السعودية: مطالب بالإفراج عن معتقل رأي أنهى محكوميته البالغة 15 عاما
أنهى الداعية الإسلامي معتقل الرأي الشيخ خالد الراشد، قبل أيام محكوميته بالسجن 15 عاما داخل سجون آل سعود من دون أن ينال حريته التي انتظرها طويلا في إجراء تعسفي من السلطات .
وطالب حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر” سلطات آل سعود بالإفراج الفوري عن الشيخ الراشد بعد أن أنهى محكوميته دون قيد أو شرط مسبق، مؤكدا رفضه لأية محاولة لتمديد الاعتقال التعسفي أو تجاهل ملف الشيخ الراشد.
وحكمت محكمة سعودية عام 2015م، بالسجن 5 سنوات على الشيخ الراشد، ورغم محاولات عائلته استئناف الحكم لكن “هيئة التمييز” أيدت الحكم الصادر، الأمر الذي أغضب الشيخ الراشد ودخل في نقاش حاد مع القاضي والذي أصدر قراراً بمضاعفة مدة سجنه إلى 15 عاما حتى أنهى محكوميته دون الإفراج عنه..
والراشد من مواليد (1970م) الموافق (1390هـ) وهو داعية إسلامي سعودي، سلفي، طالب بطرد سفارة الدنمارك احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي محمد. ما دفع سلطات آل سعود لاعتقاله والحكم عليه بالسجن.
وتعتقل سلطات آل سعود مئات العلماء والمشايخ والدعاة ممن اعتقلتهم ضمن حملة سبتمبر/ أيلول 2017 التي نفذها ولى العهد محمد بن سلمان.
وبدأت حملة الاعتقالات العنيفة التي شُنّت ضد “تيار الصحوة” في مطلع سبتمبر 2017، عندما أوردت وكالات الأنباء العالمية نبأً يفيد باتصال هاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، برعاية أميركية، للجلوس على طاولة حوار وبحث مآلات الأزمة الخليجية.
وشرعت سلطات آل سعود باعتقال العلماء د.سلمان العودة ود. عوض القرني قبل أن تتوسع لتطال شيوخاً وكتّاباً وصحافيين.
وقام العودة حينها بالكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي مباركاً هذه الخطوة وداعياً للوحدة بين الخليجيين، مما دفع السلطات لاعتقاله مع الداعية الإسلامي الآخر عوض القرني.
وبينما كان المراقبون في السعودية يتوقعون أن يكون اعتقال العودة والقرني مجرد توقيفات اعتيادية يقوم بها النظام السعودي كل مرة، فوجئ الجميع بحملة كبيرة استهدفت “تيار الصحوة” بأكمله.
وشملت الاعتقالات شيوخ “الصحوة” مثل ناصر العمر وسعيد بن مسفر ومحمد موسى الشريف ويوسف الأحمد وعبد المحسن الأحمد وغرم البيشي وخالد العودة شقيق سلمان العودة.
ولم تقف القائمة عند الدعاة الإسلاميين فحسب، بل شملت المفكرين والاقتصاديين المتعاطفين مع “تيار الصحوة”، مثل عصام الزامل وعبدالله المالكي، ومصطفى الحسن الذي أفرج عنه لاحقاً بسبب تدهور حالته الصحية وإصابته بالسرطان.
وعلي أبو الحسن والمنشد الإسلامي ربيع حافظ والروائي فواز الغسلان والصحافيين خالد العلكمي وفهد السنيدي، ورئيس رابطة الصحافة الإسلامية أحمد الصويان، والدكتور يوسف المهوس عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة حوطة سدير.
ولم تتوقف الحملة التي أطلقت المنظمات السعودية عليها “حملة سبتمبر”، إذ لا تزال مستمرة حتى بعد مرور ثلاثة أعوام، إذا اعتقلت سلطات آل سعود الأيام الماضية الشيخ القارئ د. عبد الله بصفر والأكاديمي سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام بالرياض سابقا.
وشملت حملة سبتمبر أيضا الداعية الإسلامي والأكاديمي في المعهد العالي للقضاء عبد العزيز الفوزان، وإمام الحرم المكي صالح آل طالب، والمفكر الإسلامي والشيخ سفر الحوالي، والشيخ السوري المقيم في السعودية محمد صالح المنجد.
ولم توجّه سلطات آل سعود لمعتقلي “الصحوة” أي تهمة رسمية علنية، لكن الأذرع الإعلامية التابعة لها اتهمت المعتقلين بالعمالة لجهات خارجية والسعي لتخريب البلاد، فيما لم تُعقد أي محاكمة علنية لأي من المتهمين.
وتتحفّظ سلطات آل سعود على معظم معتقلي سبتمبر في أماكن مجهولة وشقق خاصة تابعة لجهاز أمن الدولة، وهو الجهاز الذي أنشأه محمد بن سلمان ليدير حملات الاعتقال ضد مناوئيه.