لهذا السبب يسرع نظام آل سعود محاكمة معارضين له
قال تقرير فرنسي إن نظام آل سعود يسرع محاكمة معارضين له خوفا من أن تصبح ملفاتهم “أدوات مساومة” مع تسلم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مهامه.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن نظام آل سعود سرع محاكمات من يصفهم بالمنشقين، بمن فيهم طبيب سعودي أمريكي بارز.
“خشية أن يتحول هؤلاء إلى أدوات مساومة في مواجهة مبكرة محتملة مع إدارة بايدن القادمة”.
مخاوف من بايدن
تعهد بايدن الذي سيتولى السلطة رسميا بعد أسبوعين بإعادة تقييم الروابط مع السعودية على خلفية سجلّها في مجال حقوق الانسان.
وكانت إدارة دونالد ترامب تغض النظر إلى حدّ بعيد عن كل ما تعتبره المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان انتهاكات في المملكة.
ومن المحتمل أن تضع المحاكمات، بعد حملة قمع منذ سنوات ضد المعارضين، ولي العهد محمد بن سلمان في مسار تصادمي مع بايدن.
وتعهد بايدن أيضًا بتعليق مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة بسبب حربها المستمرة منذ خمس سنوات في اليمن المجاور.
محاكمات متتالية
مؤخرا صدر حكم على الناشطة لجين الهذلول بالسجن لقرابة ست سنوات، مع وقف تنفيذ يجعل إطلاق سراحها بعد شهرين احتمالا واردا.
فيما يواجه الطبيب وليد فتيحي خريج جامعة هارفرد، احتمال إعادة سجنه بعد فترة طويلة من التوقيف قبل المحاكمة.
وصدر الشهر الماضي حكم بحق فتيحي، وهو مؤسس مستشفى بارز في مدينة جدة بالسجن لمدة ستة أعوام.
ولا يزال فتيحي (56 عاما) طليقا في انتظار نتيجة استئناف تقدم به للمحكمة هذا الأسبوع.
وأُطلق سراح فتيحي الذي يتابعه على تويتر نحو مليوني حساب، عام 2019.
بعد ما يقارب عامين من الاحتجاز، أولاً في فندق ريتز كارلتون بالرياض في إطار ما عرف بحملة مكافحة الفساد.
ولاحقًا تم احتجازه في سجن الحائر قرب الرياض.
تعذيب ممنهج
وقال نشطاء ومقربون من عائلة فتيحي إنه تعرض للتعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء.
وقال مشرعون أمريكيون إن اعتقاله ذو دوافع سياسية.
وتم إدانته بتهم بينها حصوله على الجنسية الأمريكية دون إذن رسمي والتغريد لدعم انتفاضات الربيع العربي 2011.
وقال مصدر مقرب من عائلته إن السعودية قد تستخدم مثل هذه القضايا “كأداة تفاوضية” لتلطيف موقف بايدن.
وأضاف المصدر أنه من خلال مثل هذه المحاكمات السياسية “تقول السعودية لبايدن: تعال لنتفاوض”.
وهناك سجينان سعوديان أمريكيان آخران قيد المحاكمة، في قضيتين منفصلتين، الأول هو صلاح الحيدر نجل ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة، والثاني كاتب وطبيب يدعى بدر الإبراهيم.
ولم تعلق سلطات آل سعود رسميًا حتى اللحظة على اعتقالهما أو التهم الموجهة لكل منهما.
محاكمة العودة
كما يمضي نظام آل سعود قدما في محاكمة الشيخ سلمان العودة، رجل الدين البارز الذي اعتقل عام 2017، أمام محكمة متخصصة بمكافحة الارهاب بعد أن دعا إلى المصالحة الخليجية في تغريدة على “تويتر”.
وإلى جانب عشرات المحتجزين من النشطاء وأفراد العائلة المالكة، توجه السعودية أيضا تهما تتعلق بالفساد لولي العهد السابق المخلوع محمد بن نايف، حليف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية منذ وقت طويل، والمحتجز منذ آذار/ مارس.
وقالت لجنة تقصي حقائق برلمانية بريطانية الشهر الماضي إن سلطات آل سعود هددت بإعادته إلى الحبس الانفرادي رغم وضعه الصحي الهش، إذا لم “يفرج عن أموال” تتعلق بادعاءات غير مثبتة، واصفة هذا التكتيك بأنه “ابتزاز”.
رهان بن سلمان
وتقول كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن “من المدهش رؤية بن سلمان يضاعف الرهان على هذه القضايا المحلية”.
وتضيف “قد يكون يعتمد تشددا أكبر، وعينه على المفاوضات مع بايدن. أو ربما يضع خطوطا حمراء جديدة: الشؤون السعودية الداخلية خارج حدود” اللعبة.
ويقول الخبير في شؤون الخليج المقيم في واشنطن حسين إيبش “لست متأكدًا من أن السعوديين يفهمون تمامًا عمق المشكلة التي سيواجهونها مع إدارة بايدن الجديدة”.
ويضيف “يتخذ السعوديون يتخذون هذا الموقف العدائي تجاه السجناء السياسيين الداخليين مع علمهم أن هذه نقطة حساسة مع الديموقراطيين الأمريكيين”.