فضائح السعودية

الاستثمار في الرياضة.. مقامرة محمد بن سلمان لتجنب السخط الشعبي

يقامر ولي العهد محمد بن سلمان في استراتيجية الاستثمار في الرياضة عبر ضخ المليارات لأهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية منها تجنب السخط الشعبي على سياساته.

وذكرت مجلّة “ذي كونفرزيشن” الدولية أن محمد بن سلمان ومسؤولوه يتعاملون على وجه التحديد مع مصالح ومطالب المستهلكين الشباب في المملكة العربية السعودية كوسيلة لتجنب السخط بينهم من خلال التركيز على الترويج للرياضة والترفيه والتسلية.

وأشارت المجلة إلى القيمة الرياضية للقتال بين نجم تلفزيون الواقع ونجم يوتيوب السابق (اشتهر بالمقالب)، وقد كانت القيمة التجارية للحدث الضخم في فبراير 2023 واضحة لكل من المتسابقين (تشارك تومي فيوري وجيك بول جائزة تزيد قيمتها عن 13 مليون دولار أمريكي، وكانت المملكة هي الدولة المنظمة لهذا الحدث.

وفي حين أن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم استحوذت على اهتمام العالم في عام 2022، فإن السعودية جارتها الأكبر والأكثر قدرة على إحداث جلبة عالمية تموضع نفسها الآن في خطط رياضية أكبر.

ومن المتوقع أن تقدم المملكة عرضًا مشتركًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم للرجال 2030، وهي في حاجة ماسة إلى زيادة حضورها في الرياضة الدولية.

وقد نجحت حتى الآن في عدد من جهودها، حيث اختيرت المملكة لاستضافة كأس العالم للأندية هذا العام، وستنظم كأس آسيا في عام 2027. ووقعت هيئة السياحة في البلاد صفقة لرعاية كأس العالم لكرة القدم للسيدات هذا العام في أستراليا.

كما استحوذت المملكة (عبر صندوق الثروة السيادي للبلاد) على نادي نيوكاسل يونايتد، وتشير الأخبار أنها كانت مهتمة بالمنافسة على امتلاك فريقي مانشستر يونايتد وليفربول.

ويلعب أحد أشهر نجوم كرة القدم، كريستيانو رونالدو، حاليًا لصالح نادي النصر السعودي، حيث يقال إنه يكسب حوالي 500 ألف جنيه إسترليني يوميًا.

وبعيدًا عن كرة القدم، انتشرت عدد من الشائعات عن رغبة السعودية في شراء الفورمولا 1، فضلًا عن اهتمامها بالمصارعة وسباقات الدراجات والغولف. حجم الاستثمار السعودي واضح.

وهذا الإنفاق الباهظ ليس على سبيل السخاء أو الاستعراض، بل ضمن إستراتيجية بُنيت استجابة للتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الملحة في المملكة.

بحسب المجلة يدرك محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة أهمية نشر الرياضة بوصفها أداة سياسية لتأمين مستقبل الدولة الخليجية على المدى الطويل.

فبينما تمتلك المملكة ثروة هائلة تحت تصرفها (يمتلك صندوق ثروتها أصولًا تزيد قيمتها عن 600 مليار دولار أميركي، فإن معظمها قادم من النفط والغاز.

وبينما يسعى العالم جاهدًا للابتعاد عن الوقود الكربوني ، يجد الاقتصاد السعودي نفسه شديد التخصص ومعرضًا للمخاطر.

الاستثمار في الرياضة في الخارج هو أحد طرق معالجة هذا الضعف، وتنويع الاقتصاد. لكن حجم الإنفاق المحلي للمملكة العربية السعودية على الرياضة هو ما يميزها، كما يتضح من مشروع بناء القدية ، وهو مشروع رياضي وترفيهي ضخم مصمم لجذب الاستثمار الداخلي والسياح الأجانب.

وتعد عملية التحول والتنويع في مصادر الاقتصاد سياسية بالمقام الأول. تضع الحكومة السعودية في اعتبارها الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العالم العربي في عامي 2010 و2011، ولأن 70% من سكانها تقل أعمارهم عن 35 عامًا، فإن لديهم خوفاً ملموساً وحقيقياً من الحراكات الاجتماعية.

وتسعى المملكة من خلال ملكية نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي وشراء حصة في فريق McLaren F1، إلى زيادة الشرعية الدولية وإظهار القوة الناعمة وبناء العلاقات الدبلوماسية.

وإن استخدام الرياضة في جميع هذه القضايا، إلى جانب حجم الإنفاق الحكومي عليها، لا يخلو من الانتقاد بالطبع.

فما يزال الأفراد الأكثر محافظة من السكان، على الصعيد المحلي، قلقين بشأن التغييرات التي تحصل، مثل السماح للمرأة بالمشاركة. ولاحظ آخرون كيف أن تأثير الدولة الكبير على النشاط الاقتصادي يخنق الإبداع والمشاريع والنمو العام.

وتُتهم السعودية بانتظام على الصعيد الدولي باستخدام الرياضة كطريقة لتلميع صورتها، وللهرب من بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان، في محاولة لصرف الانتباه عن عمليات الإعدام المنتظمة والحرب في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

ويرى آخرون أنه وعلى الرغم من التحول المفترض في البلاد، فما تزال حقوق النساء محجوبة، وأن المعارضين يتعرضون للقمع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى