محمد بن سلمان يتحالف مع إسرائيل: تشكيل منتدى أمني إقليمي مشترك
أكدت وسائل إعلام عبرية إقدام ولي العهد محمد بن سلمان على التحالف العلني مع إسرائيل عبر تشكيل منتدى أمني إقليمي مشترك بوساطة أميركية.
وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية أنّ السعودية وإسرائيل كثفتا جهودهما، الهادفة إلى التوصل لاتفاق حول تشكيل منتدى أمني إقليمي.
وذكرت القناة أنّ الرياض وتل أبيب تحاولان التوصل إلى تفاهم حول تشكيل هذا المنتدى، والإعلان عنه خلال زيارة الرئيس الأميركي جون بايدن إلى الرياض، منتصف يوليو/تموز الحالي. لكنها استدركت بالقول إنه لم يتم حتى الآن التوافق بشكل نهائي على هذه القضية.
وأشارت القناة إلى أنّ قيادات أمنية إسرائيلية تتحفظ على طلب السعودية التخلي عن قوة المراقبين الدوليين المتمركزة حالياً في جزيرتي تيران وصنافير، والاستعاضة عنها بترتيبات أمنية تحددها تل أبيب.
وذلك على الرغم من أنّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وافقت قبل عام بشكل مبدئي على الطلب السعودي بالاستغناء عن هذه القوة.
وبحسب القناة، فإنّ القيادات الأمنية في تل أبيب ترى أنّ بقاء قوة المراقبين الدوليين في الجزيرتين يكتسب أهمية ويضمن مصالح إسرائيل.
لا سيما تأمين حركة الملاحة في مضيق تيران إذ لا يمكن الاعتماد على الضمانات الأمنية التي تكفلها الولايات المتحدة.
وأشارت القناة إلى أنه من غير المتوقع أن تعيق القيادات الأمنية التوصل إلى تفاهم بين الجانبين حول هذه المسألة.
وأضافت القناة أنّ إسرائيل تشترط السماح بنقل تيران وصنافير إلى السيادة السعودية؛ شرط موافقتها على تحليق الطيران المدني الإسرائيلي المتجه إلى جنوب شرقي آسيا في أجوائها، بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية.
ولفتت إلى أنّ الأوساط الإسرائيلية الرسمية تتوقع أن توافق السعودية على تسيير رحلات مباشرة من مطار بن غوريون إلى مطار جدة، لنقل فلسطينيي الداخل الراغبين في أداء الحج.
وذكرت القناة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يئير لبيد أجرى نقاشات حول الاتصالات مع السعودية، لبحث هذه القضايا.
ويوم أمس كشفت قناة عبرية لأول مرة عن معلومات صادمة بشأن تقدم التطبيع بين النظام السعودي وإسرائيل بما في ذلك التواصل اليومي عالي المستوي بين مسئولين من الجانبين.
وقال المراسل العسكري للقناة العبرية 13 ألون بن ديفيد في تقرير مطول أعده من داخل المملكة وأثار ضجة في إسرائيل فور نشره، إن ولي العهد محمد بن سلمان لديه تواصل يومي عبر تطبيق الواتساب مع القيادات الإسرائيلية.
كما كشف عن أن قصر الملك سلمان في العاصمة الرياض زاره على فترات مختلفة عناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي، رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي، وحتى بعض الجنرالات.
وأكد بن ديفيد أن السعودية تشتري سرا من السعودية معدات أمنية وعسكرية في صفقات بمبالغ مالية طائلة، فيما شركات إسرائيلية كثيرة تعمل في المملكة بعضها بمهام استخبارية خطيرة.
ولأول مرة أعلن بن ديفيد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيُحضر معه خلال زيارته المملكة هذا الشهر مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى خلال رحلته من إسرائيل إلى السعودية، كبادرة حسن نية للتقارب بين تل أبيب والرياض.
وشمل تقرير المراسل الإسرائيلي زيارته للمملكة؛ وشملت التجول في سوق الزل في الرياض، ودخوله أحد أكبر مساجدها جامع الملك خالد بن عبدالعزيز، والاختلاط بين المصلين.
يتوافق ذلك مع ما أبرزته صحيفة عبرية قبل يومين وجود “تغيير جذري” في موقف مسئولي السعودية تجاه التقدم في مسار التطبيع مع إسرائيل وذلك قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة.
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” اليمينية العبرية أن مراسلها ومحلل الشؤون الأمنية فيها “يوآف ليمور” زار مؤخرا مدينة الرياض عاصمة المملكة.
ونقل ليمور عن انطباع المسئولين السعوديين وانفتاحهم لعلاقة مع “إسرائيل”، وذكر أنهم استقبلوه بابتسامات عريضة قائلين له، “هل أنت إسرائيلي؟؟”؛ أهلاً وسهلاً بك، وأعربوا عن رغبتهم بفتح علاقات عميقة مع إسرائيل.
ويذكر ليمور ما حدث معه في أحد المطاعم السعودية فقال: “في مطعم بالرياض، سألني شاب محلي جالس على الطاولة المجاورة لنا من أين أتيت… أجبته: “إسرائيل”… ضحك وذهب بمفرده، ولما خرج نظر وسأل: “حقا إسرائيل؟” أجبت بالإيجاب… “واو، أهلاً بكم، نرحب بالجميع هنا بسعادة، من جميع الأديان”.
ويضيف ليمور في مقاله الذي كتبه من السعودية زيارة بايدن الأسبوع المقبل –” لإسرائيل والمملكة العربية السعودية” – وقال إنها لن تتبعها علاقات رسمية بين الطرفين.
وأضاف: “يصل بايدن إلى السعودية الجمعة المقبل، بعد زيارة إسرائيل، في جدة سيلتقي مع جميع قادة دول الخليج وبعض القادة العرب البارزين الآخرين، ولكن الأهم من ذلك أنه سيلتقي مع ولي العهد محمد بن سلمان”.
وتابع “يعني ذلك إزالة المقاطعة المفروضة عليه بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، يريد بايدن من المملكة زيادة كمية النفط التي تنتجها لخفض سعرها، لكنها ستحاول أيضاً تعزيز إجراءات التطبيع مع إسرائيل”.
وكشف ليمور أن بايدن سيحاول إشراك شخصية إسرائيلية في رحلته من إسرائيل إلى المملكة على الرغم من أن الأمر لم يتم الاتفاق عليه بعد.
وقال “إن العلاقات بين إسرائيل والسعودية ستسخن ببطء، خطوة بخطوة، قد تمتد لفترة طويلة من الزمن، لكن زيارة الرياض تظهر مدى عمق التغيير الذي يحدث في المملكة اليوم”.
وبحسب الصحيفة فإنه في السنوات الأخيرة قام عدد غير قليل من الإسرائيليين، معظمهم أعضاء في مؤسسة الجيش، بزيارة المملكة وكان ذلك بقيادة جهاز الأمن العام الإسرائيلي الموساد.
وادعت أن تلك الزيارات “تمت في سرية تامة في طائرات خاصة، لكن في الآونة الأخيرة، انفتحت المملكة تدريجياً أيضاً على الإسرائيليين الذين يحملون تأشيرات أجنبية، وخاصة رجال الأعمال”.
وتابعت “قريباً ستتمكن الشركات الإسرائيلية من الطيران شرقاً عبر سماء المملكة، وربما في المرحلة التالية، ستكون الرحلات الجوية المباشرة للحجاج إلى مكة ممكنة”.
ومن المحتمل أن يأتي المزيد والمزيد من الإسرائيليين إلى السعودية في المستقبل “البعض للأعمال، والبعض الآخر بدافع الفضول، سيجد هؤلاء وهؤلاء بلداً أقل تهديداً بكثير مما يمكن تقييمه عن بُعد، العكس هو الصحيح: من المشكوك فيه أن تصبح وجهة على “خريطة السياحة الإسرائيلية”، لكن ما يحدث هذه الأيام بين المملكة وإسرائيل حدث تاريخي يصعب عدم التأثر به.