كشفت مصادر دبلوماسية ل”سعودي ليكس”، أن ولي العهد محمد بن سلمان يجهز المليارات لصفقات عسكرية ضخمة مع إسرائيل لتعزيز التطبيع معها.
وذكرت المصادر أن بن سلمان رصد ميزانية ضخمة بشكل إضافي بغرض الاستيراد العسكري الشامل من إسرائيل وإبداء المزيد من حسن النوايا تجاهها.
يأتي ذلك فيما أوردت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية “كان”، أن تل أبيب ستحاول الدفع نحو إبرام صفقة أسلحة ضخمة مع السعودية في أثناء زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن للمنطقة منتصف يوليو/ تموز الجاري.
وذكرت القناة أن إسرائيل ستطلب من الإدارة الأميركية في أثناء زيارة بايدن التوسط لدى السعودية من أجل إنجاز الصفقة.
وأوضحت أن إسرائيل ستعرض على السعودية شراء عدد كبير من المنظومات التسليحية، ضمنها منظومات دفاع جوي.
وأضافت أن إسرائيل ستستغل زيارة بايدن لعدد من قواعدها العسكرية، وضمنها القاعدة الجوية في “بلماخيم” في النقب، واجتماعه بكل من وزير الأمن بني غانتس، ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، وعدد من القادة العسكريين لطرح فكرة التوصل إلى صفقة أسلحة مع السعودية.
وأشارت القناة إلى أن تأثير الصفقة سيكون “كبيراً” اقتصادياً، لافتة إلى أن طرح فكرة التوصل إلى صفقة مع السعودية يأتي في ظل اشتداد المواجهة بين إسرائيل وإيران.
ويدلّ تقرير القناة على أن إسرائيل معنية باستغلال ترويج الولايات المتحدة لفكرة نصب منظومات رادار في المنطقة، في إطار مواجهة خطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية، الذي أشارت إليه صحيفة “وول ستريت جورنال” قبل شهر، في محاولة للتوصل إلى صفقات سلاح ضخمة مع دول المنطقة.
وبما أن إسرائيل عارضت في السابق علناً حصول السعودية ودول عربية أخرى على أسلحة أميركية متطورة، يمكن الافتراض أنها لن تسارع إلى بيع الرياض منظومات هجومية أو دفاعية بما يمسّ بتفوقها النوعي.
ومؤخرا قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الأحد، إنّ الولايات المتحدة الأميركية عقدت اجتماعاً سرّياً بين قادة عسكريين إسرائيليين وعرب في مدينة شرم الشيخ المصرية، في مارس/آذار الماضي، لبحث مواجهة التهديد الجوي الإيراني.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ومن المنطقة، فإنّ الاجتماع ضم مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى من إسرائيل والسعودية وقطر ومصر والأردن.
وجرى خلاله التنسيق ضد القدرات الصاروخية الإيرانية والطائرات من دون طيار، في الوقت الذي يبحث فيه مناقشة تعاون عسكري محتمل.
وضمّ الاجتماع، وفق ما أوردته الصحيفة الأميركية، رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، ورئيس هيئة الأركان العامة السعودية فياض بن حامد الرويلي، ورئيس أركان القوات المسلحة القطرية سالم بن حمد النابت، وكبار القادة من الأردن ومصر والبحرين، فيما أرسلت الإمارات ضابطاً أقل رتبة.
وتوصّل المشاركون في الاجتماع إلى اتفاق مبدئي بشأن الإخطار السريع عند اكتشاف تهديدات جوية إيرانية، بحيث سيتم إرسال إشعارات عبر الهاتف أو الكمبيوتر عند اكتشاف التهديد، من دون مشاركة البيانات الرقمية عالية السرعة، على غرار ما يفعل الجيش الأميركي.
ولن تكون هذه التفاهمات ملزمة، وفق ما نقلته الصحيفة، إلا أنّ هناك خطوة مقبلة تتمثل في تأمين الدعم للقادة السياسيين من أجل تقنين ترتيبات الإخطار وتوسيع التعاون.
وجاء هذا الاجتماع عقب مناقشات سرّية في مجموعات عمل منخفضة المستوى بين ممثلين عدد من هذه الدول، لبحث سيناريوهات افتراضية حول كيفية التعاون في اكتشاف التهديدات الجوية.
وذكّرت الصحيفة بأنّه طوال عقود من الزمن، لم يكن التعاون العسكري بين إسرائيل والدول العربية ممكناً، إلا أنّ هناك عدة متغيرات أبرزها اتفاقيات التطبيع التي وقعت بين عدد من الدول العربية وإسرائيل سهّلت ذلك.
إضافة إلى المخاوف المشتركة من إيران، وقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2021 توسيع نطاق تغطية القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل.
كما أشارت إلى عامل آخر يدفع البلدان العربية إلى توسيع التعاون العسكري مع إسرائيل، وهو ما يتعلق برغبة هذه البلدان في الحصول على تكنولوجيا الدفاع الجوية الإسرائيلية وباقي الأسلحة.
ورغم ذلك، تقول الصحيفة، إنّ التعاون العسكري هذا لا يزال أمام طريق طويل، إضافة إلى حساسيته من الناحية الدبلوماسية.