معاناة متفاقمة لمعتقلي الرأي من كبار السن في السعودية
تستمر السلطات السعودية في احتجاز كبار السن والمرضى من معتقلي الرأي، وتماطل في إطلاق سراحهم بالرغم من استمرار تدهور حالتهم الصحية بغياب الرعاية اللازمة.
وتتعمد السلطات السعودية في تجاهل القوانين، واستمرار احتجاز كبار السن للتنكيل بهم والسعي لتصفيتهم جسديا بشكل غير مباشر، وذلك عن طريق الإهمال الطبي وسوء أحوال المعتقلات التي تهدد حياة المرضى والكبار.
ومن بين أبرز معتقلي الرأي من الذين يعانون من الأمراض وكبر السن، الدكتور سعود الفنيسان المعتقل منذ سنتين و ذو الثمانين عامًا، ومحمد دليم القحطاني البالغ خمسة وستون عامًا ويعاني من شلل نصفي.
وكذلك المفكر البارز د. سفر الحوالي الذي يعاني من فشل كلوي وكسر في عظم الحوض، وعائدة الغامدي المسنة والتي تعاني الأمراض المزمنة.
وطالبت منظمة سند لحقوق الإنسان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل في ضغطها على الحكومة السعودية، لإطلاق سراح جميع كبار السن الذين بات المعتقل يهدد حياتهم.
وتم الكشف في الساعات الأخيرة عن اعتقال السلطات السعودية الدكتور عبد الله اليحيى خلال ديسمبر الماضي؛ بسبب دفاعه عن فلسطين و رفضه للتطبيع مع إسـرائيل.
وأكدت مصادر حقوقية على اعتقال الدكتور عبد الله اليحيى، يوم 24 ديسمبر 2021م، على خلفية تغريدات على حسابه الشخصي منتقدًا فيها التطبيع والدعم الحكومي الرسمي له.
ويأتي اعتقال اليحيى ضمن حملة إعلامية ودينية، لتهيئة الأجواء الثقافية في المملكة، للتطبيع مع إسرائيل، وسط دعوات حقوقية للإفراج الفوري عنه وعن كل من عبر بحرية عن رأيه الحر.
وتستمر السلطات السعودية في انتهاكاتها للقوانين الدولية والمعاهدات التي من شأنها أن تحفظ كرامة الإنسان وحريته، في ظل تجاهل صريح للتنديد والإدانات والتحذيرات الدولية لسلطة المملكة.
وفي هذا السياق، تبرز انتهاكات السلطة لبنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ من خلال التضييق على حرية التعبير وملاحقة المؤثرين في المجتمع.
وتنص المادة الـ 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على أنه لكل شخص حقّ التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرِيته في اعتناق الآراء من دون مضايقة وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.
ورغم النص الواضح في بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلا أن السلطة السعودية ومنذ عام 2017م، تواصل احتجاز واعتقال المئات من معتقلي الرأي من الناشطين والمؤثرين في المجتمع بعيدا عن العدالة.