غضب سعودي ورسالة “خشنة” لعمان لوقف محاكمة “عوض الله”
أثارت محاكمة الأردن، في 21 يونيو الجاري، للمعتقل باسم عوض الله مستشار ولي العهد محمد بن سلمان، واقتياده إلى المحكمة بصورة “ذليلة” غضبا في الديوان الملكي السعودي.
وزاد مقطع الفيديو الذي ظهر خلاله، عوض الله، مقيد اليديين، أثناء طريقه إلى المحكمة، من الغضب السعودي على الملك الأردني عبد الله الثاني الذي لا يزال يرفض الاتصالات والمبادرات السعودية.
وقال مصدر رفيع المستوى لـ”سعودي ليكس” إن هناك حالة من الغضب إزاء تجاهل الملك الأردني، للمبادرات السعودية التي لم تنقطع منذ اكتشاف حادثة الانقلاب في إبريل الماضي.
وأضاف المصدر أن آخر هذه المبادرات كانت الأسبوع الماضي، التي تمثلت بزيارة وفد سعودي “سرى” إلى عمان حاملا رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز، لوقف محاكمة “عوض الله”.
وبحسب المصدر فإن الرسالة تحمل وعودا سعودية رسمية بتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
في المقابل فإن الرسالة حملت أيضا “عبارات غاضبة” من المحاكمة الجائرة وتجاهل المبادرات السعودية محذرة من توجيه الاتهامات للملكة أو ولي عهدها.
لحظة دخول باسم عوض الله المسمى بـ"دحلان ابن سلمان" لمحكمة أمن الدولة? pic.twitter.com/9JIwQoenM0
— خط البلدة ? (@saudibus222) June 21, 2021
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قالت إن النظام السعودي ضغط بشدة على الأردن من أجل وقف محاكمة عوض الله.
وذكرت الصحيفة أن الرياض أرسلت أربع طائرات مع أربعة مسؤولين مختلفين للمطالبة باستعادة عوض الله فور اعتقاله في أبريل.
وذكرت أن هؤلاء المسؤولين ترأسهم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ومن بينهم أيضا مسؤول كبير من مكتب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وانضم إليهما رئيس المخابرات السعودية، الذي مكث في الأردن لمدة خمسة أيام للضغط على الأردن من أجل السماح لعوض الله بالعودة معه، وفقا للصحيفة.
كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تفاصيل جديدة متعلقة بالأحداث التي شهدها الديوان الملكي الأردني في أبريل الماضي.
وأشارت إلى دور محتمل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تلك الأحداث.
وقال الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” بروس ريدل للصحيفة: “أعتقد أنهم ضغطوا من أجل الإفراج عن عوض الله لأنهم علموا أن لديه معلومات تدينهم ويريدون إخراجه”.
وأضاف أن “الأردن تمكن من مقاومة الضغط السعودي بعد طلب رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، الذي عمل في السابق سفيرا لواشنطن في الأردن، من البيت الأبيض التدخل”.
ونوهت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل بالعاهل الأردني لإبلاغه بأنه يدعمه، وذلك أثناء وجود رئيس المخابرات السعودية في عمان.
ويعتقد مسؤول غربي سابق أن هدف السعوديين كان تقويض دور الملك الأردني كلاعب محوري في الشرق الأوسط، وفقا لنيويورك تايمز
ونفت السعودية بشدة في وقت سابق أي علاقة لها بالخلافات غير المسبوقة داخل العائلة المالكة في الأردن.
ويرفض مسؤولون سعوديون التكهنات التي أثيرت في بعض وسائل الإعلام الغربية حول وقوف المملكة وراء الخلاف العلني بين الملك وأخيه غير الشقيق الأمير حمزة.
وأسندت محكمة أمن الدولة في 13 يونيو الحالي لعوض الله والشريف حسن تهمتي “التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة” و”القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة”.
وفي حال إدانتهما يواجهان عقوبة بالسجن قد تصل إلى عشرين عاما، وفق محاميهما.
ويحمل عوض الله الجنسية السعودية. وذكرت تقارير أنه مقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما شغل الشريف حسن بن زيد سابقا منصب مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية.
وكشفت لائحة الاتهام في القضية التي باتت تعرف بـ”قضية الفتنة” المؤلفة من 13 صفحة، أن ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين كان له طموح شخصي بالوصول إلى سدة الحكم.
وتولي عرش المملكة وحاول عبثا الحصول على دعم المملكة العربية السعودية لتحقيق ذلك.
وأكد الملك عبد الله الثاني في السابع من أبريل في رسالة بثها التلفزيون الرسمي أن “الفتنة وئدت” وأن “الأمير حمزة مع عائلته في قصره وتحت رعايتي”.
وكانت السلطات الأردنية، قد أعلنت في الرابع من أبريل ضلوع الأمير حمزة وآخرين في “مخططات آثمة” هدفها “زعزعة أمن الأردن واستقراره”.
واعتقل حينها نحو 20 شخصا بينهم عوض الله والشريف حسن، بينما وُضع الأمير حمزة في الإقامة الجبرية، بحسب قوله، قبل أن يعلن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في 7 أغسطس الماضي، أن “الفتنة وئدت”، مطمئنا شعبه بأن “لا أحد فوق استقرار الوطن”.