كشفت وكالة رويترز أن ولي العهد محمد بن سلمان، ألغى رحلة إلى الصين لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022 وذلك للتأكد من أنه يقف إلى جانب والده عندما اتصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالملك سلمان بن عبدالعزيز يوم 9 فبراير، حسبما أفادت ثلاثة مصادر.
في 10 فبراير، ناقش الرئيس الأميركي في مكالمة مع العاهل السعودي التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها الهجمات الحوثية على المملكة وضمان استقرار الطاقة عالميا، وفقا لما أعلنه البيت الأبيض في بيان عبر موقعه.
وأكد “الزعيمان الالتزام بضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية”، فيما شدد الملك سلمان على “أهمية الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوها بدور اتفاق أوبك التاريخي في ذلك، وأهمية المحافظة عليه”.
وكانت العلاقات تقليديا بين الرياض وواشنطن اهتزت عندما نشرت الولايات المتحدة تقريرا استخباراتيا خلص إلى أن محمد بن سلمان “أجاز” عملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.
ويرفض بايدن التحدث مباشرة إلى محمد بن سلمان، قائلا إن الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاما هو نظيره – على الرغم من أن الأمير الشاب يدير المملكة بشكل فعال ولديه علاقة وثيقة مع الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وردا على طلب للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “في حين أن قضايا الطاقة والأمن هي اعتبارات سياسية مهمة لكلا البلدين، فإننا لن نناقش تفاصيل مشاركاتنا الدبلوماسية الخاصة”.
ويتطلع محمد بن سلمان، إلى قوة بلاده النفطية لتحقيق أهدافه المتمثلة في اعتراف يقدمه الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأنه الحاكم الحقيقي للمملكة ويده أقوى في حرب اليمن المكلفة، وفقا لمصادر مطلعة على تفكير الرياض.
وقالت المصادر لوكالة رويترز إن هذا أحد أسباب مقاومة محمد بن سلمان للضغط الأميركي لضخ مزيد من الخام بهدف خفض سعر النفط الذي ارتفع منذ أن غزت روسيا أوكرانيا، إلى جانب الإبقاء على اتفاق الرياض النفطي مع موسكو.
وقال أحد المصادر المطلعة على تفكير الحكومة السعودية لرويترز إن “السعوديين لديهم مطالب أيضا قبل تلبية أي من الطلبات الأميركية: ملف اليمن والاعتراف بولي العهد كحاكم فعلي على رأس هذه المطالب”.
وقال مصدر ثان مطلع على التفكير السعودي للوكالة ذاتها إن “ورقة محمد بن سلمان الوحيدة هي السياسة النفطية للضغط على الأميركيين لمنحه ما يريد، وهو الاعتراف والأسلحة لليمن”.
وترغب واشنطن أن يقوم تحالف المنتجين للنفط المعروف باسم “أوبك بلاس”، بزيادة الإنتاج بشكل أسرع مما كان يفعل منذ أغسطس للحفاظ على أسعار النفط المرتفعة بالفعل ووصلت لمستويات قياسية منذ سنوات عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومنذ دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي وفرض الغرب عقوبات صارمة على موسكو، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2012 بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات.
ولا تزال الرياض ودول الخليج الأخرى تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية حتى مع تحركها لتنويع شركاء الدفاع بسبب تصور أن التزام الولايات المتحدة آخذ في التضاؤل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لرويترز إن “الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الدفاعات السعودية”، مردفا: “لدينا حوار قوي حول مساعدة المملكة العربية السعودية على تحسين قدرتها على الدفاع عن أراضيها ضد التهديدات الأمنية من اليمن وأماكن أخرى في المنطقة”.