جهود إسرائيلية – سعودية لعرقلة خطوات إدارة بايدن
يسارع النظام السعودي في خطوات متقدمة بالتنسيق مع إسرائيل لتشكيل جبهة مشتركة في الشرق الأوسط؛ لإحباط خطط الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
وكشفت كاتبة إسرائيلية النقاب عن أن رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السرية إلى السعودية، الشهر الماضي، كانت في إطار “محاولة لتشكيل جبهة شرق أوسطية أمام إدارة جو بايدن الجديدة”.
وأشارت إلى أن “كل عملية سياسية بالمنطقة تمر عبر محور تل أبيب-أبوظبي-الرياض”.
وأضافت الصحفية فيزيت رابينا، في تقرير نشرته صحيفة “مكور ريشون” العبرية أن “القمة الليلية بين نتنياهو وولي عهد السعودية محمد بن سلمان تسبق زيارة نتنياهو التاريخية المخطط لها إلى البحرين والإمارات؛ حيث سيلتقي بملك الأولى وولي عهد الثانية، واتخاذ خطوة أخرى بعد الاتفاقات الإبراهيمية (اتفاقات التطبيع)”.
وأوضحت رابينا أن “لقاء القمة في نيوم يحمل إرسال رسالة لبايدن، وتفيد بتشكيل تحالف إسرائيلي قوي في الشرق الأوسط، وإذا كانت الإدارة تبحث عن طريقة لإحياء المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن الطريق يمر عبر محور تل أبيب-أبوظبي-الرياض، وإقناعه بأن العودة للاتفاق النووي مع إيران خطأ”.
وأكدت أن لقاء نتنياهو وبن سلمان يتوقع منه أن يرسم الشكل الذي ستبدو عليه العلاقات الإسرائيلية – السعودية في المستقبل، رغم أنه بالنظر للسعودية فهي زعيمة العالم العربي، والمسؤولة عن الأماكن الإسلامية المقدسة؛ ولذلك لا تزال العلاقات مع إسرائيل من المحرمات.
وأشارت إلى أنه رغم كل الروابط والمقابلات والاجتماعات، إلا أن الانفتاح السعودي الرسمي ما زال محدودا، ومشروطا بالتقدم مع الفلسطينيين.
وأوضحت رابينا أنه “في ظل هذه الظروف، لا يُتوقع من السعودية وولي عهدها اتخاذ الخطوة التالية نحو التطبيع مع إسرائيل؛ فمسألة وراثة الملك تشكل عقبة أمام بن سلمان؛ لأنه صنع العديد من الأعداء من أفراد العائلة المالكة أثناء سجنهم وتعذيبهم وإذلالهم، وهو يواجه صراعات صعبة مع خصومه على طريقه الطويل للعرش، لكن مسألة الخلافة لا تسمح لبن سلمان بإعلان أي لفتة رسمية تجاه إسرائيل في الوقت الحالي”.
وأشارت إلى أن قضية أخرى ضيقت خطوات ولي العهد تجاه إسرائيل هي مسألة القدس، وطالما أنها لم يتم إغلاقها حتى آخر التفاصيل، فلن يتمكن الأمير من المناورة كثيرا.
وتابعت الصحفية الإسرائيلية: السعوديون لا يخافون فقط من مكانة مكة بالنسبة للقدس، بل يخشون من الضغط الهائل على المملكة لإلغاء أي تقارب مع إسرائيل، كلما ظهرت أعمال عنف في الحرم القدسي الشريف.
وتصر السعودية على نفي أنباء زيارة نتنياهو إلى مدينة نيوم ولقاء بن سلمان في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن وسائل إعلام غربية وعبرية تؤكد حدوث الزياررة.
ونقلت وكالة “رويترز”، في 28 نوفمبر، عن مصدر سعودي على صلات قوية بالعائلة السعودية الحاكمة ودبلوماسي أجنبي في الرياض أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لم يُبلغ بزيارة “نتنياهو” إلى نيوم.