ملايين السعودية في خدمة تبييض سمعة محمد بن سلمان في الولايات المتحدة
كشف تحقيق لموقع “ذي إنترسبت” الأمريكي عن إنفاق ولي العهد محمد بن سلمان عشرات ملايين الدولارات من أجل تبييض سمعته الملوثة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر الموقع أن إنفاق محمد بن سلمان شمل شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط ومراكز البحث ونجوم الرياضة والفن في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحسين صورته والتغطية على جرائمه.
وفصل تقرير أعده بن فريمان، ونشره موقع “ذي إنترسيبت”، الجهود التي قامت بها السعودية لتحسين مجال تأثيرها في الولايات المتحدة.
وقال إنه لم يكن مفاجئا فشل الرئيس جو بايدن في جهوده لعزل المملكة أو تحويلها إلى بلد “منبوذ”. وعادت السعودية للتأثير ومن هوليوود إلى المجال الأكاديمي.
وبدأ الكاتب بآخر فصل من جهود التأثير السعودي وهو بطولة ليف غولف المنافسة لدروي بي جي إي، التي أنفقت فيها السعودية أموالا باهظة جعلت من فيل ميكلسون وجه المباراة حيث لعب في كل مباراة من مباريات ليف هذا الصيف، وعانى من التعليقات الساخرة،.
وعبر الغولف، أسهم السعوديون بجعل ميكلسون أعلى رياضي أجرا في العالم وبعائد يقدر بحوالي 138 مليون دولار في الـ 12 شهرا الماضية، وفي تلك الفترة لم يفز ولا بمباراة غولف واحدة.
ومثل بايدن وميكلسون، باتت المنظمات التي نبذت السعوديين ترحب بهم وبأيد مفتوحة. وعندما علقت جماعات اللوبي وشركات العلاقات العامة علاقاتها مع السعودية في أعقاب مقتل خاشقجي، زادت السعودية من تعاملها مع الشركات التي بقيت تتلقى منها المال.
وتلقت شركة العلاقات العامة كيواروفيس كومنيكيشن، أطول شركات العلاقات العامة خدمة للمملكة، وفي الأسابيع الستة التي أعقبت قتل خاشقجي، 18 مليون دولار، وذلك حسب البيانات المقدمة بموجب قانون تسجيل العملاء الأجانب (فارا).
وكانت كوأورفيس هي نفس الشركة التي ساعدت السعودية على إحياء سمعتها، بعدما كشف عن مشاركة 15 سعوديا ضمن 19 مهاجما في عمليات 9/11. وتلقت كيوأورفيس 14 مليون دولار من أجل توفير خدمات تواصل لزيادة الوعي بـ “التزام المملكة بالحرب على الإرهاب والسلام في الشرق الأوسط”، حسب ملفات الشركة بموجب قانون فارا.
ومنذ ذلك الوقت، وجد معهد كوينسي، الذي يحلل شؤون الحكم المسؤول، أن كيوأورفيس تلقت أكثر من 100 مليون دولار، وبنفقات كبيرة في أثناء أو بعد هذه اللحظات الخطيرة في العلاقات الأمريكية- السعودية.
وشملت دفعة كبيرة تلقتها كيوأورفيس عام 2003 بقيمة 11 مليون دولار، وفي الوقت الذي شنت فيه أمريكا غزوا للعراق.
وفي 2015، وهو العام الذي بدأت فيه السعودية حربها في اليمن، حصلت كيوأورفيس على 10 ملايين دولار من السفارة السعودية في واشنطن.
ومثل معهد الشرق الأوسط، تظهر ملفات مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية المقدمة بناء على قانون فارا أن شركة أرامكو قدمت مئات الآلاف من الدولارات للمنظمة منذ مقتل خاشقجي.
وتلقت المؤسسات الأكاديمية أكثر من 2.6 مليار دولار، حسب سجلات وزارة التعليم، والتي اهتزت نتيجة الشجب العام لمقتل خاشقجي.
ولعل المبلغ الذي أنفقته السعودية لتحسين صورتها 1.5 مليار دولار يبرز في سلسلة ليف غولف. وفي الوقت الذي يعبر فيه أصحاب شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط عن استعداد لتجاهل حقوق الإنسان في السعودية فإن نقاد النظام يواجهون معركة مستمرة للحفاظ على حياتهم.
وفي الوقت الذي تقدم فيه السعودية سفيرتها كمثال على حماية والدفاع عن حقوق المرأة فإن النساء الناشطات يواجهن القمع والملاحقة، وآخرهن طالبة جامعة ليدز سلمى الشهاب.
ولم يقدم بايدن هدية لولي العهد عندما زار السعودية لأن الزيارة لم تكن ممكنة بدون عمل شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط ومراكز البحث والكليات ونجوم الرياضة والفن والموسيقى، الذين أخذوا مال السعودية وساهموا في تحسين صورتها والتغطية على أخطائها.