محامو بن نايف يطالبون “يوتيوب” بحذف فيديو مزعوم يعرض حياته للخطر
طلب محامون يمثلون ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف، من “يوتيوب” حذف فيديو يزعم أن الأخير تآمر من أجل الإطاحة بالنظام في بلاده.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن الأمير المعتقل حاليا ضحية حملة منسقة ومستمرة من داخل المملكة على منصات التواصل الاجتماعي مما يعرض حياته الشخصية للخطر.
وكتب محامون يمثلونه إلى “يوتيوب” يطلبون منها حذف فيديو يزعم أن “بن نايف” كان يتآمر للإطاحة بنظام ابن عمه ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، مما يفتح الباب أمام تعرضه للخطر والأذى الشخصي.
وكشفت الصحيفة عن زيادة نسبية في التغريدات قبل الانتخابات الأمريكية، التي تصور “بن نايف”، أنه جزء من “الدولة العميقة” للديمقراطيين الذين يخططون لزعزعة استقرار المملكة وقادها أنصار “بن سلمان”.
وتقول الصحيفة إن التطورين يؤكدان الحالة الخطيرة التي يعيشها الأمير البالغ من العمر 60 عاما، والذي كان قريبا من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ونائبه السابق جو بايدن، الذي انتخب مؤخرا رئيسا للولايات المتحدة.
والأمير محمد بن نايف معتقل تحت الإقامة الجبرية منذ مارس/آذار الماضي.
وفي تقرير تعده لجنة مشتركة في مجلس العموم يتوقع نشره قبل احتفالات الكريسماس، يمكن أن يطالب إدارة الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن للضغط باتجاه الإفراج عن بن نايف.
وفي رسالة إلى “يوتيوب”، أشار المحامون إلى أن المزاعم في الفيديو، أن بن نايف قريب من بايدن غير صحيحة، وكذا المؤامرة التي زعم أنه جزء منها للإطاحة بـ”بن سلمان”.
وأشاروا مخاطبين إدارة يوتيوب إلى أن “الحقيقة هي أن موكلنا محتجز ضد رغبته منذ مارس/آذار، ولا يحصل موكلنا إلا على فرصة محددة للتواصل مع عائلته، ومنع من رؤية طبيبه الخاص الذي يعالجه منذ سنين”.
وأضاف المحامون: “هذه الاتصالات التي يتمتع بها موكلنا مراقبة بلا شك.. وهو وعائلته قلقون على سلامتهم وأمر معروف أن حياة موكلنا وحياة عائلته في خطر”.
وتصف الرسالة الفيديو، وما ورد فيه من حديث حول دوره في “المؤامرة” ضد الدولة السعودية، بأنها غير صحيحة، وقالت إنه لم يكن هناك أي شك حول ولائه لولي العهد، ولا يزال يدعم المؤسسة الملكية.
وكانت حملة “تويتر” في داخل السعودية تزعم أن الأمير المعتقل يشكل جزءا من مؤامرة اكتشفها ولي العهد بن سلمان.
وبدأت التغريدات بعد مكالمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية، وحملة نشر رسائل قديمة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والتي قصد من نشرها في السعودية إظهار أن إدارة “أوباما” كانت تعمل لتقويض حكم العائلة السعودية الحاكمة.
لكن دراسة أظهرت أن 40% من التغريدات نبعت من طرف مستقل يظهر سلوكا روبوتيا مستقلا.
وتحاول هذه الروبوتات دفع رواية زائفة وعمل ترندات وإقناع وسائل الإعلام بنشر أخبار عن هذه القصة المفبركة.
وجاءت التغريدات ضمن وسوم إيميلات “هيلاري”، وحاولت الزعم بأن هناك جهودا لإنشاء “دولة عميقة” في السعودية، وأن بن نايف كان متواطئا مع مدير المخابرات الأمريكية في حينه “جون برينان” و”كلينتون”.
وتزعم السعودية أن ولي العهد الحالي اكتشف المؤامرة للإطاحة بوالده الملك، والتي كانت وراء سقوط بن نايف.
وأصبحت المزاعم منتشرة لدرجة أنها ولدت 170 ألف تغريدة داخل السعودية.
وجاءت الحملة بعد محاولات ترامب تقليل الفجوة بينه وبين “بايدن” في استطلاعات الرأي، مما قاد لنشر رسائل “كلينتون” الإلكترونية.
ولم تقدم السعودية أي سبب حول اعتقال بن نايف، لكن بالنظر إلى قائمة الاتهام فإنها تضم التآمر والفساد والإدمان على المخدرات والتواطؤ مع “أوباما”.
ويقول أنصاره إن وزير الداخلية السابق، عرض حياته للخطر من أجل حماية بلده من تنظيم القاعدة التي تم القضاء عليه من خلال التعاون القوي مع مديري “سي آي إيه”، مما أنقذ العلاقات الأمريكية- السعودية في مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وأمر بن سلمان باعتقال ابن عمه الأمير محمد بن نايف وعمه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وابن عمه الأمير نايف بن أحمد، عندما كانوا في رحلة صيد في مارس/آذار الماضي، قبل أن يفرج عن الأخير يوليو/تموز الماضي، وفقا لمحاميه.
ويعتبر الأميران أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، اللذان كانا في الماضي مرشحين لتولي العرش، منافسين لـ”بن سلمان”، الحاكم الفعلي للمملكة، الذي أدى صعوده السريع إلى السلطة إلى زعزعة عملية الخلافة التقليدية في السعودية.
ويعتقد المراقبون أن بن سلمان يريد استباق أي أمر مفاجئ في طريق خلافة والده، وهذه مسألة حساسة تتعلق في جانبها الأول بصحة والده الملك سلمان، والذي لم يعد يظهر على الملأ إلا بشكل متقطع وقليل ولوقت قصير جدا.