اتهامات جديدة في السودان لآل سعود في التآمر ضد الثورة
يضطلع نظام آل سعود بدور مشين في تعزيز ودفع الثورات المضادة للربيع العربي في عدد من البلدان العربية من بينها السودان خدمة لمؤامراته.
وقد اتهم الحزب الشيوعي السوداني نظام آل سعود بالتآمر لإجهاض ثورة السودان بمحاولة منها لتثبيت الحكومات الاستبدادية التي يقودها عسكريون أقوياء في المنطقة.
وطالب الحزب السوداني حكومة بلاده الانتقالية بضرورة سحب قوات الجيش السوداني المشاركة في التحالف الذي تقوده سلطات آل سعود باليمن.
وجاء ذلك على لسان السكرتير العام للحزب الشيوعي (أحد مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير التي تشارك في السلطة مع المجلس العسكري)، محمد مختار الخطيب، في ندوة سياسية، أمس الجمعة، بمدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم.
وقال الخطيب: “نطالب الحكومة الانتقالية بإنهاء كل الاتفاقيات التي أبرمتها حكومة غير شرعية مع جهات أجنبية، وندعو لسحب القواعد العسكرية والأجهزة الاستخباراتية، والانسحاب الفوري من المحور الإسلامي العربي الرجعي وسحب قواتنا من اليمن”.
وأردف: “يرفض حزبنا التدخل في شؤون الدول الأخرى، ويرفض وجود قواتنا في الأفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا) تحت إمرة وزارة الدفاع الأمريكية لخدمة مصالحها، ونرفض تعريض أمن بلادنا وسلامة شعبنا لنيران الدول الكبرى”.
كما أعلن “رفض الحزب الشيوعي تماماً أن تتكرر مرة أخرى تجربة قصف مصنع اليرموك في الخرطوم بالصواريخ”.
وانتقد سكرتير الحزب الشيوعي بشكل لاذع موقف الرياض من الثورة السودانية قائلاً: إنّ “شعارات ديسمبر أرعبت دولاً، لذلك اتجهت للتآمر على الانتفاضة لأنها أرعبتهم بإمكانية انتقال عدوى الثورة السودانية إلى شعوبهم فيفقدون السيطرة عليها”.
وأضاف: “لذلك يحاولون أن يحركوا الانتفاضة من مسار التغيير الجذري للهبوط الناعم للنظام السابق، وتدخلت الإمارات والسعودية مبكراً في أول أيام الانتفاضة، وهما أساساً حلفاء وأصدقاء للنظام البائد (عمر البشير)”.
وكشف الخطيب عن “قيام الرياض بإجراء مجموعة من الاتصالات مع كيانات سياسية وقيادات بارزة في قوى المعارضة غير متحمسة للتغيير الجذري في السودان (لم يذكرها)، وسعوا لتغيير مسار الانتفاضة”.
ولفت إلى أنهم رصدوا “دعوات لولائم في بيوت رجال أعمال سودانيين وأعضاء من قوى إعلان الحرية والتغيير، وأعضاء مع المجلس العسكري –قبل حله- تتجاوز الشأن الاجتماعي إلى التسوية السياسية”.
وأوضح أيضاً: “اتخذت الرياض من أول يوم للانتفاضة اتصالات مشبوهة مع عدد من قيادات المعارضة”.
وفي 2 يوليو الماضي، قال الفريق ركن ياسر العطا، نائب رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، إن قيادات بالمجلس اجتمعوا بقيادات قوى “الحرية والتغيير” المعارضة، قبل مليونيه 30 يونيو، وبمشاركة سفراء 4 دول.
ونوه بأن الاجتماع جاء بوساطة من رجال أعمال سودانيين وجرى بمنزل أحدهم (لم يسمّه) في الخرطوم، بحضور سفراء السعودية، والإمارات، وبريطانيا، والولايات المتحدة.
ومنذ 21 أغسطس 2019، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري، وقوى “إعلان الحرية والتغيير”، قائدة الحراك الشعبي.
ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية اضطرابات يشهدها بلدهم، منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، الرئيس عمر البشير من الرئاسة (1989 – 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.