كشفت مصادر موثوقة ل”ويكليكس السعودية” توجيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رسالة سلبية لنظام آل سعود في أول تواصل رسمي مع الرياض.
جاء ذلك خلال بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود في أول اتصال عدة قضايا منها أمن المنطقة وحقوق الإنسان والحرب في اليمن.
وبحسب المصادر هدد بلينكن باتخاذ إجراءات عقابية واسعة ضد السعودية في حال عدم تحسين سجلها الحقوقي ووقف حرب اليمن.
وجرت المناقشة بين الوزيرين في نفس يوم إعلان واشنطن اعتزامها إلغاء تصنيف جماعة الحوثي اليمنية تنظيما إرهابيا وذلك في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.
وشكل القرار الأمريكي بشأن الحوثيين رسالة سلبية ثانية من واشنطن للسعودية.
وكتب بلينكن على تويتر: “تحدثت أمس مع فيصل بن فرحان. المملكة العربية السعودية شريك أمني مهم. سنواصل عملنا معا للدفاع عن المملكة من التهديدات الخارجية”.
وقال: “سنواصل مع تنشيط الدبلوماسية لإنهاء الصراع اليمني وإبراز قضايا حقوق الإنسان في علاقتنا”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيان، “حدد الوزير عدة أولويات رئيسية للإدارة الجديدة، منها زيادة (الاهتمام) بقضايا حقوق الإنسان وإنهاء الحرب في اليمن”.
عقوبات أمريكية
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قالت الأسبوع الماضي إنها ستنهي دعم واشنطن للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
وأشارت إلى أنها ستكثف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بتعيين مبعوث لليمن.
وقالت واشنطن أيضا إنها تتوقع من الرياض تحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وقال برايس إن الوزيرين تناولا أيضا مكافحة الإرهاب والتعاون لردع الهجمات على السعودية.
وكان أول اتصال هاتفي يجريه بلينكن مع بلد خليجي منذ توليه المنصب مع وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات يوم الخميس.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية في عام 2018 بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
وحملت وكالة المخابرات المركزية المسؤولية عن الجريمة بشكل غير مباشر إلى ولي العهد السعودي.
وبينما تغاضت إدارة دونالد ترامب الطرف عن هذا العمل الشنيع، بلغ انتقاد النظام السعودي في الكونجرس ووسائل الإعلام والجمهور آفاقًا جديدة.
وسيتعين على بايدن إجراء عملية توازن معقدة للحفاظ على علاقة واشنطن الاستراتيجية مع الرياض بينما يوبخها على انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
جرائم بن سلمان
خلال الحملة الانتخابية العام الماضي، انتقد بايدن بشدة بن سلمان لقتل خاشقجي.
وأعلن بايدن أنه يجب معاملة السعودية على أنها “منبوذة” لارتكابها هذه الجريمة.
خلال جلسات استماع تعيينها أعلنت أفريل هينز، مديرة المخابرات الوطنية في بايدن بشكل قاطع أنها سترفع السرية عن تقرير استخباراتي بشأن مقتل خاشقجي.
وهذا يعني أنه من المرجح أن تلقي الولايات المتحدة اللوم رسميًا على مقتل خاشقجي لمحمد بن سلمان.
وبالتالي زيادة حدة المواجهة بين الرياض وواشنطن.
كما أوقفت إدارة بايدن بيع قنابل دقيقة التوجيه إلى السعودية وهو ما وافقت عليه إدارة ترامب خلال أيامها الأخيرة.
تتوافق هذه القرارات مع تعهد حملة بايدن بضمان عدم استخدام الأسلحة الأمريكية في الحملة السعودية الإماراتية في اليمن التي عصفت بالسكان المدنيين في البلاد.
كما تراجعت الإدارة الجديدة عن قرار ترامب إعلان الحوثيين جماعة إرهابية.
“لأنه قد يكون له عواقب سلبية للغاية على إيصال المساعدات الدولية إلى السكان المدنيين في اليمن”.
تشير كل هذه الإجراءات إلى إعادة تقييم رئيسية من قبل إدارة بايدن لعلاقات واشنطن مع النظام السعودي.
لكن أكثر ما يقلق السعوديون وحلفاؤهم الخليجيون هو نية بايدن المعلنة صراحة بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
الأمر الذي يستلزم إزالة العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة ترامب على طهران.