معتقلو رأي مهددون بالإعدام في سجون آل سعود
طالبت النيابة العامة في نظام آل سعود في سبتمبر/أيلول الماضي في جلسات سرية بإعدام ثلاثة من العلماء هم: سلمان العودة وعلي العمري وعوض القرني، وكان من المنتظر أن تعقد جلسة لمحاكمتهم بداية مايو/أيار أمام المحكمة الجزائية المختصة، لكنها أرجئت لسبب غير معلوم.
وأشارت تقارير إلى أن سلطات آل سعود تستعد لإصدار حكم بإعدام العلماء الثلاثة وتنفيذه قبل نهاية العام الجاري، كما طالبت النيابة أيضا بإعدام الناشطة إسراء الغمغام وأربعة نشطاء آخرين من المنطقة الشرقية.
سلمان العودة: ولد في 14 ديسمبر/كانون الأول 1956 بمنطقة القصيم ويعد من أبرز الدعاة وعلماء الدين والمفكرين بالسعودية ومن رموز ما عرف بتيار الصحوة، وقع في مايو/أيار 1991 مع سفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر ما عرف بخطاب المطالب الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي، واعتقل في الفترة بين 1994 و1999.
اعتقل في 10 سبتمبر/أيلول 2017 مباشرة بعد كتابته تغريدة رحب فيها بتقارير عن مصالحة محتملة بين الرياض والدوحة، وفي سبتمبر/أيلول 2018 وجهت له محكمة جنائية متخصصة بالرياض نحو 37 تهمة، بينها محاولة قلب النظام السعودي، والانتماء إلى جهات ومكونات غير مرخصة وحكمت بإعدامه ” قتله تعزيرا”.
الشيخ علي العمري: مفكر وداعية، يعد من أبرز العلماء وقادة الرأي المعتقلين بالسعودية، ولد في 11 فبراير/شباط 1973 في جدة، حاصل على الدكتوراه في الفقه المقارن، رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة ومؤسس ورئيس مجلس إدارة قناة فور شباب الفضائية وموقع ومنتديات فور شباب.
اعتقل في سبتمبر/أيلول 2017 ضمن حملة اعتقالات للعلماء والدعاة في السعودية طالت العشرات وأغلقت سلطات آل سعود قناة “فور شباب” التي يديرها، وجهت له النيابة أكثر من 30 تهمة مزعومة، من بينها تشكيل “منظمة شبابية لتحقيق أهداف تنظيم سري إرهابي داخل المملكة”، وطالبت بإعدامه “قتله تعزيرا”.
وأشارت صفحة “معتقلي الرأي” إلى أن العمري عانى من حروق وإصابات شديدة في كل أنحاء جسمه بسبب تعرضه لتعذيب جسدي وحشي بالضرب والصعق بالكهرباء وإطفاء أعقاب السجائر طوال فترة اعتقاله في العزل الانفرادي التي استمرت 15 شهرا قبل نقله أوائل 2019 للسجن الجماعي.
الشيخ عوض القرني: داعية ولد عام 1957 في محافظة بلقرن بمنطقة عسير (جنوب غرب)، حصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تخصص الفقه وأصول الفقه، عمل أستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع أبها ثم جامعة الملك خالد، وترأس الاتحاد السعودي للبرمجة اللغوية العصبية، وهو من رموز ما يعرف بتيار الصحوة.
اعتقل في سبتمبر من العام 2017 ضمن موجة اعتقالات العلماء والمفكرين على خلفية اتهامات مزعومة بالتعاطف مع قطر ومناصرة جماعة الإخوان المسلمين، ووجهت له أيضا تهم التحريض على القتال في مناطق الصراع والفتنة والتحريض بالإساءة لقادة الدول الأخرى والانضمام إلى كيان إرهابي، حكمت عليه المحكمة الجزائية المختصة بالإعدام “القتل تعزيرا”، وذلك في محاكمة سرية في سبتمبر/أيلول الماضي، عانى من تدهور شديد في صحته جراء الإهمال والضغوط النفسية الكبيرة في السجن.
إسراء الغمغام: ناشطة حقوقية من مدينة القطيف، ولدت عام 1989، عرفت بالمشاركة في المظاهرات الجماهيرية التي بدأت أوائل عام 2011 في المنطقة الشرقية وتوثيقها، اعتقلتها السلطات مع زوجها موسى الهاشم في ديسمبر/كانون الأول 2015 وتحتجزهما في سجن المباحث بالدمام وتحاكم بتهمة بالتحريض على التظاهر في المنطقة الشرقية، وفي أغسطس/آب 2018 طالبت النيابة العامة بإعدامها مع أربعة نشطاء شيعة آخرين.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن “أي عملية إعدام مشينة، ولكن طلب إنزال عقوبة الإعدام بنشطاء مثل إسراء الغمغام الذين لم يتهموا حتى بالقيام بسلوك عنيف هو أمر رهيب”.
وتختلف التقديرات بشأن عدد السجناء السياسيين في سجون آل سعود في ظل التعتيم الكبير، وفي آخر إحصائية له أشار حساب “معتقلي الرأي” إلى وجود 2613 سجينا سياسيا من جميع الشرائح والفئات يتوزعون على سجون عدة، ورجح ناشطون أن يكون الرقم يخص فقط المعتقلين منذ سبتمبر/أيلول 2017، حيث زادت وتيرة الاعتقالات بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العرش في يونيو/حزيران 2017.