فرضت سلطات آل سعود رقابة على الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل “جوزيف ستيغلتز” خلال اجتماع مرتبط بقمة العشرين؛ إثر انتقاده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهم بقتل الصحفي جمال خاشقجي وسجن حقوقيين وحقوقيات بالمملكة.
وأفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، بأن ستيغلتز، انتقد الأميرَ محمد بن سلمان؛ لسماحه لقتلة خاشقجي بالهروب من أي إدانات جنائية واستمرار سجن نشطاء حقوق المرأة.
وقال الفائز بجائزة نوبل أمام قمة (T20..Think 20)، التي استضافتها المملكة، الأحد، إنه “لا يمكننا التوقف سوى لحظة، في التفكير بمقتل صحفي عظيم مثل خاشقجي بلا رحمة، مع أولئك الذين يقفون وراء ارتكاب هذه الجريمة البشعة دون عقاب”.
وأكمل: “لا يسعنا أيضاً إلا أن نفكر في النساء المحتجزات بالسجن لمجرد الرغبة في ممارسة حقوقهن كبشر”.
وتابع الاقتصادي: إذا لم يتصالح هذا الاجتماع مع انتهاكات حقوق الإنسان هذه وتلك الموجودة في دول أخرى حول العالم ، فلا يمكننا أن نأمل في تحقيق مجتمعات شاملة التي نسعى جميعًا من أجلها.
وبعد ذلك وقف الخبير الاقتصادي دقيقة صمت، “إحياء لذكرى جمال خاشقجي وتكريماً لكل هؤلاء النساء المحتجزات في سجون المملكة”.
وحظي ستيغلتز بإشادة عدد من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان؛ لقراره التحدث علانية ضد السعودية، فيما أثنت عليه السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور؛ لـ”مشاركته البنّاءة”.
وبعد خطابه، قامت سلطات المملكة التي كانت تستضيف الاجتماع وتستضيف أيضًا قمة مجموعة العشرين لهذا العام ، بمراقبة البث عبر الإنترنت للمشاركين الذين يتابعون متابعتهم.
وعلقت سارة ليا ويتسن، صديقة خاشقجي والمديرة التنفيذية لمنظمة DAWN التي تأسست على شرفه: “إذا كان جوزيف ستيغليتز سعوديًا ، فسيكون في السجن تمامًا مثل سلمان العودة”.
وأضافت ويتسن “كان على الجبناء الجبناء في السعودية فرض رقابة على هذه الكلمات من تسجيلات T20 G20 لأن MBS يخشى سماع النقد الصادق”.
كما أشادت سامانثا باور ، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، بستيجليتز “لمشاركته البناءة”.
واختتم ولي العهد السعودي قمة “T20..Think 20” المرتبطة بمجموعة العشرين، التي خضع فيها ستيغلتز للرقابة، ودعا أعضاء المجموعة للعمل معاً على إيجاد حلول لمختلف التحديات العالمية.
وكان البرلمان الأوروبي قد دعا في 10 أكتوبر الماضي، إلى خفض مستوى التمثيل في القمة التي ستستضيفها الرياض عبر الفيديو يومي 21 و22 نوفمبر الجاري، فيما طالب برلمانيون أوروبيون قادة بلدانهم ومسؤولي الاتحاد الأوروبي بعدم المشاركة.
ومن المقرر أن تترأس المملكة قمة مجموعة العشرين، التي تواجه دعوات مقاطعة واسعة من منظمات حقوقية ومؤسسات دولية؛ بسبب ملف الرياض في حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية (أكتوبر 2018)، واعتقال الناشطة لُجين الهذلول وآخرين.