مرتزقة بن سلمان يواصلون الترويج للتطبيع مع إسرائيل
يواصل مرتزقة محمد بن سلمان وأذرعه الإعلامية الترويج في المجتمع السعودي لفكرة التطبيع مع إسرائيل التي تقابل برفض شعبي واسع النطاق.
وخلال اليومين الماضيين أثار المطبع محمد سعود الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر مقطع فيديو يعبر فيه عن دعمه الكامل للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير الذي شنه على قطاع غزة.
وبث سعود مقطع الفيديو الذي جرى تصويره في العاصمة الرياض وقال فيه “إلى مواطني (إسرائيل) الغوالي أنا موجود هنا في الرياض بالسعودية، أريد أن أدعو لكم بالنصر بالحرب على الإرهاب”.
وأضاف: “أنا أدعم إسرائيل واليهود وحكومة بنيامين نتنياهو بأن ينتصروا على الإرهاب”.
وفي يوليو/تموز الماضي، تعرض “سعود” للطرد والملاحقة في أزقة البلدة القديمة بالقدس من قبل فلسطينيين غاضبين، خلال زيارته للأراضي المحتلة، ضمن وفد إعلامي.
وظهر المطبع السعودي وهو يخرج مهرولا من أحد بوابات الأقصى، بعد أن قام عدد من الأطفال بـ”البصق” على وجهه، فيما قام شبان بإلقاء كراسي بلاستيكية صوبه.
ويعرف “محمد سعود” نفسه بأنه مدون يدرس في كلية الحقوق في جامعة الملك سعود بالرياض، ويزعم أنه لا علاقة له بالسياسية، ويكتب على حسابه على “توتير” باللغتين العبرية والعربية، ويضع العلمين السعودي والإسرائيلي.
وقال سعود الذي زار تل أبيب، قبل ثلاثة أشهر، وتعرض للطرد من المسجد الأقصى من قبل مقدسيين، إنه شعر في إسرائيل كما لو كان في بيته، مضيفا أنه يحب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، ويريد أن يرى الإسرائيليين في المملكة.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها “سعود” من الرياض مع القناة الـ 13 العبرية عبر سكايب.
وقال “سعود”، في معرض توجيهه الدعوة للإسرائيليين لزيارة بلاده: “في المملكة العربية السعودية ودول الخليج نتميز بطابع شرقي، ما راح يكون غريب عليكم لما تيجوا المملكة ودول الخليج.. أتمنى إن تزورنها”.
وردا على سؤال من “حازي سيمانتوف” مراسل القناة العبرية للشؤون العربية، عن الأسعار في السعودية، أجاب “سعود” قائلا: “الشيكل نفس الريال تقريبا نفس الشيء”.
وفيما يتعلق بزيارته إلى إسرائيل قال “سعود”: “خلال زيارتي لإسرائيل شعرت كما لو كنت في البيت.. أشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأقول له: أنا أحبك، أنا أحب إسرائيل، وأريد أن أرى الإسرائيليين في السعودية”.
وأضاف سعود: “التقيت خلال الزيارة مع يائير نتنياهو ابن رئيس الحكومة، وأعتبره صديقي وعزيزي، لقد تحدثنا عن أمور مشتركة مثل سياسة إسرائيل تجاه إيران، وسياسة دول الشرق الأوسط تجاه النظام الإيراني والتحديات الماثلة أمامها، وإنني أشجع الشعب الإيراني على الانقلاب على هذا النظام وإسقاطه”.
ومؤخرا نشرت مجلة تايمز أوف الإسرائيلية عن طبيعة العلاقات بين إسرائيل والرياض, ووصفتها بأن لها عمق استراتيجي وعمق أكبر بكثير من عالم التدوين بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وتطرقت المجلة في تقريراً موسعاً, إلى تطبيع المدونين والصحفيين السعوديين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر الموقع الإسرائيلي أن طالب سعودي قام بنشر مقطع فيديو خاص به على صفحته الشخصية عبر تويتر في 29 مايو من الشهر الماضي، قائلاً: “مرحباً بالجميع، اسمي محمد سعود، أنا من المملكة العربية السعودية وأحب إسرائيل، وأتمنى أن تكون هناك علاقة دبلوماسية بين بلدنا وإسرائيل”.
وتطرق الموقع الإسرائيلي إلى مدون سعودي أخر حيث قام بتكريس حسابه بالكامل تقريبًا للعلاقات مع إسرائيل واليهود والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فعندما أرسل حساب جريدة “The Times of Israel” رسالة له عبر تويتر، وافق سلطان الكدون السعودي البالغ من العمر (37 عامًا) فوراً على الإجابة على الأسئلة التي طرحتها عليه الجريدة الصهيونية.
ونقلت المجلة تغريدة سلطان كاتباً عبر تويتر: ” لا توجد لدي مشكلة مع إسرائيل، وإن القدس مدينة مقدسة ومهمة للمسيحين واليهود فقط، في حين أن الأماكن المقدسة في الإسلام هي مكة والمدينة “، مضيفاً: “نحن، جيل الشباب، نطمح إلى إقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول، ونعلم أيضًا أنه قبل 70 عامًا لم تكن هناك دولة فلسطينية، بينما اليهود كانوا موجودين منذ 3000 عام، بالنسبة لنا، ليس للقدس أي أهمية، فالأماكن المقدسة للإسلام هي مكة والمدينة، فنحن نريد السلام والتعايش”.
ولفتت المجلة إلى أنه في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يدعم أي اتصال حكومي رسمي مع المدونين، ومع ذلك، فإن انتشار المدونين أمر مهم، حيث يعتقد خبير أمني صهيوني يتعامل مع المملكة ودول خليجية أخرى أن المدونين قد يكونون وسيلة لسلطات آل سعود لقياس الرأي العام وجس نبض الشارع والشعب.
وبدوره، قال المسؤول السابق في أحد فروع الأمن القومي في دولة الاحتلال الإسرائيلي في تصريح صحفي لصحيفة التايمز أوف إسرائيل، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “هناك تغيير يحدث، إنه تغيير جذري وحقيقي، ففي هذه الأيام، عندما يحاول ولي العهد محمد بن سلمان تغيير صورة بلده، فإن إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي التقارب مع إسرائيل واليهود”.
وأكدت المجلة أن العلاقات بين إسرائيل والمملكة لها عمق استراتيجي وعمق أكبر بكثير من عالم التدوين، ولكن هذه الظاهرة غير العادية ربما تكون أحدث علامة على حدوث تغيير في الموقف تجاه الدولة اليهودية داخل المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وأوضحت المجلة الإسرائيلية أنه يميل بعض المحللين إلى تسمية ولي العهد، محمد بن سلمان بأحرف اسمه الأولى “MBS” والذي يمثل رمزاً ومحفزاً للتغيير ازلي ظهر حديثاً في المملكة ، فقد أقام بن سلمان علاقات وثيقة مع جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه، وكذلك مهندس خطة السلام في الشرق الأوسط، حيث أظهر موقفًا إيجابيًا تجاه إسرائيل في العديد من المناسبات الرسمية.
ونوهت المجلة إلى أن الوضع الاقليمي في العلاقات بدأ يتحول منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وكان مرتبطًا بخطة السلام السعودية التي ستعتمدها قريبًا جامعة الدول العربية لحل القضية الفلسطينية ولإرساء السلام في الشرق الأوسط، والتي أطلق عليها اسم مبادرة السلام العربية.
واكدت المجلة أن مسؤولو الاستخبارات والسياسيين في إسرائيل والمملكة تعاونوا بشغف وبشكل مكثف، وكثيراً ما التقوا في أماكن سرية بعيداً عن أعين الإعلام، بالإضافة لتحسن العلاقات مع دول الخليج الأخرى، بما في ذلك الزيارة الرسمية النادرة التي قام بها نتنياهو إلى عمان العام الماضي، حيث كان ثاني رئيس للوزراء في دولة الاحتلال والوحيد الذي زار البلاد بعد اسحاق رابين الذي سبقه في ذلك، كذلك زادت البيانات المؤيدة لزيادة العلاقات بين قادة سلطنة عمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال الاسرائيلي.
وتحدثت المجلة أن في المملكة، يواصل آل سعود في الوقت الحالي إقناع الشعب السعودي بشكل متواصل بأهمية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما على الجهة الأخرى، فإن العديد من الأصوات في العالم العربي والإسلامي ستكون سعيدة باستغلال هذه الفرصة لمهاجمة السعوديين بسبب موقفهم الجديد تجاه الدولة الصهيونية .
وبحسب المجلة، أنه في مارس 2018م، أخبر بن سلمان رؤساء الجماعات اليهودية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها أن القيادة الفلسطينية يجب أن تقبل مقترح السلام الذي وضعته إدارة ترامب ، و التي لا تذكر بوضوح حل الدولتين .
وقال ولي العهد محمد بن سلمان حينها: “على مدار الأربعين عامًا الماضية، أضاعت القيادة الفلسطينية الفرص مراراً وتكراراً، ورفضت جميع العروض التي قُدمت لها، لقد حان الوقت لأن يقبل الفلسطينيون العروض التي تُقدم لهم، ويوافقون على الحضور إلى طاولة المفاوضات، أو ينبغي عليهم أن يصمتوا ويتوقفوا عن الشكوى”.
وبعد ذلك بوقت قصير، وذُكر أن، الملك سلمان، قرر استعادة السيطرة على السياسة العامة للبلاد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لأن الرياض ورام الله كانتا تنجرفان عن بعضهما البعض بسرعة كبيرة ومقلقة، فمن المحتمل أن الملك شعر أن ابنه الشاب ووريثه كان يبدي تحولاً متطرفاً للغاية، حيث اختار الملك العودة إلى السياسة التقليدية المتمثلة في دعم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
و مع ذلك ، فإن العديد من السعوديين يشهدون أن التغيير في الموقف تجاه دولة الاحتلال حقيقي و لا يمكن إنكاره . حيث يعتقد البعض أيضاً أن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين بات قاب قوسين أو أدنى .
وتطرقت الصحيفة إلى التقارب بين السعودية ودولة الإحتلال الإسرائيلي، قائلاً: إن التحريض والكراهية انخفضتا ضد الاحتلال الإسرائيلي واليهود بشكل كبير على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، ويدل على اندثار الفكر المعادي لدولة الاحتلال لدى الجيل الشاب في المملكة العربية السعودية .
وأشارت المجلة إلى أن الحكومة الصهيونية تدرك بوضوح أن طريق التطبيع الكامل بين الاحتلال والرياض ما زال مسدوداً بسبب وجود السلطة الفلسطينية في رام الله كعاصمة إدارية مؤقتة لفلسطين المحتلة في الوقت الراهن، ولتحقيق هذه الغاية، هم على استعداد لتمويل الفلسطينيين والضغط عليهم من أجل التوصل إلى حل مقبول للطرفين، مما سيسهل أيضاً الوصول إلى تحالف إسرائيلي سعودي أمريكي ضد إيران في المنطقة .
ولفتت المجلة إلى أنه قبل 52 عامًا في الخرطوم، بعد وقت قصير من انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967م، رفع قادة الدول العربية شعار: “لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات مع إسرائيل، لا للسلام مع إسرائيل”، مشيرةً إلى أن اليوم، بدأ أحفاد بعض هؤلاء القادة في إعلان الموافقة على كل ما قد رفضه أجدادهم، لكنهم لا يزالون مرتبطين بالواقع الخطير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وختم الموقع متسائلاً: “السؤال المهم الآن، هو ليس كيف ستتطور العلاقات الثنائية بين الاحتلال والرياض بقيادة محمد بن سلمان ، ولكن ما إذا كانت حكومة صهيونية مستقبلية ستستخدم هذا المناخ السياسي والتطبيع الإيجابي في العالم العربي من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وفي نهاية المطاف الحصول على كل شيء؟