداته بعد اعتقاله، علما أنه اعتقل سابقا لفترة قصيرة على خلفية انتقاده الأوضاع المعيشية في المملكة.
كما اعتقلت الأجهزة الأمنية السعودية شاعر قبيلة “الشرارات”، عايد رغيان الوردة الشراري، رغم أنه رجل مسنٌّ تجاوز الثمانين من عمره؛ وذلك لانتقاده هيئة الترفيه.
عصرأ به الترفيه هو والملاهي
نجهل تعاليمه ولو حط له شيخ
انا بدوي ياليتني احفظ شياهي
وابقى على الفطره عوايد وتاريخ
والدين واضح بالحكم والنواهي
ومن لاسقى زرعه تموت الشماريخ
وأهل السعوديه رجالا دواهي
جود ومعزه بالمراجل مطانيخ
أهل الحميا والمعالي كماهي
وعلى الشرف مثل الجبال الشواميخ— عايد رغيان الورده (@aeyedalwardah) October 18, 2019
وفي سبتمبر 2019 اعتقل النظام السعودي الشاعر حمود بن قاسي السبيعي بعد هجائه رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي.
ونظم الشاعر حمود بن قاسي السبيعي قصيدة هجا فيها آل الشيخ واتهمه بإفساد المجتمع السعودي ومخالفة تقاليده، وذلك بعد أيام من انطلاق موسم الرياض للفعاليات الغنائية.
وتطرق السبيعي إلى حرب اليمن -التي فقدت السعودية فيها الآلاف من جنودها بين قتيل وجريح- ورأى أن فعاليات الترفيه إساءة إلى جهودهم في الحرب.
وتنشط حفلات هيئة الترفيه في السعودية بشكل لافت رغم أداء فريضة الحج التي تم تعطيلها تحت ذريعة جائحة فيروس كورونا.
وجاءت الحفلات الصاخبة والمختلطة بين الجنسين في أرجاء المملكة، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة الحج والعمرة حصر أداء فريضة الحج على المواطنين والمقيمين بذريعة كورونا.
لكن السؤال الأبرز: هل هذا المبرر صحيح ومنطقي؟ ألم يكن بإمكان الوزارة أن تستضيف من الحجاج المطعمين من الدول المسلمة ولو كانت بأعداد بسيطة؟
ألم تكن تستطيع أن تدير الحج بحد أدني من الحجاج من مختلف الدول؟ ولماذا تغلق أبواب الحج وتفتح أبواب الترفيه؟
ويرى مراقبون أن ولي العهد محمد بن سلمان يسعى إلى عدة أهداف من وراء ذلك:
1-محاولة لإزالة قدسية الحرمين في عيون العالم الإسلامي.
2-رسالة أنه المتحكم بالمقدسات يمنع ويسمح بإقامة الشعائر .
3-استرضاء للإنجيليين والصهاينة والمتطرفين الذين يدعمونه.