كاتب أمريكي: وقف حرب اليمن سبيل إنقاذ السعودية اقتصاديا
نصح كاتب أمريكي ولي العهد محمد بن سلمان، بالانسحاب من حرب اليمن وإيقاف بناء مدينة “نيوم” الذكية ضمن رؤيته “السعودية 2030″؛ لتفادى الانهيار الاقتصادي المتسارع داخل المملكة النفطية.
ووجه أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي غريغوري غوس، ولى العهد بالتوجه للتصالح والتحالف مع الديمقراطيين في البيت الأبيض، كما نصحه بالتخلي عن سياساته المتهورة لصالح بلاده.
وقال غوس، في مقاله الذي نشره موقع “فورين أفيرز” إنه من الواجب على ولي العهد اللجوء إلي الانسحاب من اليمن ووقف رؤيته؛ لإيقاف الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة.
غوس، وهو أحد المؤيدين لإقامة علاقة استراتيجية بين واشنطن والرياض، أوضح أن السعودية والدول المصدرة للنفط من الشرق الأوسط، تلقت ضربة موجعة قبل شهور، بسبب تأثير فيروس “كورونا” على أسعار الوقود والأعباء الاقتصادية من حرب اليمن.
وذكر غوس أن الخسارة كانت كارثية بشكل أكبر على ولي العهد، وذلك بسبب الوعود التي أطلقها في 2016، عندما زعم أن العام 2020 سيسجل تجاوز المملكة لمسألة ارتباط اقتصادها بالنفط، وسيتمكن السعوديون من العيش دون هذه المادة التي تجني ثمنها مليارات الدولارات.
وأكد أن وعد آخر أطلقه بن سلمان ولم يطبّق، وهو وصول الإيرادات غير النفطية إلى 160 مليار دولار، وبدلا من ذلك، ارتفع العجز في موازنة المملكة، ورفعت ضريبة القيمة المضافة من 5 إلى 15 بالمئة.
وقال غوس: إنه ورغم عودة سعر برميل النفط إلى نحو 40 دولارا، ستبقى المملكة تعاني من أزمة اقتصادية، لا يمكن تخطيها سوى بتنازلات شخصية من محمد بن سلمان.
ووفقا للكاتب: فإن إيقاف حرب اليمن، وإيقاف مشروع “نيوم” هو الحل الوحيد لإنعاش الاقتصاد السعودي مجددا، وتعطيل انهياره.
واستدرك: المملكة لا يوجد لها فرصة حقيقية بهزيمة الحوثيين، وبالتالي فإن الحرب التي كان مخططا لها أن لا تزيد على عدة أسابيع أو شهور، قد تمتد لسنوات طويلة إضافة إلى عمرها الحالي (6 سنوات).
ونوه إلى أن المملكة لا شك أنها ترغب بإنهاء الحرب سريعا، لكن العائق هو أن ذلك يعني انتصارا كبيرا للحوثيين ومن خلفهم إيران.
وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن نحو تسعة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي السعودي يذهب إلى الجيش، والذي بدوره ينفق جل ميزانيته في حرب اليمن.
وشدد غوس على أنه يجب أن يتحلى بن سلمان بخطوة شجاعة بالانسحاب من اليمن، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة بالانسحاب من فيتنام، وأفغانستان. واستطرد: “حتى لو اعتبر ذلك هزيمة عسكرية وسياسية له، فإن تجرع مرارة الهزيمة سيكون حتما أقل ضررا من مواصلة النزيف في اليمن”.
ونوّه غوس بأن وقف المملكة لحرب اليمن، لا يعني بالضرورة الانسحاب الكلي منها، إذ تبقى الرياض مؤثرة سياسيا في جارتها.
قرار جريء آخر على ولى العهد اتخاذه بحسب – أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي – هو وقف مشروع “نيوم” نظرا لتكلفته الباهظة جدا على ميزانية الدولة، مع عدم الوثوق بعوائده على المواطنين (فرص العمل وغيرها).
وذكر غوس أن أكثر من مليون عامل غادروا المملكة في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يزيد الرقم بسبب الظروف الاقتصادية السيئة، وارتفاع الضرائب.
وقال إنه برغم الركود الاقتصادي الذي سببته مغادرة العمالة الوافدة، إلا أن محمد بن سلمان أمامه فرصة لاستغلال ذلك في خلق فرص عمل لمواطنيه على المدى الطويل.
وأوضح أن قرارا مثل الانسحاب من حرب اليمن، كان ليتم في العهود السابقة إذ كان الملوك يستمعون للأمراء أصحاب الآراء السياسية، إلا أن الأمير الشاب اليوم لا يعير أحدا من أقاربه أي اهتمام.
لذلك، قال غوس إن الفرصة لا تزال متاحة أمام محمد بن سلمان لمراجعة سياساته التي أضرّت به وببلده كثيرا، لا سيما حادثة مقتل الكاتب جمال خاشقجي.
ونصح غوس، الأمير الشاب بإعادة النظر في سياساته تجاه الولايات المتحدة، ورئيسها دونالد ترامب. وقال إنه وبرغم مساعدة ترامب لابن سلمان بإقصاء أبناء عمومته وفي مقدمتهم محمد بن نايف، ومساعدته أيضا في الخروج من أزمة قتل خاشقجي أمام المجتمع الدولي، فإن تلك العلاقة ستضر بالمملكة على المدى البعيد.
ونصح الكاتب الأمريكي بن سلمان الذي شكّل علاقة قوية مع ترامب وصهره جاريد كوشنر، بالتحالف مع الديمقراطيين، مؤكدا أن الديمقراطيين اليوم في مجلس الشيوخ يحاولون تعطيل صفقات بيع الأسلحة إلى الرياض، وينتقدون الحرب في اليمن، وبالتالي على الرياض الابتعاد عن إدارة ترامب لبناء جسور مع إدارة ديمقراطية محتملة نهاية العام الحالي، وذلك في حال فوز جو بايدن بالانتخابات.