تنهمك مجموعة من النساء السعوديات في العمل داخل مصنع لتعبئة التمور في مدينة الأحساء السعودية سعيا منهن لكسب المال في ظل ظروف اقتصادية متدهورة.
ويقتصر العمل في داخل المصنع على النساء فقط، فهن من يدرن المشهد بالكامل من الألف إلى الياء، وصولاً إلى خروج المنتج في صورته النهائية التي يصل بها إلى المستهلك.
فالمصنع تعمل به 100 امرأة سعودية يتولين فيه كل الأعمال من الإدارة والحسابات ومراقبة الجودة والتعبئة وحتى الصحة والتغذية.
وتقود امرأة سعودية، هي عقيلة علي، رافعة داخل المصنع تتولى نقل صناديق التمر من مكان لآخر وحتى المرحلة النهائية للمنتج.
وقالت عقيلة علي، سائقة الرافعة في مقابلة «أنا أول (قبل ذلك) ما كنت متوقعة إني أنا أنجح في هذه المهمة، وأني أقدر أسوق الفوركليفت (الرافعة) وأتمكن منه، لكن الحمد لله لاقيت دعم من صاحب المصنع وشجعني، تدربت ودخلت في المجال وأتقنته».
وأضافت «في البداية كانت هناك صعوبات لأن سياقة شاحنات النقل الثقيل كانت للرجال فقط. كانت مقتصرة على الرجال، لما دخلنا المجال قالوا لنا حُرمة (امرأة) كيف تقدر تسوق وكيف تتمكن من هذا الشي، لكن أنا مبسوطة أني أثبتت أن النساء تقدر تدخل مجالات جديدة وتنجح».
وينتج مصنع ابن زيد التمور ويبيعها في منطقة الأحساء في البلاد.
وأراضي الإحساء عامرة بنحو مليوني نخلة تنتج ما يزيد على 100 ألف طن من التمر سنوياً، حسب تقديرات محلية.
وكان المصنع يُدار فيما مضى بعمالة وافدة لكن صاحبه قرر استبدالها بعمالة سعودية تمشياً مع التوجه الجديد للسلطات بدمج السعوديات في سوق العمل.
وتدريجياً استبدل صاحب المصنع العمالة الوافدة بسعوديات ليصبح المصنع مداراً بشكل كامل من جانب نساء سعوديات منذ ما يزيد على عام كامل.
وقال عبدالحميد بن زيد، صاحب المصنع «أول مصنع نسائي للتمور في المملكة العربية السعودية والوطن العربي بالكامل من إداريات ومحاسبات وعاملات إنتاج وموظفة الجودة، إخصائية الجودة والتغذية، وحتى قيادة بعض الآلات داخل المصنع».
وكان العاهل السعودي الملك سلمان قد أمر في 2017 بالسماح للنساء بقيادة السيارات منهياً تقليداً محافظاً يراه النشطاء الحقوقيون من مظاهر قمع المملكة للنساء.
وقالت نبتة السبيعي، من إدارة المصنع «نحن كمجموعة نساء أُتيحت لنا الفرصة في العمل في إدارة هذا المصنع وأثبتنا للعالم بأننا ناجحين، والمرأة السعودية بإمكانها العمل سواء في مجال مصنع التمور أو في أي مجال آخر».
وشهدت السنوات الأخيرة تراجعا في مستوى الدخل بين المواطنين السعوديين، وارتفاع نسبة البطالة جراء سياسات ولى العهد محمد بن سلمان.
وقبل أيام، أثار مقطع فيديو ومجموعة من الصور تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنات سعوديات يقمن بأعمال نظافة في إحدى المحلات التجارية، حالة جدل واسعة بين المغردين والنشطاء، الذين أطلقوا بدورهم حملة طالبوا فيها بمحاسبة من تسبب في “إهانة” المرأة السعودية بهذا الشكل.
ودشن نشطاء وسماً بعنوان “#شركه_تهين_الموظفات_السعوديات”، تصدر قائمة الأكثر تداولا في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالسعودية.
ويظهر من مقطع الفيديو والصور المتداولة، عاملات نظافة أثناء قيامهن بالتنظيف داخل أحد محلات الشركة، بينما قام موظف آخر بتصويرهن وإرسال الصور والفيديو إلى مجموعة خاصة بالعمل عبر تطبيق “واتساب”.
وطالب النشطاء عبر وسم “#شركه_تهين_الموظفات_السعوديات” السلطات المعنية في السعودية بالتدخل العاجل. معتبرين تداول تلك الصور إهانة للمرأة السعودية أثناء تأدية عملها مهما كان نوعه.
كما ظهرت فتاة سعودية تعمل في إحدى صالونات الحلاقة بمحافظة الطائف، كأول فتاة تعمل في مهنة الحلاقة في المحافظة ضمن انعكاسات الأزمة الاقتصادية في المملكة.
ووثق مقطع فيديو فتاة تدعى “وفاء” وهي تقوم بتصفيف شعر طفل داخل صالون حلاقة، مؤكدة أنها مواطنة من محافظة الطائف.
ووجهت الفتاة نصيحة للشبان والشابات بالاعتماد على أنفسهم والعمل في أي مهنة سواء كان براتب كبير أو قليل، مضيفة أن العمل سيُكسبهم الخبرة ويفتح لهم مجالات عمل أخرى في المستقبل.
ومنذ قدوم ولى العهد محمد بن سلمان، تفاقمت أزمة البطالة بين الخريجين السعوديين، فيما شهدت البلاد انفتاحا غير أخلاقيا.