ماذا خسرت السعودية بعد قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي؟
فاقت جريمة قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي، توقعات المشرف الرئيسي على الجريمة، وألقت بظلالها السلبية على صورة المملكة وشخصية ولي العهد “الشاب المتهور”.
وعقب قتل الصحفي خاشقجي داخل سفارة بلاده بمدينة إسطنبول، سعى محمد بن سلمان لإسكات الرأي العام الدولي والأممي والحقوقي وإخماد القضية، لكن محاولاته فشلت.
وانعكست جريمة قتل الصحفي المعارض على مكانة السعودية، التي أضحت موسومة بـ”الدولة القمعية والمجرمة”.
وارتبطت صورة الحاكم الشاب بوسم: المجرم، القاتل، الطائش، وسط هجوم واسع من منظمات حقوقية عالمية.
وليس هذا فحسب، بل أصبح بن سلمان مسخرة بين قادة العالم ورؤسائه، وبات السعودية محط ابتزاز – أبسط مما يجب بكثير –
وقضت الجريمة الشنيعة في أكتوبر 2018م على أوهام رؤية 2030، وانسحب المستثمرون من دافوس الصحراء.
كما فشل اكتتاب شركة النفط العملاقة “أرامكو”، وتوالت مشاريعه الافلاطونية بالتهاوي عدا عن افتعاله أزمة دبلوماسية مع تركيا.
فلم يعد أحد يصدقه ولم يعد أحد يثق بكلامه.
عائق وخطر
واقترن اسم ولي العهد بـ”المنشار” في جميع الدول، وبات المتظاهرون يرفعون صور بن سلمان ملطخة بالدماء ويحمل بيديه منشارا، في إشارة لقتل وتقطيع خاشقجي.
وعقب إصدار الإدارة الأمريكية الجديدة تقرير قتل خاشقجي، وتحميل بن سلمان المسؤولية الكاملة عن الجريمة.
عدّت حقوقية دولية إصدار المخابرات المركزية الأمريكية تقرير خاشقجي ما هو إلا أحدث حادثة تثير تدقيقًا عالميًا وخزيًا وإدانة للسعودية.
وقالت الحقوقية سارة لي ويتسن إنه حان الوقت لإدراك أن استمرار دور محمد بن سلمان كمسؤول كبير في الحكومة يمثل عائقًا وخطرًا لشعب السعودية.
وأضافت مديرة (منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي): المواطنين السعوديين أمامهم طريق طويل في إنشاء حكومة ديمقراطية تمثل حقًا مصالحهم وتحترم حقوقهم.
وأكدت أن بن سلمان هو أكبر عقبة في البلاد في الوقت الحالي.
كذب وتستر
ربما لم يجلب أي حدث ازدراء دوليًا للسعودية أكبر من مقتل خاشقجي المروع في قنصلية البلاد في اسطنبول.
وتابعت ويتسن: أخطأت حكومة السعودية بشدة في تعاملها مع جريمة القتل، فالكذب ومحاولة التستر على جريمة القتل بمسرح هواة، بما في ذلك إرسال جثة خاشقجي مزدوجة.
وكانت المحاكمة السعودية الصورية التي بدت محاولة لصرف الغضب الدولي على جريمة القتل مسرحية أكثر سخافة من “القانون والنظام”.
لم يأخذها أحد على محمل الجد. بذل دونالد ترامب قصارى جهده لحماية محمد بن سلمان من المحاسبة على هذه الجريمة ، حيث أعلن بفخر “أنقذت مؤخرته”.
وأشارت الحقوقية ويتسن إلى أن هذا التقرير أعطى جانبًا هزليًا مروّعًا لمزاعم الحكومة السعودية بأن محمد بن سلمان لم يكن متورطًا.
واستطردت: يزيد من مطالب الحكومات الأجنبية بمعاقبة محمد بن سلمان لأنها عاقبت أتباع فريق النمر التابع له المتورطين في القتل.
كما أنه سيجعل من الصعب للغاية على الحكومة السعودية استعادة أي مظهر من مظاهر التطبيع في علاقاتها الدولية.