فضائح السعودية

قرصنة بن سلمان هاتف مؤسس “أمازون” تتصدر الإعلام الغربي

تصدرت فضيحة قرصنة ولي العهد محمد بن سلمان هاتف مؤسس “أمازون”، جيف بيزوس وسائل الإعلام الغربية اعتداءٌ على أمن مواطن أميركي، وأغنى رجل في العالم، ورئيس شركة تعادل دولة.

وأبرزت وسائل إعلام غربية أن الفضيحة الجديدة لمحمد بن سلمان التي يتوقع أن يكون لها تداعيات مستقبلية كبيرة لا تقل عن فضيحة قتل جمال الصحفي خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018، ومرتبطة بها، ولن تمر في القضاء الأميركي.

إذ تتسبب القرصنة في أضرار تهدّد الاقتصاد الأميركي الذي تشكّل الشركات الرقمية أثمن أصوله (أمازون، غوغل، فيسبوك، آبل ماكنتوش، مايكروسوفت..)، فإذا كان متصدّر عرش هذه الشركات مهدّد في أمنه الإلكتروني، فما حال المواطن الأميركي؟.

والفضيحة الحاصلة سبقتها فضيحةٌ رقميةٌ مع شركة تويتر، ارتبطت بمدير المكتب الخاص لولي العهد، عندما قرصن حساب مستخدم إثيوبي، اسمه سلمان، فعرّف نفسه بـ “كنغ سلمان”، وتم تجنيد موظفين داخل “تويتر” للقرصنة والتجسّس على الحسابات.

معطوفًا على ذلك قضية جمال خاشقجي، وهي، في أحد تجلياتها، قرصنة لهاتفه وحساباته. فضلًا عن قرصنة حساب وكالة الأنباء القطرية، الحادثة التي كانت شرارة أزمة الخليج. وبحسب “فايننشال تايمز” القرصنة حصلت في شهر 5/2018، أي قبل اغتيال جمال خاشقجي، وهو ما يعني الغدر بـ “صديق” من دون سبب.

جيف بيزوس قطع التواصل بعد قضية خاشقجي، لكنه أعاد التواصل بعد الحملة عليه من السعودية في فبراير/شباط العام الماضي (2019) رد على جيف: “كل ما تسمعه أو تخبره أنه غير صحيح، وسيستغرق الأمر وقتًا أن تخبر [كذا] أنك تعرف الحقيقة، لا يوجد شيء ضدك أو ضد “أمازون” أو من المملكة “.

تحقيق “الغارديان” والفايننشال تايمز” عن فضيحة بن سلمان الجديدة أصبحت شاغل الإعلام العالمي، وهو يكشف مستوى الحكم في المملكة، وهذا سيفتح باب مساءلة جديدا في أميركا، فهذه ليست جريمة شخصية، صديقان مختصمان، إنها دولة تعتدي على شركة بوزن دولةٍ من مفاخر ما تملكه الدولة التي تحمي السعودية.

ليست هذه الفضيحة شخصية، إنها مخجلة للمملكة التي تحولت في عهد بن سلمان إلى عبء من خلال تخريب حضارة العالم، الثورة الصناعية الرابعة التي تغير حياة البشرية، اعتمادًا على التحوّل الرقمي، مساهمة أغنى بلد عربي فيها هي القرصنة.

لن يتعرّض محمد بن سلمان للمحاكمة، فهو رئيس دولةٍ محصّن، لكن الضرر الذي لا يُمحى هو تشويه صورة المملكة إرهابٌ وقرصنةٌ وموبقاتٌ لا تليق بأفراد فضلا عن دول.

فقد شكلت الثورة الرقمية فضاءً من الحرية والتواصل بين البشر، طغاة العرب تمكّنوا من تحويلها إلى ما بات يُعرف بـ “الاستبداد الرقمي”، الذي صار أداة عدوانية للتشويه والاغتيال المعنوي والهيمنة.

وقد قال خبيران في الأمم المتحدة إن لديهما معلومات تشير إلى “احتمال ضلوع” بن سلمان في اختراق هاتف جيف بيزوس.

وأوضح كل من أنييس كالامار، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، وديفيد كاي مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية التعبير، في بيان مشترك، أن تلك المزاعم “تتطلب تحقيقا فوريا من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية”، بحسب “رويترز”.

وأفاد تقرير الخبيرين الأمميين بأن “تطبيق تجسس إسرائيلياً ربما استخدم لاختراق هاتف بيزوس”. وقالت كالامار إن اختراق هاتف بيزوس “يستدعي تحقيقا حول استهداف بن سلمان لخصومه”.
وكشف مصدر مطلع أن خبراء في أمن الإنترنت استعان بهم بيزوس، أثرى رجل في العالم، خلصوا إلى أن هاتفه ربما اخترق بسبب ملف فيديو أرسل من حساب على واتساب يعتقد أنه يعود لبن سلمان في 2018.

وأضاف المصدر نقلا عن الخبراء أن الجهاز بدأ يسرّب كمّا كبيرا من المعلومات بعدها بنحو شهر.

بدوره، قال كبير المستشارين الأمنيين لبيزوس، العام الماضي، إن السعودية اخترقت هاتف الملياردير وحصلت منه على معلومات خاصة، منها رسائل نصية بينه وبين لورين سانشيز، وهي مذيعة تلفزيون سابقة ذكرت صحيفة “ناشونال إنكوايرر” أنه كان على علاقة بها.

ومن المتوقع أن يؤدي تقرير الخبيرين الأمميين إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين بيزوس والمملكة، والتي ساءت منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يكتب مقالات لصحيفة “واشنطن بوست” التي يملكها بيزوس. كما يمكن أن يتسبب في مزيد من تشويه سمعة المملكة لدى القوى والمستثمرين الأجانب.

ويعتقد أن الهجوم الإلكتروني على هاتف بيزوس حدث قبل شهور من مقتل خاشقجي في 2018.

وكانت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية قد كشفت أن هاتف بيزوس تعرض للاختراق من بن سلمان.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، بدأ كل شيء في 1 أيار/ مايو من عام 2018 حيث تلقى بيزوس رسالة على هاتفه عبر تطبيق “واتس آب” من الرقم الخاص لولي العهد السعودي. الرسالة، التي اتضح أنها كانت تحتوي على ملف خبيث.

وقالت “ذا غارديان” إن كميات كبيرة من البيانات تم استخراجها من هاتف بيزوس بغضون ساعات، بحسب شخص مطلع على الموضوع، دون تحديد ماهية هذه البيانات.

ولاحقا أكدت الغارديان أن من الأسئلة المطروحة حالياً لدى المراقبين: هل يكون حد غباء ابن سلمان قد وصل به إلى درجة قيامه باختراق هواتف شخصيات أميركية وبريطانية مهمة أخرى تراسل معها عبر الواتساب، متجاهلاً على الأقل دعم واشنطن ولندن له خلال هذه السنوات.

وأكدت الصحيفة أنه بعد هذا التصرف الأحمق الذي قام به محمد بن سلمان باختراق هاتف “بيزوس” يتوجب على كبار المسؤولين الأميركيين والبريطانيين أن يدركوا أن الوقت قد حان لوقف التعامل تماماً مع هذه الشخصية المتهورة والخطيرة لسنوات قادمة، إن لم يكن لعدة عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى