السعودية تتحول إلى راعي رسمي لقمع المسلمين الإيغور
كشفت مجلة الإيكونوميست الدولية الشهيرة عن استثمار السعودية في شركة صينية تتجسس على المسلمين الإيغور ما يحولها إلى راعي رسمي للقمع الممارس بحقهم.
وأوردت المجلة أن شركة مملوكة لصندوق الثروة السيادي في السعودية قامت بالتعاون مع شركة SenseTime الصينية، لبناء مختبر للذكاء الاصطناعي، بقيمة 207 مليون دولار.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الشركة متهمة بالتجسس على المسلمين الايغور، وقد وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية على القائمة السوداء.
وبحسب المجلة فإن ولي العهد محمد بن سلمان يستخدم العلاقات بين السعودية والصين كشوكة لإغاظة أمريكا، لكن عليه أن يُدرك؛ بأنه سيواجهه تحدي في الموازنة بين هاتين العلاقتين.
وأبرزت أن محمد بن سلمان يعتقد أن هذه هي لحظته للخروج من ظل أمريكا، لكن عليه أن يُدرك جيداً؛ أن الوضع الآن مشابه لفترة الثمانينيات، ولا يمكن للصين أن تحل محل أمريكا بالكامل في الخليج.
وأشارت إلى أن واشنطن قلقة من تزايد علاقات السعودية مع الصين، خصوصاً في القطاعات الاستراتيجية مثل؛ الاتصالات والأمن والدفاع، ويبدو أن هذه الدول متحمسة لشركة هواوي للاتصالات الخاضعة للعقوبات الأمريكية.
وفي تعميق واضح للعلاقات، وقعت السعودية والصين عددا من الاتفاقيات الاستراتيجية، الخميس، خلال زيارة الرئيس شي جينبينغ للرياض، بما في ذلك اتفاقية مع شركة التكنولوجيا العملاقة هواوي التي أثار توغلها المتزايد في منطقة الخليج مخاوف أمنية أميركية.
وتم الاتفاق على مذكرة تفاهم مع شركة هواوي الصينية للتكنولوجيا في الحوسبة السحابية وبناء مجمعات عالية التقنية في مدن سعودية، على الرغم من مخاوف الولايات المتحدة وحلفاء بدول الخليج بشأن مخاطر أمنية محتملة في استخدام تكنولوجيا الشركة الصينية التي شارك بتأسيس شبكات الجيل الخامس في معظم دول الخليج.
ووقع الملك سلمان بن عبدالعزيز، “اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة” مع الرئيس الصيني الذي لقي ترحيبا حارا في بلد يقيم شراكات عالمية جديدة تمتد إلى أبعد من الغرب.
وتقدم أفراد من الحرس الملكي السعودي على صهوة جياد عربية وهم يحملون الأعلام الصينية والسعودية سيارة تقل شي لدى دخولها القصر الملكي في الرياض.
وأجرى الزعيم الصيني محادثات مع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لعملاق النفط، الذي استقبله بابتسامة عريضة. وبشر شي بتدشين “عهد جديد” من العلاقات مع العالم العربي.
وجاء المشهد متناقضا تناقضا صارخا مع الاستقبال الفاتر الذي قدمته الرياض للرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال يوليو، في وقت توترت فيه العلاقات بين البلدين بسبب سياسة الطاقة التي تنتهجها السعودية وملف قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 وهي أمور ألقت بظلالها على أجواء الزيارة.
وتراقب الولايات المتحدة بقلق تنامي النفوذ الصيني مع تدهور علاقاتها بالرياض. وقالت واشنطن، الأربعاء، إن الزيارة مثال على محاولات الصين بسط نفوذها حول العالم وإن ذلك لن يغير من سياسة الولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط.
وفي مقال افتتاحي نشرته وسائل إعلام سعودية، قال شي إنه يقوم “بزيارة رائدة” من أجل “تدشين عهد جديد لعلاقات الصين مع العالم العربي ومع دول الخليج العربية والسعودية”.
وكتب قائلا إن الصين والدول العربية “ستواصل رفع شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية (وسيواصل الجانبان) دعم بعضهما البعض في حماية السيادة ووحدة الأراضي”.
وذكر تلفزيون الصين المركزي الرسمي أن محمد بن سلمان أكد ذات التوجه وقال إن المملكة تعارض أي تدخل في الشؤون الداخلية للصين باسم حقوق الإنسان.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن شركات صينية وسعودية وقعت 34 اتفاقية للاستثمار في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات وخدمات الحوسبة السحابية والنقل والتشييد وقطاعات أخرى.
ولم تذكر الوكالة مبالغ للصفقات لكنها قالت في وقت سابق إن الدولتين ستوقعان اتفاقيات مبدئية بقيمة 30 مليار دولار إجمالا.
وقالت تانغ تيانبو، المختصة بشؤون الشرق الأوسط في المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، وهي مؤسسة بحثية صينية تابعة للحكومة، إن الزيارة ستتمخض عن توسيع نطاق التعاون في مجال الطاقة.