وهم رؤية محمد بن سلمان 2030 يتكشف قبل 6 سنوات من موعد تحقيقها
يوما بعد آخر يتوالى تكشف وهم رؤية محمد بن سلمان 2030 قبل ست سنوات من موعد تحقيقها بحسب ما وعد ولي العهد وروج لها كثيرا عبر أذرعه الإعلامية.
وطالما حذرت أوساط المعارضة السعودية من انعدام الشفافية حول رؤية 2030 التي أطلقها محمد بن سلمان، في أبريل/نيسان 2016، وما حملته من مشاريع ضخمة مستحيلة التنفيذ على أرض الواقع تستنزف ثروات السعوديين.
وأشارت صحيفة “صوت الناس” المعارضة إلى أن إطلاق رؤية محمد بن سلمان تبعه إعلان تهجير قسري لعائلات وقتل عدد من أفرادهم وحملات اعتقال واسعة ومعاداة لفئة عريضة من الشعب.
ومع توالي السنوات، أثبتت التقارير صواب التحذيرات وأكدت أن ما ارتاب منه الحزب وأعضائه والمعارضة السعودية والخبراء الاقتصاديون.
وقد حذر هؤلاء من خطورة الرؤية بات واقعاً تعيشه المملكة، فقد كشفت تقارير لوكالة بلومبيرغ الأميركية عن مؤشرات لفشل رؤية بن سلمان، وتعثر مساعيه للاستثمار الأجنبي بمليارات الدولارات.
وأكدت الوكالة أن الحكومة السعودية تعيد التفكير في أولويات خطة بن سلمان لتحقيق 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي بحلول 2030، بعدما تبين أن الهدف بعيد المنال، مؤكدة أن المستثمرين الأجانب لا يزالون حذرين تجاه المملكة، ما دفع الحكومة السعودية لتحمل العبء الأكبر من الإنفاق على المشاريع العملاقة في البلاد.
وأوضحت أن من هذه المشاريع تجميع أول سيارة كهربائية بالمملكة، حيث اجتمعت نخبة من رجال الأعمال والسياسيين في البلاد العام الماضي لحضور إطلاق سيارة “لوسيد” في خطوة سعت من خلالها الرياض إلى إظهار أن مملكة قائمة على إيرادات النفط يمكنها أن تجذب رأس المال الأجنبي لتصبح مركزا عالمياً لصناعات المستقبل.
وأكدت الوكالة أن شركة لوسيد التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها تستنزف الأموال السعودية بشكل متزايد للصمود في سوق العمل، حيث حصلت مؤخراً على دفعة نقدية بقيمة 1 مليار دولار من المملكة، بالإضافة إلى 5.4 مليار دولار ضخها صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالفعل.
وأضافت أن حاجة لوسيد إلى المال السعودي هي علامة على أن محاولة البلاد المتسرعة لإعادة الابتكار يتم دفع ثمنها من مال الرياض الخاص، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على ثرواتها النفطية لإغراء الشركات.
وفي 5 أبريل/نيسان 2024، نشرت الوكالة ذاتها تقريراً أفادت فيه بأن مشروع نيوم الطموح في المملكة العربية السعودية -الذي تم تصوره في الأصل على أنه مسعى تحويلي ضمن رؤية 2030- يخضع لعملية إعادة تقييم كبيرة، وخلصت إلى أن المشروع تعرض لتطورات مؤخرا تشير إلى تراجع كبير في الطموحات.
وقالت بلومبيرغ، إن مشروع نيوم الذي تم الإعلان عنه في البداية ليكون مدينة مستقبلية تستعد لاستيعاب 1.5 مليون ساكن بحلول 2030، تشير التوقعات إلى أن أقل من 300 ألف فرد قد يسكنون المدينة المتوقعة في الإطار الزمني نفسه.
وأوضحت أن مشروع ذا لاين الذي يقع في قلب مدينة نيوم الذي يهدف إلى أن يمتد لمسافة 170 كيلومترًا على طول ساحل البحر الأحمر، تشير التوقعات إلى أنه سيتم الانتهاء من جزء فقط -2.4 كيلومتر فقط- بحلول 2030.
وعلق الأمين العام لحزب التجمع الدكتور عبدالله العودة، بالقول “يبدو أن المشاريع الفاشوشية بدأت تتعثر قبل 6 سنوات من 2030، كل هذا في النهاية سيكون ضريبته على ظهر المواطن المسكين”.
وأشار العودة إلى أنه “ليس هناك أي آلية للرقابة الشعبية أو مجلس منتخب يشرف على توزيع المال.. أو مؤسسات مجتمع مدني تراقب.. أو صحافة حرة وشفافة تحقق وتدقق”، ووصف ذلك بأنه “طغيان سياسي + فشل اقتصادي”.
كما علق على تقرير الوكالة الأميركية حول تعثر الاستثمارات الأجنبية المباشرة داخل السعودية في الوصول لهدفها (الذي كانت تقول الرؤية بأنه سيكون 100 مليار في السنة بحلول 2030)، موضحا أن “الحكومة ستضطر أن تدفع بنفسها أو تتدين لتمويل الكثير من مشاريع الرؤية أو كما يصرّح وزير المالية (تأجيل بعض المشاريع)”.