السعودية: عائلة الأمير المعتقل سلمان لا تعلم مكانه حاليا
أنذرت وساطات أمريكية، سلطات آل سعود، بضرورة الحفاظ على صحة وسلامة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان بن محمد آل سعود، والسماح لعائلته بزيارته والاطلاع على أحواله الصحية.
وقال مصدر سعودي إن الوساطات الأمريكية والأوروبية أنذرت سلطات آل سعود مؤخرا حول صحة وسلامة الأمير المعتقل منذ اختفائه عقب مرض الملك سلمان وتدهور حالته الصحية.
وكشف المصدر لـ”ويكليكس السعودية” أن قوات أمن سعودية تتبع لولى العهد محمد بن سلمان، أقدمت مطلع أغسطس/ آب الماضي على نقل الأمير سلمان من “الفيلا” المعتقل فيها إلى مكان مجهول.
وخضع الملك سلمان بن عبد العزيز، يوليو الماضي، لعملية جراحية بالمنظار لاستئصال المرارة وسيمضي وقتا في مستشفى في الرياض، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية “أجرى خادم الحرمين الشريفين عملية جراحية بالمنظار لاستئصال المرارة بمستشفى الملك فيصل التخصصي، تكللت – ولله الحمد – بالنجاح”.
وأشار المصدر الرفيع – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – إلى أن بن سلمان أمر قوة خاصة بنقل الأمير المعتقل، وإخفاء مكانه؛ في مسعى منه لإقصاء خصومه والنيل بكرسي الملك كـ”وريث وحيد خارج أسوار المعتقلات”.
وقال إن هناك أنباء كانت تتحدث عن وفاة الملك سلمان، وهو أمر دفع ولى العهد لخطوات “جنونية” للسيطرة على كرسي الملك.
وأكد المصدر المقرب من عائلة الأمير المعتقل أن عائلته لا تعلم عنه شيئا، ولا تستطيع الاتصال به أو التواصل معه وتخشى استهدافه من ولى العهد “بطريقة معينة”.
وكانت وساطات أميركية وأوروبية كثفت جهدها في محاولة للضغط على المملكة وولى عهدها محمد بن سلمان، من أجل الإفراج عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز، (زوج إحدى بنات الملك الراحل عبدالله) ووالده المعتقلان منذ يناير 2018.
وعرضت الوساطات الأميركية مبلغا ماليا قدره 2 مليون دولار مقابل الإفراج عنهما، كما يقدم مشرعين أوروبيين التماسا للإفراج عن الأمير سلمان ووالده، المعتقلان منذ عامين دون تهمة وسط حملة صارمة ملكية بحقهما.
ويأتي اعتقال الأمير سلمان ووالده عبد العزيز منذ يناير 2018 كجزء من حملة قمع ينفذها ولي العهد محمد بن سلمان، منذ توليه الحكم 2017م، والتي لم تقتصر على المنافسين المحتملين فحسب، بل أيضا شخصيات في العائلة ورجال أعمال.
والهدف الأكثر ترجيحا هو الأمير سلمان، متعدد اللغات يبلغ من العمر 37 عامًا تلقى تعليمه في جامعة السوربون بباريس، ويبدو أنه لم يعتنق أي طموحات سياسية واكتسب سمعة بأنه “شيك على بياض” لتمويل مشاريع التنمية في البلدان الفقيرة.
وقال مساعد للأمير “هذا ليس مجرد اعتقال غير قانوني.. هذا اختطاف في وضح النهار. هذا اختفاء قسري”.
وتحفظ جهاز أمن الدولة التابع – لولى العهد – على اعتقال الأمير سلمان داخل سجن الحائر المشدد الحراسة قرب العاصمة الرياض، وبعد ذلك وضعوه في فيلا خاصة مع والده الأمير عبد العزيز بن سلمان، ثم نقلوه إلى مكان اعتقال سري في مارس/ آذار الماضي، حسبما مصادر سعودية.
وقالت ثلاثة من تلك المصادر إنه أعيد بشكل غامض إلى الفيلا لإعادة شمله مع والده. ولم يتضح سبب نقله إلى الموقع السري.
وذكرت المصادر أن المخابرات السعودية تراقب مكالماته الهاتفية مع عائلته.
لكن عودته قد تكون علامة مبدئية على أن الضغط الدولي من أجل إطلاق سراحه ناجح. ولم ترد السلطات السعودية على طلب للتعليق على القضية.
وناشد وفد من البرلمان الأوروبي سلطات آل سعود الإفراج عن أفراد العائلة المالكة المحتجزين بمن فيهم الأمير سلمان خلال زيارة إلى الرياض في فبراير/ شباط ، بحسب مصدر وتقرير داخلي للجولة التي شاهدتها وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال مارك تارابيلا نائب رئيس الوفد البرلماني للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية “طلب البرلمان الأوروبي بالفعل معلومات عن القضية في رسالة موجهة … إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي (لا يزال) بلا إجابة”.
وكتب إلى المفوضية الأوروبية “أود أن أطلب منكم إثارة هذه القضية … مع أعلى السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية”
وقال: “ما زلت واثقاً من أن الإفراج سيؤثر إيجابياً على علاقات البرلمان الأوروبي مع السعودية”.
وفي سياق منفصل، وقعت مجموعة سياسات سونوران الرائدة في جماعة الضغط في واشنطن روبرت ستريك عقدًا بقيمة مليوني دولار في مايو/ أيار للدعوة إلى إطلاق سراح الأمير “مع حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي”، وفقًا لإيداع وزارة العدل الأمريكية.
تم تعيين ستريك، المعروف بصلاته الوثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – حليف الأمير محمد – من قبل هاشم مغل، أحد المقربين من الأمير سلمان في باريس، وفقًا للإيداع.