فضائح السعودية

هجوم كويتي على كاتب سعودي مقرب من محمد بن سلمان

لا ينفصل الهجوم الإعلامي على كاتب مقرب من ولى العهد محمد بن سلمان، على دولة الكويت التي بدأ آل سعود بشيطنتها وسلطنة عُمان خلال الشهور الأخيرة.

ويبدو أن الكويت أضحت هدفا جديدا لبن سلمان بعد قطر، بتوجيه إماراتي، ويظهر ذلك جليا في توجيه الإعلام السعودي لإثارة البلبلة في الكويت عبر نشر تقارير ومواد غير موثوقة تضر بالأمن القومي الكويتي.

وهاجم الكاتب السعودي تركي الحمد دولة الكويت قائلاً إنه “يتم التحكم بها من قبل تابعين لجماعة الإخوان المسلمين وتركيا وإيران”، مؤكداً أن مستقبل الكويت “أسود” في ظل هذا الوضع، وهو ما أثار غضباً واسعاً لدى كويتيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الحمد، في تغريدة له على حسابه بموقع “تويتر”، إنه “من باب حب الكويت أقول لن يكون هنالك مستقبل لها، طالما طرفي الطائفية السياسية يتحكمان بها، وكل له ولاء لا علاقة له بالكويت، الإخوان والولاء لتركيا، والتشيع السياسي والولاء لإيران”.

وأضاف الحمد، المقرب من الديوان الملكي السعودي، أنه “بمثل هذه التركيبة، مع وجود فساد مستشري، وتركيبة سكانية مختلة، فمستقبل الكويت أسود، وعذراً أهلنا في الكويت”.

https://twitter.com/TurkiHAlhamad1/status/1278770786350833665

وهاجم كويتيون، الكاتب السعودي، دفاعا عن بلادهم، وقال محمد العازمي: شكراً أخ تركي على حبك للكويت راح ناخذ كلامك بإذن الله .. بس تقدر من باب الوطنية لوطنك أن تنتقد حكومتك ؟؟ أو أقلها انتقد تركي آل الشيخ”.

وكتب عبدالعزيز السيف: الكويت لها مستقبل ومستقبل مشرق بإذن الله، لأننا على الأقل نناقش قضايانا الداخلية ومنها مسألة الطائفية السياسية، لدينا شباب وشابات واعين، نستطيع أن ننتقد الفساد الحكومي بالعلن، وأسقطنا من خلال البرلمان بكثير من الفاسدين حتى لو كانوا من أبناء الأسرة الحاكمة، شوفلك شغل غير الكويت!!

وغرد Abbas Alsammak: نكتفي برد مواطنك داوود الشريان المبدع بثقافة الفكر وصدق التعبير والمشاعر عن توأم المملكة.

وذكر النداوي: ياتركي أنت وأشكالك مسيرين، وليس مخيرين، ولا تمثل المملكة العربية #السعودية فأنت علة على وطنك وهذا المقطع للتذكير يا ساذج.

وكتب أحمد الكندري: الولاء للكويت أثبته الشعب الكويتي بكل اختلافاته قولا وفعلا أيام الغزو العراقي الغاشم.. وأهل الكويت أدرى بشعابها، وندعوك لتعلم الثقافة وتقبل الآراء المختلفة من التجربة السياسية الكويتية.

كما كتب جابر الحرمي: ستظل #الكويت عصّية على الفئة “الضالة “.. الكويت واحة من الحرية، في الصحراء العربية القاحلة.. قد يختلف أبناؤها حيال قضايا العالم أجمع ..إلا #الكويت لا يختلفون عليها .. عندما كان يُخط دستور #الكويت، ويُبنى برلمانها كان آخرون لا يعرفون معنى حرية أو ديمقراطية.. تعلموا من #الكويت ..

وأكد صالح محمد الملا: ملتزمون بعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وخصوصاً الأشقاء لحميمية وخصوصية العلاقة.. هكذا كانت سياستنا الخارجية ومازالت وبها نحن بإذن الله ملتزمون.. أما بشأن ما ورد في التغريدة أدناه ل تركي الحمد .. فالرد عليها يكون في كلمتين “ليس شأنك” .. الكويت محفوظة وباقية بأهلها الأحرار.

ومنذ ثلاثة أعوام على تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، تغيرت خلالها الأحوال “رأسا على عقب” وباتت دولة صاحبت سجل جرائم وانتهاكات حقوقية، ومملكة نفطية “مديونة” بمليارات الدولارات.

وتولى بن سلمان، ولاية العهد، في 18 مايو/ أيار 2017م، والآن أتم ثلاثة أعوام، سيطر خلالها على المناصب السيادية في المملكة وأنشأ أجهزة أمنية خاصة لقمع الحريات والمعارضين.
وبرز اسم “الدب الداشر” – حسب وصف أحد المعارضين السعوديين – منذ توليه منصب وزيرا للدفاع، 2015م، حتى تولى ولاية العهد، وشرع عقب توليه منصبه الأخير بحملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 300 شخصية من العائلة المالكة ورجال الأعمال واحتجزهم في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض، 2017م، تحت ذريعة مكافحة الفساد.

وسبق أن أعلن “بن سلمان” في 2016م لاحقا رؤيته للملكة (2030)، والتي تواجه صعوبات وتحديات جسيمة، فمدينة “نيوم” الذكية وحدها تحتاج 500 مليار دولار، ومن المقرّر أن تقام في شمال غرب البلاد لتطلّ على البحر الأحمر، وستضم سيارات تاكسي طائرة ورجالاً آليين، بحسب السلطات السعودية.

وفي أكتوبر/ تشرين أول 2018م، هزت جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل سفارة بلاده بمدينة إسطنبول التركية، الرأي الدولي، ورجحت تقارير صادرة عن المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن قتل خاشقجي جاء بأوامر من بن سلمان.

وتزامن اغتيال خاشقجي مع حروب ضروس في اليمن، تقودها السعودية والإمارات، ولم تسفر سوى عن أكبر كارثة إنسانية في العالم، وإتمام صفقات عسكرية – أميركية بالمليارات.

وتقدر تكلفة حرب اليمن وحدها على السعودية بحوالي 100 مليار دولار، مما أدى إلى نزيف مالي للمملكة بمعدل 5-6 مليارات دولار شهريًا، في حين يقدر إجمالي تكلفة الصراع أكثر من 200 مليار دولار.

ودفعت الأزمة الاقتصادية للملكة وزارة المالية السعودية إلى الإعلان عن تجميد عدد من المشاريع الكبرى الخاصة بالتنمية، علاوة عن قرار إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءا من شهر يونيو/حزيران المقبل ورفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15% بدءا من الأول من شهر يوليو/تموز لعام 2020، عدا عن السماح بتخفيض رواتب آلاف الموظفين في القطاع الخاص إلى 40% مع إمكانية إنهاء عقود الموظفين.

وحقوقيا، لا زالت المملكة تعتقل مئات المعتقلين السياسيين والدعاة والأئمة في سجونها، دون محاكمات عادلة.

وعربيا لا زالت المملكة تدعم “الثورات المضادة” والأنظمة القمعية وتروج للتطبيع مع (إسرائيل)، بتوجيهات ولى العهد.

ومنذ تولي بن سلمان أصبح التطبيع يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطعت الرياض شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز سيكون “التطبيع الكامل مع إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى